أمور تللسقف
• موسم الصيد بالفخاخ في تللسقف
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 12 كانون2/يناير 2011 18:23
- الزيارات: 8662
هادي حنا عزبو
موسم الصيد بالفخاخ في تللسقف
الصيد بالفخاخ هواية محببة في تللسقف , ويشتهر بها اهلها وتعتبر جزءا من تراث القرية . مارسها ابائنا واجدادنا ولا يزال يمارسها الكثير من الشباب والرجال في قريتنا , وبنفس الطريقة التي كانت تمارس منذ القدم .
موسم الصيد
يبدا موسم الصيد بحدود الشهر العاشر أي مع بداية موسم الامطار وحراثة الارض وينتهي في الشهر الرابع من السنة , حيث في هذه الفترة تاتي الى مناطقنا اعداد هائلة من الطيور المهاجرة , واهم تلك الطيور - التي يتم صيدها بالفخاخ – هي ( الاسماء بلغتنا الدارجة ) (( قوشينة , جيجرا , زنزيرا )) .
تمتاز هذه الطيور بلحم طيب المذاق وكثافة دهنية جيدة , لذا يكون مادة غذائية ممتازة , اوزان هذه الطيور ( وهي منظفة ) 25 غرام و 35 غرام و45 غرام على التوالي , أي ان الكيلو غرام الواحد يعادل 40 قوشينة و30 جيجرا و20 زنزيرا تقريبا . كانت تطبخ في السابق مع البرغل او غيره كبديل لمادة اللحم وايضا كانت تعتبر مادة جيدة في مناسبات شرب العرق المصنوع محليا اذ كانت تشوى على الفحم ...
الفخاخ
الفخاخ كانت تصنع بطريقة يدوية في تللسقف ولا يزال هناك من يمتلكون عدة الصناعة اليدوية للفخاخ ومنهم السيد عامر حنا يلدو والسيد لطيف عبوش والسيد عبدالله هرمز شوريس .
والفخة عبارة عن حلقتان من سلك معدني تتحرك على محور فيه نابضين يجعلان الحلقتين مطبوقتين دائما وبقوة . وايضا فيها خشبة صغيرة طولها بحدود 6 سم وعرضها 1 سم تكون مشروحة قليلا من الامام لتثبيت حبة الحنطة خلالها وتكون الخشبة مربوطة في محور الفخة وتسمى (( نقروزا )) , مهمة هذه الخشبة ابقاء الفخة منصوبة .
تستعمل للصيد حبة حنطة من النوع الابيض , تكون مخرومة ومربوطة بخيط متين في حبل النقروزا يتم تعشيق هذه الحبة في شرحة الخشبة .
وهناك خشبة اخرى على شكل وتد طولها بحدود 12 سم تسمى ( سكثا ) تغرز في الارض عند نصب الفخة ومهمتها تثبيت الفخة في الارض لحميتها من الطيور الجارحة مثل الباشق ( باشوكا ) والذي يتطفل على الصياد ويسرق الطير المصاد مع الفخة , وعندما تكون الفخة مثبتة بهذه الوتد يصعب على الطير الجارح رفعها وسرقتها .
طريقة نصب الفخاخ
يختار مجموعة من الصيادين ( بين اربعة او خمسة اشخاص ) المنطقة التي يريدون الصيد فيها وطبعا حسب تواجد اكثر كمية من الطيور فيها وهذه المنطقة تكون محروثة حديثا ( فلحان ) وتسمى بلهجتنا ( بلخانا ) , ثم يختار كل صياد مكان معين لينصب فخاخه والتي تكون مابين 80 و150 فخة تقريبا , ثم يبدا الصياد بعمل ثايات ( كيلي ) على مسافات متساوية على طول الارض ثم يقوم بقياس عدة خطوات لنصب كل فخة ويقوم بتغطيتها بالتراب ويبقي فقط حبة الحنطة ظاهرة فوق التراب ,وهكذا الى ان ينتهي من نصب جميع فخاخه والتي تكون بخطوط مستقيمة وبين كل فخة واخرى نفس العدد من الخطوات وعند النصب يكون اتجاه الفخة الى الشمال لكي تكون حبة الحنطة في منطقة الظل ليراها الطير بسهولة .
وبعد ان يكمل جميع الصيادين نصب فخاخهم يبداون بحراستها من منطقة قريبة ويقومون باشعال النار للتدفئة لان في وقت الصيد يكون الجو بارد جدا .
ينتظر الصيادون الى قبل مغيب الشمس وعندها يبدا كل صياد برفع فخاخه ويبدا من العلامة ( الكيلي ) التي وضعها الى ان ينتهي من رفع جميع الفخاخ ويضعون الطيور التي تم اصطيادها في كيس ويعودون الى البيت .
بعض الصيادين يقومون بنصب الفخاخ عصرا ويعودون الى البيت ليرجعوا اليها في صباح اليوم التالي ويجمعوا ما تم صيده من الطيور .
الصيادون المشهورون في القرية
كان هناك صيادين محترفين في تللسقف مثل السيد ميخائيل بتو عم ساوا والمرحوم روفائيل بطرس كنوزي والمرحوم فرنسيس كوركيس عيشان والمرحوم شمعون جاكون والمرحوم هرمز جكو , جيث نسمع ان هؤلاء كانوا يصيدون من مجموع 100 فخة 80 طيرا حيث كان لهم خبرة كبيرة بهذا المجال .
وهكذا بقيت هذه الهواية لحد الان في قريتنا تللسقف وهناك الكثير من شباب ورجال القرية يخرجون للصيد بالفخاخ , ان تللسقف كانت ولا زالت مشهورة بهذا النوع من الصيد والتي كانت تمارس ايضا في جميع قرى سهل نينوى ولكنها قلت او انعدمت في بقية القرى وبقيت تمارس للان في قرية تللسقف .
واخيرا اقدم شكري وتقديري لكل من السادة ميخائيل بتو عم ساوا وعامر حنا يلدو ولطيف عبوش للمساهمة في اعداد هذا الموضوع .
المتواجون الان
711 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع