ارشيف مقالات وآراء

• الشـيوعــية تـربيـة .. مـا أحـســنـها تـربيـة

باسم روفائيل

          الشـيوعــية  تـربيـة .. مـا أحـســنـها تـربيـة 

   قرأت موضوعا في هذا الموقع لأخي ورفيق حياتي الجامعية حسن ناصر ( الشبكي الوديع والمناضل العـنيد ) المعـنون ((انتخب أبو حسين .. أعـطي صوتي لقائمة اتحاد الشعـب )) وتأثرت به كثيرا  .  . 

      وأستطيع القول انه من المقالات الـرائعـة   التي أثـرت بي كثيرا ،   لأنه أعـاد  بذكرياتي إلى   أيام العـز ( كما نسميها دارجا ) إلى أيام الجامعة  ،  منتصف سـبعـينـيات  القـرن  الماضـي  ،  فقد أعادني هذا الموضوع إلى إحدى جلساتـنا البـهـية  ( لا تنسى ) في البـيت الذي كان يسكنه رفاقـنا الطلاب مقابــل ملعـب الجامعة وجــمعـنا مع ( أتذكر منهم ) سعـد هادي ، إحسان ، صـديق ، عـدي ، مرتـضى ( وياليت لو تذكر لي  ـ  عـزيزي  حسـن  ـ   بقية الأسماء إذا تـتـذكرها )  . .

        أتذكر انك حدثتنا عن أبو حسين .. وكيف كنا نسمعـك وأنت تتحدث بانـتباه بالغ … …… هنا أقول لك إن أبو حسين هـو العـراق  … هو الشـيوعـي … فهكذا هـم الشـيوعـيون يا رفيقـي . وكثـيرون هـم على شـاكلة أبو حسين  السـاميـة  في حـبهم لشيوعـيتهم ومبـدئـهم ولرفاقـهم ولعـراقهم ولكل العـراقيـين …

      فها هو ابن عـمي جـلال صعـد الى مشنـقة صدام وهو مملوء بحـب العـراق والشيوعـية ولم يطـأطـئ  رأسه لهم فكان مرفوع الـهـامـة  حتى وهو معـلق على المشـقة .    .

      وهاهو أثير يهـتف في قاعـة محكمة الـثورة ( سيئة الصيت ) بسقـوط صـدام ونظامه الفاشـي  . . وماذا اذكر لك فالقائـمة  طويلـة  وطويلـة  يا رفيقي .  .  فهذه تـربية الشـيوعـييـن التي تـرباها فهد وحازم وصارم وسلام عادل وأبو داود وأبو حسين وجلال وأثير وأنا وأنت وغـيرنا الألوف  الآلاف . .  فأنت وأنا وغـيرنا  من الشـيوعـيين المناضليين تربـينا تربيـتين ... ...  تـربية والدينا التي علمتنا حسن السلوك واحترام الغـير ومخافـة الله  و . . . و . . . وتربية شـيوعـية التي ربانا إياها الحزب على حب الوطن . . . و الناس . . . احترام الغـير  والـحق  . . .

       أجــل   .  .  عـلمنا أن نفكر بمن لا يملك العـشاء ونحن نأكل  . . . عـلمنا أن نفكر بالذي يتسـول في الشارع ونحن ننام في البيت . . . عـلمنا أشياء وأشياء ( ماذا أقول  فاللائـحـة   تطول ) . أنت تعـلم يا رفيقي حســن كيف كانت سيرتنا في الجامعة ومعـنا رفاقـنا الآخرين  . .  ماذا كنا نفعـل نحن عـندما كان غـيرنا من الطلاب   هـمه  الوحيد هو الملذات والسـير وراء البنات والذهاب إلى دور السينما لمشاهدة أفلام هابطة وغيرها من أمور المتعة . .؟ . .

        تذكر يا صديقي {{{( ويشـهد على كلامي هـذا )  أخي ورفيقي الدكتور مزاحـم مبـارك والأخ نبـيـل يونس دمان ( لا اعـلم إن كان يـتذكرني ألان أم لا ؟  )   وكمال يونس من عـينكاوة وحبـيبي  باسـل الصفار ومـنير عـيسى   وغـيرهم . . .

       وتشهد على  ذلك أخـواتـنا  العـزيـزات  :  نجلـة رزوق  ورحاب السـبتي  ووداد   وذكرى وفاطمة   وسناء   وسوسن و , . . و . . ( عـذرا لااسـتطيع  أن  أ تذكر كل الاسـماء ) }  ماذا كنا نفعـل في الجامعة ؟ ونحن في عـز شـبابنا وطـريق المتعـة مفـتوح امامنا ؟؟؟ كنا نتحدث مع هـذا أو تلك عن الماركسية والشيوعـية عن الكسب الحزبي وعـن  . . . أمور أخرى تخص الحزب وكـأن   حياتنا كلها حزب شـيوعـي لا وجود لشيء اخر فيها .  . 

           كنا نقوم تـبـاعـا  لـنـبـيع طـريق الشعـب في شوارع الموصل . . . لم نجــر  وراء فـتاة او نـذهب الى الملهى وانما كنا نـتجول في المكـتبات نبـحث عن كـتاب  لنقرأه  ،  ان كان لماركس او ليـنين اوفـهد او صادق جلال العظم اوالبـير كامو او البـيرتو مورافيا او جورج حبش او كاسترو وحتى ميشيل عـفلق ولغـيرهم .   .  

            في عـلاقاتـنا مع صـديقاتـنا وزميلاتـنا كنا نحافظ عـليهـن كأخواتـنا وأكثر  .  .   ولم نفكر يوما ما تفكير سوء تجاههـن  . .  كل هـذا يعـود الفضل   فيـه   إلى الشيوعـية . . . للمباديء التي ربانا عـليها الحزب  .  .   فكيف بـأبـو حسين الذي قضى سـنين من عــمره في السجن  .  .   ماذا ننتظر منه أن يفعل سوى أخلاق شيوعي .  . 

       صحـيح في الجامعة تـعـرفـت  عـليك ،  ونحن شـيوعيان   ،  ولكن كانت هذه المباديء مزروعة فـينا قبل ذلك بسنين . . . أتذكر كيف كان أخي وصديـقي موفـق سـاوة ( وهو ألان في استراليا )  يدرسـني يوميا الماركسية واللينـينية وأنا في الصف الثالث المتوسط في حديثـة . . فلا غـرابة في أبو حسين أن يهدم غـرفته إكراما لجاره  ،   فهذا هو الشـيوعي الصادق ولا غـرابة آن يعـمل فلاحا في حقله  ،   فالشـيوعـي لاياكل إلا من تعـبه  .  .    والشيوعي هو دائما قـدوة  رائـعــة   لغـيره .

        لـم  يتـمكن  أن   يهزنا النظام ألبعـثي طـوال   35 عـاما من القـهر  . . ولـم  يـتمـكن  أن  يثـنـيـنا   عـن مبادئنا وأخلاقـنا   لأنـها  كـانت  قـويـمة  وراسـخـة  . .

        وأقول بأنني فـخور –  على  رغم قهر صدام والبعـث – لأنني  طيلـة  هذه السنين لم ألوث اسمي ونفسي وسـمعـتي   بالبعث اللعـين  .  .   رغم كل الظروف التي مرت بي وهذا ما افتـخر به ألآن   . . .

        واختتم حديثي هذا كما أنـهيـتـه   أنت يا رفيقي حسن . . .  وأقـول   : 

نـحن مـع  الشـعـب .  .

عـلى طريق الشـعـب