• جبار الغزي الشاعر المتشرد

 بقلم / رحيم الحلي

جبار الغزي الشاعر المتشرد

 

وجهه المتعب الملتحف بهمومه مثل خارطة الوطن المثخن بالاوجاع ، وجسده المنهك من وقع خطاه التائهة ، حائرُ بين شواطي الانهار او الحدائق العامة اوالغرف المتداعية انه الشاعر جبار الغزي الذي جاء الى الدنيا من نافذة الشطرة عام 1945 ، ثم غادر عالمنا المتخم بالاحزان ووطننا العراق المشبع بمظاهر الظلم عام 1985 بعد رحلة انهكت جسده المتداعي ، كان قدره ان يعيش في وطن يكون شعراءه اما متخمون على اعتاب السلاطين ، او فقراء معدمون تجرف بعضهم قسوة الحياة الى حافات الانهار وارصفة الطرقات وافتراش الحدائق العامة او غرباء مشردين في هوامش المنافي يقضون لياليهم في الاضرحة المنسية او الخرائب المهجورة .

 

التشرد في الوطن هو نصيب الشاعر جبار الغزي ، لماذا يكون التشرد قدر الانسان ؟ في بلد يطفو على بحر من الثروات ، ليكون الالم والفقر والتشرد هو الطرف الاخر لهذا الثراء الباذخ ، النائم تحت ارضنا ليخرج الى جيوب قلة من الحكام المتسلطين ولحفنة من المتملقين الخدم ، طبقة ثرية صغيرة ، حكام قساة تحالفوا مع الاثرياء الظالمين لنهب الوطن ولجلد الثائرين والشرفاء ، بعضهم وكلاء لمصالح سياسية خارج حدود الوطن تحت اسماء ومدعيات شتى ، تعددت الذرائع والشعارات والنتيجة متشابهة وهي نهب الوطن وحرمان الناس من الخيرات ومن نور الثقافة كي لايتلمسوا طريق خلاصهم .

 

كان الامام علي يوزع المال على الناس بالتساوي ، فقد وصف عامر الشعبي المال الذي ظهر من فوق اسوار جامع الكوفة ، قبتين صفراء وبيضاء هي اكداس الذهب والفضة وراح الامام علي يوزع هذا المال بيديه ويعطي الحسن والحسين ثم يأخذ حصته مثل بقية الناس ، كل الناس سواء في التوزيع ، ثم يمسك امام الفقراء مكنسة ليكنس جامع الكوفة بيديه الطاهرتين ، هذه كانت رواية عامر الشعبي وهو يصف زهد الامام علي وحبه للفقراء ونهجه في الحكم وهو الذي كان يحكم بلاد تقارب مساحة عشرين دولة حالية .

 

 اربعون عام هي سنوات عمر شاعرنا المتشرد جبار الغزي التي تجاوزت قليلاً سنوات عمر الشاعر بدر شاكر السياب ، الذي عاش هو الاخر مرارة الفقر والغربة ، وحكى قصة الفقر في وطنه العراق :

 

وفي العِرَاقِ جُوعْ

 

وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ

 

لتشبعَ الغِرْبَان والجراد

 

وتطحن الشّوان والحَجَر

 

رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ

 

تذكرت مقطعا من قصيدة الشاعر كاظم الرويعي التي رثى بها الشاعر بدر شاكر السياب بعد موته مباشرة ، وهي تصلح ان تكون مرثية لرحيل الشاعر جبار الغزي :

 

النخل حزنان واطراف السعف تنعي

 

وألف حسنه تدك وتنتحب تدعي

 

تودي للغروب اعتابْ

 

دوّرْ وين غرقتْ نجمة السيابْ

 

لقد غرقت نجمتك ايها الشاعر المتشرد جبار الغزي في فضاء المدينة الشاسع ودواماتها الكبيرة ، حكم ديكتاتوري فائق القسوة ، ينزوي الكثيرون في عوالمهم الصغيرة التي يشردوا اليها بعيداً عن مخالب الذئاب الليلية ، وهروباً من قصور النهاية ، التي تنتظر ضحاياها من اصحاب الكلمة ، و هروباً من قسوة الحياة وشظف العيش ، اما شاعرنا الغزي فكان يبحث عن بارٍ صغير معزول ، ينزوي في احد اركانه محاولاً الهروب من واقع الحياة المضني بين مرارات العوز واحلام الشاعر في حياة جميلة تنساب مثل مياه الجداول ، يتفحص وجه الجالسين بحثاً عن صديق يشاركه في عبور ذلك المساء الاخير .

 

كتب الاستاذ سعد صاحب مقالة في جريدة الصباح بعنوان  جبار الغزي .. الشاعر النبيل الذي غادرنا مبكراً واصفاً حالته :

 

 " لا يجيد سوى التسكع من حانة الى حانة ، والنوم على ارصفة الطرقات ، احياناً توصد الفنادق ابوابها في وجهه الشاحب ، فيلوذ في (حديقة الامة) متشاجراً مع صعلوك اخر قد اخذ مكانه الاثير، في عز الشتاء العراقي القارص متدثراً بمعطفه الاسود الطويل مردداً (برد الحدايق عافية ينجوة) لم يكن مبتذلاً الى حد الانسحاق ، ولم يكن صاحب حظوة عند حاكم او سلطان ، اصحابه كل منبوذ وممقوت ومطلوب وهارب من قبضة القتلة ، ومطرود من النعيم الى الجحيم ، وجبار في كفه الراعشة ،  حامل رايته الممزقة ، يقودهم الى حانة في اخر الضواحي ، حانة ساهرة لا تعرف الذبول والانطفاء ، طقوسه الحياتية لا تختلف عن طقوس السجناء ، فنادراً ما كان يلبس الثياب الجديدة ، وقلما سبح في حمام ، اما في المهرجانات الشعرية يبدو انيقاً لساعات ، وبعدها يعود الى ضياعه القديم ، مدركاً لا جدوى من البحث عن فردوسه المفقود ، عبثاً يبحث عن زمنه المسروق ، لقد ذوت وردته الحمراء واصبحت ذابلة ، اصدقاؤه في الجنون ، الشاعر الكبير عبدالامير الحصيري وعبد الله حسن الشاعر المبدع ومشغل الانارة الاستثنائي ، كانوا ينامون في فندق واحد ، يتقاسمون فيه الخمر والجوع والقمل والديدان ، واحياناً يبيعون الماء والسجائر في نفق شارع الرشيد القريب من حانة (شريف وحداد) المعروفة آنذاك ، وحينما يحصلون على نقود تكفيهم يتركون حاجياتهم لمن يشاء "

 

كثيرين هم الاصدقاء الاوفياء الذين ساعدوه ومدوا اليه يد العون ، حتى ان احد اصحاب البارات كان يقدم له الشراب والطعام دون حساب ، حاول المطرب فاضل عواد ان يساعده في الزواج والاستقرار لكن شاعرنا رفض فقد اعتاد حياة التشرد مثل العصافير الهائمة التي تنام كل ليلة على شجرة ، لم يحصل على وظيفة او عمل غير الشعر في وطن لايفهم حكامه الشعر الا ان يكون بوقاً لتمجيدهم .

 

يتحدث الشاعر علي الشباني في استذكاراته :

 

 قرر الشعراء الشعبيون في الناصرية اقامة (مهرجان اول للشعر الشعبي) العراقي وصلتني بطاقة الدعوة موقعة باسم الشاعرين كاظم الركابي وجبار الغزي وحددا يوم 7/7/1969 موعدا للمهرجان ، اتصلت بصديقي الشاعر عزيز السماوي في بغداد ، واتفقنا أنا وعزيز السماوي وطارق ياسين وشاكر السماوي وكاظم الرويعي وآخرون على الحضور المشترك والسفر بالقطار السياحي ، حضر الحفل عدد مهم من شعراء العراق اذكر منهم : ابو ضاري وزامل سعيد فتاح وجودت التميمي ومجيد جاسم الخيون ونزار القريشي وعذراً لمن لا اتذكره بالاضافة لشعراء ومثقفي المدينة المضيفة منهم عبدالامير وعادل العضاض وعبدالله الرجب وفاضل السعيدي وقاسم الدراج وكاظم العجمي والمغني حسين نعمة (مع انه كان في تلك الايام معلماً يسارياً مبعداً في أحد الاقضية ولم يكن معروفا كمغني بعد) .

 

جبار الغزي كان شاعراً رائعاً وتلك الموهبة لاتعصمه من الجوع والعوز والغربة في وطن مثل العراق تموت اقماره غدراً ، فقد قتل فاتك الجاهل شاعراً عظيماً مثل المتنبي ، ومات السياب غريباً وكذلك الجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين وبلند الحيدري وغاب الشاعر ذياب كزار ابو سرحان تحت شجرات الارز ومازال مظفرالنواب وشاكر السماوي وشعراء اخرين في غربتهم .

 

 من وسط هذه المعاناة والاحباطات ومن خيوط حزينة متألمة خارجة من روح متوجعة نسج قصيدته الخالدة غريبة الروح والتي هي احدى القصائد الغنائية التي اشتهرت في العراق وغناها المطرب الرائع حسين نعمة ، وشخصت حالة اغتراب الانسان في وطنه ، وحلق بها الشاعر جبار الغزي عالياً ولوكتب هذه القصيدة لوحدها فانها تكفي ان تصنع منه شاعراً يتذكره الناس عشرات السنين ، تحدثت القصيدة عن حالة اغتراب الانسان في وطنه ، حين يمتزج القهر الطبقي والقهر السياسي والقهر الاجتماعي النابع من وخم الافكار الراكدة ، التي تقف بوجه تطلعاته الانسانية ، الشاعر يحاول الهروب من حدود المكان الذي كبله بتلك القيود ، لكنه يتفاجأ بغربة اخرى هي المكان الذي حلم فيه بالخلاص من ثقل القيد ليشعر بألم جديد :

 

غريبة الروح

 

تحن مثل العطش للماي تحن ويلفهة المكابر ويطويهة

 

وانت ولا يجي بالك تمر مرة غرب غرب بيهة

 

ولاطيفك يوعيهة

 

 ولاديرة التلفيهة

 

واحسك جرح بجروحي

 

 يمرمرني وتفز روحي

 

محنة تفوح

 

 غريبة الروح

 

جم اهلال هلن وانتة ماهليت

 

جثير اعياد مرن وانتة مامريت

 

سنين الصبر حنن وانتة ماحنيت

 

ترف ماحسبت بية

 

انة وغربتي وروحي

 

نسولف بيك ليلية

 

نكول يمر نكول يحن

 

وتظل عيونة ربية

 

يلمامش الك جية

 

محنة تفوح

 

غريبة الروح

 

لو قاربنا المعنى الانساني وحالة التوجع والافتقاد في هذه القصيدة مع قصيدة غريب على الخليج التي كتبها السياب في الخمسينات وهو في الكويت على مرمى حجر من قرية جيكور في ابو الخصيب وهو يشعر بالضياع لوجدنا شدة الاقتراب في الاحساس والمعنى .

 

ما زلت اضرب مترب القدمين أشعث ، في الدروب

 

،تحت الشموس الأجنبيه

 

متخافق الأطمار ، أبسط بالسؤال يدا نديه

 

صفراء من ذل و حمى : ذل شحاذ غريب

 

،بين العيون الأجنبيه

 

بين احتقار ، و انتهار ، و ازورار .. أو ( خطيه) 2

 

(و الموت أهون من (خطيه

 

من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه

 

قطرات ماء ..معدنيه

 

،فلتنطفئ ، يا أنت ، يا قطرات ، يا دم ، يا .. نقود

 

يا ريح ، يا إبرا تخيط لي الشراع ، متى أعود

 

إلى العراق ؟ متى أعود

 

في اواسط السبعينات دعت هيئة الاذاعة وتحديداً قسم الموسيقى المهتمين في مجال الموسقى والغناء من شعراء وملحنين ومطربين ، دعتهم الى اخراج الاغنية العراقية من دائرة الحزن التي احاطته وكان شاعرنا جبار الغزي حاضراً ، دعتهم الى تغيير القالب الحزين للاغنية العراقية متصورين ان الحزن هو غلاف تغلفت به الاغنية مثل غلاف قطع السكاكر ، ارادوا ان يغيروا هذا الغلاف من لون السواد الى الوان ذهبية وفضية ، لم يدركوا ان الشاعر هو ابن مجتمعه ويمثل خلاصة تاريخه وعصارة محتواه ، واذا كان الواقع يزخر بالظلم والقمع والفقر والتمايز ، فمن اين يأتي بالوان الفرح كي يغمس بها ريشته ، فالفواجع تتوالى منذ مجيء الحجاج الى الكوفة ليقمع صوت الثورة عند العراقيين ، ليتوج هذا القمع بقتل الثائرين ، وكانت الفواجع تقع على رؤوس العراقيين بدءاً بمقتل امام الفقراء علي بن ابي طالب ، وتناثر اجساد الثائرين من اصحاب الحسين على ارض كربلاء ، وتوزع الناس بين فلاحين وعبيد تحت جور حكم الاقطاع وبرعاية الحاكم الذي ارتدى عباءة الاسلام بعد ان حول هذا الدين الجديد الى شعائر فارغة من أي مضمون انساني ، حتى حُكْمْ العفالقة الذي قتل احلام الناس حين اسس نظام استبدادي فاسد احتوى على كل انواع الظلم .

 

 من اين يأتي الفرح اذا اغلقت كل الابواب بوجه طائر الصباح ، كتب الشاعر الغزي قصيدته المعاتبة والساخرة ، يكولون غني بفرح وذهب بها الى بيت المطرب الرائع قحطان العطار ، واستقبلته والدته استقبال المراة العراقية النجيبة بالحفاوة والترحاب ، ثم حضر الفنان قحطان العطار واعجبته الكلمات ولحنها الملحن المبدع محسن فرحان ، وانطلقت الاغنية بسرعة ، و تغنى بها العراقيون يرددوها كلما ارادو ان يسخروا من سوء اقدارهم وسوء حكامهم وسوء ايامهم ، كانت كلمات الاغنية مثل سجادة مزركشة بكل الوان الحزن ، الحزن عند الشاعر جبار الغزي راسخ في النفس لايبارح حتى في العيد ، وهي ايام الفرح الافتراضية ، والمقتطعة عنوةً من سنين العمر الحزينة والمليئة بالمرارة فقد كتب في قصيدة يكولون غني بفرح :

 

يكولون غني بفرح

 

وانه الهموم اغناي

 

ابهيمة ازرعوني ومشوا

 

وعزوا عليه الماي

 

نوبة انطفي ونوبة اشب

 

تايه بنص الدرب

 

تايه واخذني الدرب لا رايح ولا جاي

 

جنت آنه اشوفك كمر

 

وهلال من بعيد

 

ولمن وصلتك شفت حزنك

 

بيوم العيد

 

وعرفت ظلمه العمر

 

وياك يلما تمر

 

يكولون غني بفرح وانه الهموم اغناي

 

لحرك اخطوط العتب وانشرهه ويا الريح

 

واذكر محاجي العشك

 

يا بو شعر تسريح

 

ما بين شوك وصبر

 

خلصن اسنين العمر

 

يكولون غني بفرح وانه الهموم غناي

 

بهيمة ازرعوني ومشو شحو علية الماي

 

كما كتب للمطرب قحطان العطار اغنية لو غيمت دنياي واغنية سهلة عندك واغنية يا فيض كل هذه الاغاني اصبحن كالنجوم اللوامع في مسيرة الاغاني العراقية الخالدة وكتب للمطرب كمال محمد اغنية يحاجي الناس واغنية لا اول ولا تالي التي لحنهما الملحن الرائع محمد جواد اموري .

 

تحدث الشاعر عادل العضاض عن ذكرياته مع شعراء الناصرية وكيف خصص الشاعر الراحل كاظم الركابي غرفة بيته الصغيرة لتكون ملتقى ومضافة للشعراء حيث التحق بهذه الغرفة الشاعر الراحل جبار الغزي بعد انتقال اهله من ناحية الفجر الى مركز محافظة الناصرية وذلك عام 1968 0 من هنا بدأ العمل الجاد بين كاظم الركابي وعادل العضاض وجبار الغزي ثم اكل حديثه :

 

 "بدأنا نلتقي نحن الثلاثه بشكل يومي ومستمر 0 كانت لقاءاتنا عند مقهى الحاج علي نوري او في محل الشاعر الخطاط احمد عبد الجبار او في محل الحاج عوده الناهي وهكذا نتنقل بين الاحبة من اللذين يكتبون الادب الشعبي حتى اواسط عام 1969 ، بدأنا نبحث عن كيفية النهوض بالقصيدة الشعبية وتوصيلها الى المتلقي وجها لوجه وبمساحة اكثر قرباً له ، لابد من حدث جرئ وموقف قوي للوصول الى مانفكر به ونطمح 0 كنت اسأل كيف السبيل يا اخوان ؟ كانا الاثنان في جواب واحد وسريع باشارة اليدين فقط  ، مع اشارة بالوجه بدون كلام  ( اي بمعنى لا ندري ) وتكررت اللقاءات في مقهى الادباء  ( مقهى ابو احمد ) والتى تقع ضمن شارع الجمهورية ، لقاءات حاده ومتعددة وتوصلنا في نقاشاتنا الى اقامة مهرجان شعري في الناصرية وندعو له الشعراء الشعبيين البارزين من كتاب القصيدة الحديثة من بغداد ومن جميع المحافظات ، كما ناقشنا وضع شعار المهرجان في ذلك الوقت واقترح الشاعر جبار الغزي شعار المهرجان ، واتفقنا بالاجماع ان يكون يوم 7/7/1969 هو يوم انعقاد المهرجان الاول للشعر الشعبي في العراق .

 

 في عام 1985 رحل الشاعر جبار الغزي تاركاً احزانه واحلامه الضائعة ، فقد مات شاعرُ وموت الشعراء مصيبةُ حين يقتقد الناس صوتهم ومصابيحم ، ولكن الشاعر هو الرابح الوحيد في هذا الرحيل ، فهو يستريح كما يستريح المصباح المنطفىء وقد اتعبه لهيب الاحتراق ، فهو صانع النور و حامل النار ، فقد حمل الشاعر جبار الغزي سراجه يتنقل بين الشوارع والبارات الفقيرة المنعزلة ، يبحث عن لحظة تستريح فيها روحه من الضياع والتشرد ، لم تستقر حياته ، وبقي يواجه حياته المبعثرة المضطربه حتى ساعة الرحيل . 

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.