اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• من اجل ان لا تكون دماءنا رخيصة

 تيري بطرس

 من اجل ان لا تكون دماءنا رخيصة

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

اليوم صار الكل يدرك ان استهداف ابناء شعبنا، وان كان من ضمن استهداف كل العراقيين، الا انه يحمل خصوصية خاصة، فالصراع الدائر بين بعض القوى العراقية، هو صراع مصالح ومحاولات كسر عظم يقوم بها كل طرف ضد الطرف الاخر، من اجل زيادة المكاسب او من اجل ان يكون مشاركا بقوة في اللعبة السياسية الدائرة في العراق، الا  شعبنا وقواه السياسية التي حاولت ان تحقق انجازات سياسية من خلال حركة مطلبية سياسية باقامة تحالفات سياسية مع مختلف القوى العراقية. وعليه فمن الغريب حقا ان يتم استهدافنا ونحن على هامش اللعبة السياسية ولسنا ذلك الطرف الذي يقوي من اوراق اللعبة السياسية لدى الاخرين، صحيح نحن نجمل ونجعل كل طرف يتحالف معنا طرفا ينظر اليه على انه يماشي العصر ومتطلباته ولكننا كنا الطرف الاكثر مسالمة وبالطبع بالاظافة الى الاخوة الازيدية والمندائيين.

 

ان استمرار استهداف ابناء شعبنا وهو بغالبيته القاطبة مسيحي وبقية مسيحي العراق، واستمرار بقاء الفاعلين وبقية الفاعلين الذين استهدفوا ايضا المندائيين والازيدية مجهولي الهوية وقيام الحكومة او ادعاءها بتنفيذ حكم الاعدام بمن قتل الشهيد المطران فرج رحو وبسرعة قياسية لم تمنح الفرصة لمعرفة من يقف خلف الجريمة وغيرها من الجرائم، يعطينا او نحن مضطرين لتوجيه الاتهامات الى اطراف حكومية اما بالتستر على الفاعلين خوفا او مساومة لتحقيق اجندة معينة.

 

العراق الحالي يعتبر موطنا تاريخيا لشعبنا، لا بل يعتبر النقطة الاساسية التي انطلق منها شعبنا وتطور وتوسع وحقق الانجازات الحضارية سواء في فترات الاكديين او العموريين او الاشوريين او البابليين، وبالتالي فان بقاء شعبنا في هذه الارض رغم كل ما عاناه فس القرون الاخيرة، بدل دلالة على مدى الالتصاق بين الانسان والارض.

 

ان ما تقوم به بعض الاطراف من استهداف لشعبنا بغية بناء دولة اسلامية صافية و خالية من الاخر، هو باعتقادنا مقدمة للتصفيات الداخلية التي ستاتي لاحقا، اي ان الذي يستهدف المسيحيين اليوم والصابئة المندائيين والازيدية، فانه سيستهدف غدا الشيعة او السنة او الكورد، ون ثم ان صفت للسنة فان حالة التصفيات ستطال ابناء المذاهب السنية المخالفة وهكذا لو صفت للشيعة، اي ان الاطراف التي تريد لنا الرحيل او الزوال، لن تنتهي مشاكلها بزوالنا او انتهاء وجودنا في ارضنا وبلدنا. ان تصفية المسيحيين وغيرهم لن ينهي مشاكل العراق، مشاكل العراق تنتهي عندما يتم الاقرار بالمواطنة الكاملة لكل افراد الشعب رجالا واناثا، مسلمين ومسيحيين وصابئة وازيدية وغيرهم، عربا وكوردا، كلدن سريان اشوريين، وتركما. وبالتساوي القومي والديني باعتبار القوميات والاديان ماعيير متساوية مهما كان عدد المنتمين اليها. ولتحقيق ذلك على الاحزاب الدينية والقومية المختلفة ان تقر باعادة صياغة الدستور العراقي بما يتوافق والتطلع للمستقبل وان لا يكون هذا الدستور وثيقة لتحقيق الحماية لاطراف دينية او قومية او مذهبية على حساب الاخرين.

 

نحن كنا متأكدون وصار الكثيرين مقتنعين باننا مستهدفين لحملنا الهوية الدينية المسيحية، ورغم كثرة الاستهدافات والاعتداءت الا انه لم يبرز لحد الان اي نتيجة للتحقيقات الحكومية لكي ينير الظلمة الحالكة التي تحيط بالضحايا واهاليهم وشعبنا وكل مسيحي العراق والعراقيين المتعاطفين مع محنتهم. فاذا كانت الحكومة تعمل من اجل طرح التفجيرات على التحقيق الدولي، لانها لم تعد قادرة على وقفها ووقف القوى القائمة بها، فهذا الحق ينطبق علينا، وعلينا كلنا اليوم ان نقف موقفا موحدا، ونطرح الامر بشكله القانوني والسياسي ونعمل للاتصال بالقوى الدولية لتحقيسق الامر .

 

ان سياسيينا اليوم امام الامر الواقع، امام يوم الحقيقة، امام واقع لكي لا يتهموا بانهم يطرحون الامور للانتخابات او  للاستهلاك الاعلامي. ان طرح السيد يونادم كنا قد جاء متاخرا وبعد طروحات اخرى بنفس الاتجاه، ولكن ان ياتب الامر متاخر افضل من ان لا ياتي ابدا.

 

الطروحات السياسية الايجابية يجب ان توحدنا موقفا وان لم نتوحد بكل الامور، او بكل المواقف، فهل نتطلع الى ان نرى هذا الموقف الموحد، من اجل ان لا يعتقد البعض ان دماءنا رخيصة وحياتنا مستباحة.  ان وحدة الموقف تعني لنا ان تقوم كل الاطراف بتقديم نفس الطلب وبنفس المضمون، وعدم الانتظار للجلوس وتحقيق المصالحات الحزبية التي نعتقد بانها بعيدة عن التحقيق. لاننا كشعب وكتنظيمات سياسية لازلنا باعتقادي في مرحلة اعتبار المخالف في الرؤية  على انه عدو يجب التخلص منه. اليوم يجب ان يبتداء التحرك من داخل العراق وينطلق الى الخارج، الامم المتحدة والاتحاد الاوربي وكل المنظمات الدولية ذات الشأن، ايها الاخوة اننا مهددون بالابادة التامة والشاملة، فهل سنعمل من اجل انقاذ رقابنا من الذبح؟!!!!!!!!!!!   

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.