اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• الاصلاح أم التغيير مع الانظمة الفاسدة, النظام السوري مثالا ? -//- سام يونو

 

الاصلاح أم التغيير مع الانظمة الفاسدة, النظام السوري مثالا ?

سام يونو

2012 / 10 / 6

البداية :

ان كل نظام دكتاتوري استبدادي قمعي يرتكز و يستند على ثلاثة عوامل وركائز لكي يبقى مسيطرا مهيمنا على سدة الحكم , من اهم هذه الركائز , اجهزة الامن والمخابرات والاستخبارات بانواعها المعروفه , الاعلام الحكومي المسيطر والمبرمج لصالح السلطه و الزمرة الحاكمه , الثالث هو الاقتصاد المسير لصالح حفنة من الطبقة الحاكمة . اذا ارادت اية قوى اختراق النظام لاجراء التغيير المطلوب عليها اولا , الدخول في عملية تكسير وتهشيش وضعضعة النظام من الداخل , التركيز اولا على الاعلام المضاد للدوله في الداخل والخارج بكل الطاقات والامكانيات المتوفرة لكشف افعال واعمال النظام وما يقوم به سواء كان في الخفاء والسر اوالعلن للجماهير في الداخل وامام الراي العام العالمي , ياتي هذا من خلال وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والفضائيات والانترنيت وغيرها .
ان زمن الصوت الواحد والمفروض فرضا على المواطن يجب ان يكسر لانه من مخلفات الانظمة الفاشية والدكتاتورية , كما كانت تلك الانظمة القمعية تقوم بفرض اذاعات وصحف ومجلات ونشرات وكتب من خلال ما يسمى بالاعلام الموجه , وكانت تمنع وتراقب كل من يحاول التواصل مع الخارج ومع اية جهة معارضة لسياسة النظام الحاكم بحجة التامر والمؤامرات والعدو الخارجي وتخريب البلاد والاستقواء بالخارج والتجسس وما الى ذلك .
اما بالنسبه الى الحاله الامنيه والمخابراتية والاستخباراتية نقول هنا على المعارضات والقوى التي تريد فعلا تغيير النظام وازالته , عليها ان تخترق هذه المنظومات المحصنه بوسائل سريه وعلميه والدخول اليها بالتطوع والمشاركة في هذه الاجهزة التي تدار من قبل الزمرة الحاكمة , واستعمال تقنيات حديثه ووسائل وطرق طبقتها الشعوب التي تحررت من انظمتها الدكتاتورية النازية . فضح جرائم السلطة الحاكمة عن السجون والعتقلات وحالات القمع والتعذيب و كشف الارقام والصور والافلام عن عدد السجناء وسجناء الراى والفكر وغيرهم .
المطالبة بحرية المسيرات والاعتصامات والمظاهرات السلمية والتعبير ورفع حالة الطوارئ والاحكام العرفيه واصلاح الجهاز القضائي لكي يخدم المواطن وليس النظام والفئة الحاكمه . اما عن الاقتصاد الموجه والمسيطر عليه من قبل الشلة الفاسده الحاكمه , يجب المطالبه بالتحقيق حول الفساد المالي والسرقات وكيفية ادارة المال العام , محاسبة كل من اصبح لديه اموال و ثروة مشبوهة وتطبيق مبدا من اين

لك هذا ! , المطالبة بتوفير العمل لكل مواطن وخاصة العاطلين عن العمل , الضمان

الاجتماعي والصحي لجميع قطاعات الشعب وبدون تفرقه ,التوزيع العادل للثروة , عدم احتكار قطاع التجارة والسوق المالي والبورصات والتصدير والاستيراد وان لا تبقى بيد فئة واحدة معينه , تعديل القوانين في الصناعه والتجارة والتصنيع لكي يكون من حق اي مواطن ممارسة تلك المهن وبشفافية , مناقشة ميزانية الدوله علنا ووضع جميع واردات البلد في الاتجاه الصحيح لخدمة الوطن والمواطن , على سبيل المثال لا الحصر , النفط في ليبيا لا يدخل من ضمن الموازنه , الاخ العقيد القائد وابنه من لهم الحق فقط في صرف هذه الاموال , ونحن نعرف ان جميع الدول النفطيه هكذا وبدون استثناء . . .
النظام السوري مثالا :
النظام السوري قام بتطبيق نفس المبدا , اسرق على كيفك , بعد ان تبين بان هناك حوالي ستة الاف مليون برميل احتياطي في سوريا , النظام لم يدخل واردات النفط في الموازنه .
نحن نقول المطلوب والواجب هو تغيير الانظمه وليس الى اصلاحها وترميمها , اي كما يقال بالعاميه تغيير القبعه . كما ان النظام السوري وحزب البعث الحاكم لن تطول هيمنتهما على الحكم في سوريا وكما حصل في العراق , نستغرب من بعض الذين يطالبون التغيير في سوريا ويرددون شعار البائسين والمهزومين لا نريد عراقا اخر او ثان هنا ! , ماذا تريد , نظام جاهز ومعلب على صينيه من الفضه او الذهب !! هذه خيبة امل . اعتقد ان من يردد هذا الشعار والمقوله هذه لا يريد تغيير النظام , علم النفس علمنا ان نقرا الافكار والنوايا , التغيير له ثمن ولا يوجد شئ في العالم اليوم بدون ثمن و مقابل . اذا لم تريد او ترغب بان يسال دمك عليك واجب الحفاظ على النظام وهذه خيانه معروفه لمروجي التغيير الرومانسي الشاعري .
اذن نرجع حول مصير النظام والحزب في سورية , ان وجود بعض المعارضات التي هربت الى الخارج من بطش النظام والحزب والاجهزة القمعيه والامنيه المخابراتيه , لان النظام لا يريد من يعارضه احدا لا في الداخل ولا في الخارج , كل معارض يعتبر خائنا وعميلا ومجرما بحسب دستور النظام ومنهاج برنامج العمل الحزبي والحكومي . السلطة الحاكمة الغير شرعية همها الوحيد اطفاء مشعل الحريه لهذه الجماهير وان تبقى جائعة وذليلة ومتخلفة لكي تتبع النظام ولا تخرج عن طاعته , سياسة النظام هي البطش والتنكيل وقمع الحريات المدنيه العامه والشخصيه و اثارة الفتن الطائفيه والسياسيه والمذهبيه الدينيه .
ان الحزب في سوريا والنظام لم يسئ فقط الى الشعب السوري وانما الى كل شعوب المنطقه , اساء الى الفلسطينيين , اذ استغل قضية فلسطين كقميص عثمان لاطالة عمر الحزب والنظام , كما فعل نظام صدام خلال اكثر من خمسة وثلاثون عاما واراد محو نصف اسرائيل باطلاق 39 صاروخا كارتونيا في الصحراء ولم تموت الآ عجوز عمرها 85 عاما وكانت تعاني من مرض القلب . النظام السوري اساء الى الاردن بايوائه للمنظمات الارهابية الفلسطينية واخيرا انقلب عليها , حزب البعث والنظام السوري اساء الى العراقيين لمدة اكثر من اربعة عقود بوقوفه مع النظام المجرم في ايران ضد العراق وشعبه بارسال اسلحة ومعونات الى ايران لضرب وتدمير العراق . النظام الى هذا اليوم يقف كعائق بعدم الاستقرار في العراق بسبب ما اقترفه من جرائم وعمليات ارهابية وارسال قتلة ومجرمين لقتل الشعب العراقي .
لا ننسى ايضا الافعال المشينة التي ارتكبها النظام السوري في لبنان حينما احتلها باسم الاخوة العربية والحفاظ على عروبة لبنان وتلك الشعارات المزيفة . الشعب السوري عانى كثيرا من عمليات الاقصاء والاعتقال والتهجير والزج في السجون والمعتقلات وبدون محاكمات عادلة وعلنيه ومكشوفه . لقد آن الاوان لشعب سوريا المحتل من قبل سلطة الامر الواقع بان ياخذ زمام المبادرة لتغيير هذا النظام المتعفن المستهلك . ان العالم سوف يقف كله مع من يقوم بعملية ازالة هذا النظام بكل الطرق والوسائل المتاحه , ان الوضع في سوريا هش وليس بالقوة كما يصفونه من قبل الذين يقفون عائقا امام حدوث التغيير في سوريا .
عدم الانتظار وانتظار الفرج او الحل الرباني الالهي , الحل هو بقيام انتفاضه شعبيه عارمه وتعطيل كافة مرافق الحياة بعيدا عن القتل والعنف والتخريب وتخريب ممتلكات ومؤسسات ودوائر الدوله , هنا سوف نرى بان النظام سوف يخرج مظاهرات هنا وهناك مؤيدة له ولنظامه وحزبه لكي يخدع الشعب ويقول بانه سوف يستجيب للمطالب واجراء التغيير والاصلاح المطلوب . على جميع القوى والمعارضات والشعب السوري ان يهئ نفسه لهذه الاحتمالات وهي متوقعه وجميع السيناريوهات وان يتحرك بسرعه على هذا الاتجاه .
ان ثورة وانتفاضة سوريه هي شعبيه وجماهيريه وسوف تنال الحريه والكرامه , علينا ان نذكر بان هناك معارضه شريفه وصادقه سوف تمد العون للشعب السوري وهي قادره على قيادة الوطن والدوله الى سر الامان والى ما هو افضل في الحياة , لا بد ان نذكر بعض المعوقات والهواجس في العمليه السلميه والديمقراطيه في سوريا لكي يبقى الموضوع مترابطا ومتكاملا . طبعا هناك اطراف تحاول الاعاقه لهذا التغيير منها جهات عربيه ومنظمات واحزاب مثل حزب الله الارهابي وحماس الطائفية وعملاء ايران في المنطقة كجيش عصابات المهدي ومقتدى الصدر , و تحاول جميع هذه الاطراف الانتهازية والخائنة والعميلة الابقاء على هذا النظام الى الرمق الاخير , لان زوال وسقوط هذا النظام يعني نهايتها وانقراضها وسقوطها في مزابل التاريخ , كذلك هناك دول اقليميه واجنبية مثل ايران وروسيا والصين ودول اخرى معنيه لها خطط ومصالح وتوجهات واوراق للحفاظ والابقاء على هذا النظام لكي يبقى يحكم في المنطقة واستخدام النظام السورية كاوراق وساحة حرب بالنيابة بين القوى الخارجية والاقليمية ومجرمي القاعدة والاسلاميين السلفيين والارهابيين . . . .
سوريا وايران :
لا بد من الاشارة قليلا حول تلاقي وجهات النظر بين النظامين السوري - الايراني , كما هو معروف ان ايران لها تدخلات على الساحه العربيه منذ اقدم العصور والى مجئ نظام خميني السفاح وانتهاءا الى الرئيس الفاشي والعنصري والطائفي السيد نجاد , هذا التدخل له مبرراته من وجهة نظر الايرانيه الا وهي قضية فلسطين وهم يريدون ان يصبحوا ملوكا اكثر من ملوك وحكام العرب , حتى العرب قد نسوا القضيه وهم اي الايرانيين نراهم متمسكين بها , لماذا , الله اعلم ! , هناك من يقف ويدعم النظام الايراني المنبوذ في العالم كالنظام السوري والنظام العراقي ومقتدى الصدر ومافياته المجرمة وحماس وحزب الله وبعض المنظمات والاحزاب المجرمة الاخرى .
هذه الحاله الغريبه خلقت نوع من الانقسام في الشارع العربي وخلقت كذلك التشتت الفكري والعقلي في مجتمعاتنا وهي عمليه مقصودة ومدروسة , لا بد ان يسال اي مراقب للاحداث ما يلي , ان وقوف بعض القوى والاحزاب والمنظمات التي تدعي انها مقاومه وهي ليست كذلك مع الثورة الايرانية الخمينية الاسلامية الرجعية قد خلقت حالة يرثى لها في المنطقه العربيه , وكان لها نتائج من الفوارق وفي الافكار والتشتت الاعلامي والتخندق الطائفي باعتبار ان النظام الاسلامي في ايران يعتبر ابو الطائفية والتعصب المذهبي والديني .
ان ما تم تخطيطه وبرمجته في زمن الشاه محمد رضا بهلوي نراه اليوم ينفذ ويتحقق من قبل الثورة الخمينيه على الساحه العربيه وهي ايصال المنطقة وشعوبها الى حالة التمزق والياس وفرق تسد واقتتال , اعادة السيطرة الفارسية المذهبية الصفوية وصولا الى لبنان . البعض من الجهلة والمغفلون تدعي بطلانا بانها طبقه مثقفه وواعية وداركة , هي التي قدمت هذه العطايا والاوراق على طبق من ذهب للنظام الايراني , النظام السوري في مقدمة هؤلاء الجهلة الذي اراد تدمير المنطقه بهذا العمل الخسيس والمخزي , والنظام لا يكترث لهذا الدور الفارسي الصفوي التدميري .
الاخطر من هذا قيام اجهزة النظام الايراني بنشر التشييع الصفوي وفكر ولاية الفقيه , مع احترامنا طبعا للشيعة العرب , ونحن نرى ان من حق الشيعة نشر افكارهم ومعتقداتهم كباقي الاديان والطوائف الاخرى , وهنا ما نقصده التشييع الايراني الصفوي الفاسد ! , ان الاجهزة السوريه تغض النظر عن تلك الممارسات , على ضوء ما ذكرناه هناك طرف اقليمي ودولي يحول عائق دون حصول عملية التغيير في النظام السوري .
الشعب السوري سوف يدفع الثمن لهذه الحالة الكارثية , لان غالبية دول العالم وقفت مع التغيير الذي حصل ويحصل في اية دولة في العالم باستثناء سوريا ! . اخيرا لا بد ان نقول على جميع المعارضات السوريه في الداخل والخارج ان تتوحد لاجراء التغيير المطلوب في سوريا باستعمال شتى الطرق والوسائل بما فيها العسكرية وتلقي الخبرة والمساعدات من الخارج والابتعاد عن المزايدات بالوطنية واستخدام الشماعات المعروفة وايجاد اعداء والحديث عن المؤامرات والاستقواء بالاجنبي وهذا ما يريده النظام المتعفن ويتمناه .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.