اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

عماد جبار الفنان التشكيلي الذي تعددت مواهبه بين الرسم والنحت// نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

عماد جبار الفنان التشكيلي الذي تعددت مواهبه بين الرسم والنحت

 

نبيل عبد الأمير الربيعي

 

تنوعت أعمال الفنان عماد جبار وذلك لشمولها بعدة أساليب منها الرسم والنحت، في الرسم استخدم الطريقة التكعيبية والتنقيطية والرسم الحديث، أما عن النحت فقد تعددت لدى عمل الفنان أنواع الخامات من الفخار والمعادن والخشب والورق والأسلاك المعدنية والمخلفات الصناعية، وفي بعض أعماله تبين العلاقة الحميمية بين المرأة والرجل وحالة الأمومة النبيلة، هنالك عمل فخاري يحتوي على أربعة وجوه، تمثل أربع حالات للمرأة العراقية من ضاحكة وعابسة ومتألمة وكادحة ناظر للمستقبل، مع العلم إن المجتمعات الأخرى قد تجاوزت هذه المرحلة التي نعيشها بل سارت نحو التشابك وبدأت تنهض من هذا الواقع، لذا فيجب علينا أن ننهض من واقع الفردية إلى الحرية والعدالة الاجتماعية لنضع للمرأة مكانتها في المجتمع.

عماد جبار مواليد الحلة عام 1957 خريج معهد إعداد المعلمين - بغداد قسم الرسم، عمل في التعليم الابتدائي كمعلم فنية، تفرغ بعد عام التغيير 2003 بطلب من مديرية تربية بابل للعمل في مركز الأشغال اليدوية بسبب تعدد مواهبه ونشاطاته، أقام ثلاث معارض شخصية، شارك بعدة معارض في مناسبة تأسيس الحزب الشيوعي العراقي بعد التغيير، شارك ب (6) معارض لمعركز الأشغال اليدوية، شارك في المعارض التي أقامتها نقابة المعلمين وقاعة بابل وقاعة عشتار، وشارك خارج المحافظة بمعارض منها في (كربلاء والنجف وبغداد)، عضو نقابة الفنانين - بابل، عضو جمعية التشكيليين بغداد، اعتمدت إحدى المواطنات السويديات على دراسة أعماله الفنية في تقديم رسالة الماجستير بعنوان (الفن والتراث العراقي)، من خلال أهمية أعماله الفنية في الوسط الفني التشكيلي، كان لنا معه هذا الحوار:

• بداياتك الفنيه كفنان، وفي أي مرحلة أصبح عماد جبار الفنان التشكيلي؟

- كانت بداياتي الفنية في مرحلة الابتدائية وفي الصف الأول، كان والدي إنسان بسيط وأمي، لكنه كان يعشق الفن يرسم الأشكال كالطير والوردة بشكل جميل، كنت أقلد والدي في الرسم وأنا أتابع أعماله البسيطة، لكن في الصف الأول الابتدائي كنت أرسم بصمات التطريز للطالبات وبنات الجيران، وهنالك فضل كبير من معلم التربية الفنية على الفنان عماد جبار، أتذكر منهم (طه فرحان)، قد شجعني على الرسم، كذلك للشهيد (جعفر وتوت) له الدور والأثر في تشجيعي على الرسم في المرحلة الابتدائية، كان يعرض أعمالي في المعارض التي تقام من قبل مدارس تربية الحلة، وقد حصلت على الهدايا من خلال عرض أعمالي، أما مرحلة المتوسطة فكان للأساتذة (سمير بهية، كاظم نجم، عبد الغني المصري) الدور الكبير في تطوير موهبتي، أما مرحلة الاعدادية فكان يهتم بأعمالي الفنية الأستاذ البغدادي (محمود سامي) الذي سلمني مفتاح غرفة المرسم كي أقوم بأعمالي الفنية، كان هذا دافع تشجيعي للاهتمام بالجانب الفني وتطوير مهاراتي، كان هدفي في المستقبل أدخل أكاديمية الفنون الجميلة لأكمل دراستي ولأطور موهبتي الفنية، قدمت أوراقي إلى أكاديمية الفنون الجميلة بعد اجتياز المرحلة الاعدادية، من ضمن المتقدمين حوالي (400) طالب، كان الترشيح لكل قسم (10) طلاب، قدمت لاختبار في قسم الرسم فقدمت عملي التخطيطي للجنة، عندما أعلن عن أسماء المقبولين في هذا القسم كان تسلسلي الأول في القائمة، كذلك قدمت للاختبار في قسم النحت وكان المشرف على الاختبار الفنان الراحل محمد غني حكمت ، سألني الراحل هل لديك أعمال نحتية في محافظتك؟ كان جوابي بالنفي، غلف عملي ووقع عليه بالقلم الأخضر، فعندما أعلن عن أسماء المقبولين كان تسلسلي الأول، في حينها في فترة معاون العميد الفنان (سامي عبد الحميد)، كان لإختيار لقسم النحت وأكملت أوراق التسجيل، لكن استدعيت من قبل الأستاذ مخلد المختار ورئيس الاتحاد الوطني في الكلية للعام (1972-1973)، طالب بقسيمة الانتماء للحزب، فكان جوابي لن و لم انتمي لحزب البعث، فسألني كيف قبلت في الكلية؟ كان جوابي من خلال الاختبار كان تسلسلي الأول، فأجابني إن الكلية مغلقة للطلبة البعثيين، فراجعت عميد الكلية الأستاذ الراحل أسعد عبد الرزاق حول ما دار من حوار مع الأستاذ مخلد المختار، صدمني بجوابه :: لدينا تعليمات بعدم قبول الطلبة الغير بعثيين، خرجت من الكلية وخسرت دراستي الجامعية وحلم العمر، لكن حافظت على المبادئ والفكر اليساري الذي أحمله ولم أحيد عنه، بعدها قدمت أوراقي لمعهد إعداد المعلمين قسم الرسم، أكملت دراستي، وطورت موهبتي بجهود ذاتية إضافة لموهبتي، مع العلم إن من كان يحاربني ورفض قبولي في كلية الفنون الجميلة أصبح الآن أستاذا في نفس الكلية.

• من خلال متابعه أعمالك الفنيه كما نلاحظ تعدد الأساليب و المواهب، ما هو جوابك؟

- هذآ راي النقاد لان لي اعمال كثيره من ناحية التخطيط والرسم بقلم الرصاص بالألوان المائية والباستيل والستريت، استخدم الكولاج في اللوحة والمواد الزيتية، وهنالك أعمال أستخدم العجينة أو بعض المواد كطريقة للصق، أتت التعددية في الفن كوني أعمل بعض اللوحات كالطرق على المعادن، أما في مجال النحت كوني خزاف عملت أكثر من (50) عمل، كما لي أعمال النحت على الخشب، أو عمل المجسمات من مادة الجبس.

• هل بالإمكان لفنان ميسور يتحرر من عقدته، وأن يخلق جمالا من الأشياء التي حوله؟

- فى مجال الفن البيئي استعمل المواد التالفة ومخلفات المواد الطبيعية اقتراحات للالصناعية المهملة، تبدوا للآخرين غير ذات قيمة، أنا أميل لهذا الجانب أكثر من غيرها من ناحية الجوانب الفنية، لأنني أخلق منها كمواد مهملة لوحات وأعمال ذات جمالية رائعة، كما تتوفر في الطبيعة أشياء ومواد كثيرة مهملة، هذه المواد غير جميلة وبالإمكان خلق موضوع فني منها وإضافة بعض الألوان لتبدوا لوحة جميلة.

• يمتلك الفنان التشكيلي نزعة جمالية يتحدى بها عناصر الطبيعة، هل يمتلك الفنان التشكيلي العراقي إمكانية لخلق من هذه العناصر لوحات فنية؟

- علي العموم الطبيعة جميلة، لكن القبح نجده في المواد التالفة و مخلفات عمل الإنسان والمواد المتروكة، أو المخلفات الصناعية، فبالإمكان كوني فنان أن أعمل منها أعمال فنية ذات بعد جمالي، تركن في زوايا البيت أو القاعات.

• من اعمال الفنان عماد جبار لوحات تنقيطية، فهل تأثرت بمدرسة فنية، أم هو الإبداع؟

- بدايه اي فنان يبدأ بالموهبة، ومن خلال الإطلاع على مدارس الفن التشكيلي والدراسة والخبرة والمثابرة، مما يتمكن هذا الفنان من وضع بصمته الخاصة في أعماله، فأنا جربت الفن التكعيبي و فن التجريد وما بعد الحداثة والأكاديمي كدراسة، والفنان بتقدم التجربة قد يتأثر بمدرسة فنية ما ، لكن أنا أجد نفسي حر في رسم اللوحات والعمل النحتي وأرسم ما أرغب فيه.

•  تستخدم فى بعض أعمالك ماده العجين، ممن تتكون هذه العجينة؟

- أنا ميال للنحت وضمن أعمالي ذات الملمس آلذي أعشقه، استخدم مادة العجينة المتكونة من (النشا وغرا الأخشاب)، تلك المادة التي تصنع منها أعمال الزهور والأعمال البسيطة التعليمية، لكني عملت منها أعمال عديدة على شكل كتل ونقاط وتكوينات على اللوحة التشكيلية، واستخدم الباليتات التالفة في المشاغل من خلال مركز الأعمال اليدوية.

• لديك اعمال جميلة من ماده الطين، و اهتمامك الأكثر الطرق على النحاس؟

- ايام طفولتي كنت اذهب القمة شاطئ نهر الحلة القريب من مقام الإمام الفارسي لأجلب الطين الحري لأصنع منه الأعمال والتماثيل، pursuant مفهومي منها ألعاب الاطفال، لكن بسبب الثقافة السائدة في المجتمع نهاني والدي من عملها، بعد أن حطم أعمالي جميعها والتي كنت أضعها على سطح البيت لتجفيفها ، لكن بعد التخرج من المرحلة الدراسية والعمل كمعلم فنية في مدارس الحلة و كان ولعي بهذا الفن (النحت)، بدأت أمارس هوايتي جديد من، لكن بعد تكليفي من قبل مديرية تربية بابل بعد عام التغيير 2003 واستلامي لقسم السيراميك في مركز الأشغال اليدوية، قمت بالتحضير من خلال موهبتي لعمل النحت الفخاري، كما أقوم بفن الطرق على النحاس، فتمكنت أن أصنع أعمالي على رغبتي الخاصة، فقد عملت في مركز الأشغال اليدوية وفي أكثر من قسم منها (النجارة، الرسم، الجلود، السيراميك، الطرق على الجلود)، اهتمامي الأخير هو الطرق على المعادن، مع العلم قلة من الفنانين من يستخدم فن الطرق على المعادن في أعماله.

•  نلاحظ آن موضوع المرأه يتكرر فى اغلب أعمالك الفنيه، ماذا تعني المرأة بالنسبة للفنان عماد جبار؟

-  جميع أعمالي فى مجال المرأه يعتبر جانب تحريضي وليس ظهورها كجسد، المرأة بجميع معانيها جميلة والأجمل مقارنتها مع الكائنات الأخرى، لذلك أجسد دور المرأة في المجتمع في أغلب أعمالي النحتية، موضوع المرأة قد شغل الكثير من الفنانين، وقد شغلني أنا أيضا، أنظر إليها كونها كائن مظلوم في المجتمع الشرقي بصورة عامة وفي مجتمعنا العراقي بشكل خاصة، فنظرتي للمرأة من خلال ثقافتي وتفكيري لدعوتها للتحرر، فقد جسدتها في أعمالي، مع العلم إن المرأة تعتبر نصف المجتمع، لذلك قمت بمعرض شخصي في مدينة بابل الأثرية بمناسبة يوم المرأة العالمي بدعوة من مجلة نون و السيدة ميسون الدملوجي، عرضت حوالي (57) عمل جسد دور المرأة في المجتمع بين نحت ورسم، وقد حضرها وزير الثقافة السابق و وزيرة البيئة، كانت احتفالية كبيرة ورائعة، اهتمامي بتحرر المرأة بشكل كبير لأنها جزء من ثقافتي و توجهي، فهي ليست غريبة على الفنان عماد جبار، لكن مظلوميتها في مجتمعنا العراقي، فعلينا نصرتها من خلال الأعمال الفنية والمطالبة بحقوقها، لذلك أنا أطالب بالعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات تجاه المرأة.

•  لماذا أهمل درس الفنيه والنشيد فى مدارسنا الإبتدائية والثانوية؟

-  فلسفة الدولة الحالية فى جميع مجالات كسياسة الفن، تحاول أن تجمد هذا المجال بأساليب ووسائل معينة، هنالك أدلة كثيرة منها تحديد عدد حصص درس الفنية وبتعمد، وعدم توفير ورش درس الفنية في المدارس، إضافة إلى ضعف دعم تمويل معلمي درس التربية الفنية بالمواد، أما المعارض التي تقام حاليا هي معارض شكلية إذا قارنا ذلك بفترة الستينات والسبعينات، إضافة لانحسار المهرجانات الفنية، في السابق كانت العوائل تقوم بزيارة للمعارض الفنية التي تقام من قبل المدارس و الثانويات، الآن قد ابتعدت العائلة عن هذا الجانب، وقد انحسرت هذه المعارض الفنية، حتى وأن أقيمت فهي شكلية، في الآونة الأخيرة تم تحديد الأعمال الفنية في المعارض المدرسية وذلك بطلب من مديريات التربية، على أن تقدم كل مدرسة (10) لوحات فنية فقط خلال العام الدراسي، أنا أعلن ذلك كوني مسؤول عن المعارض الفنية المدرسية، وكوني أحد الحكام عن إعلان جودة العمل الفني المدرسي، مع العلم عندما نتابع تأريخ الفن التشكيلي نجد إن الفن بدأ من المعبد وهنالك علاقة ترابطية بين الفن والمعبد، لكن الآن تم الاهتمام بالمعبد وترك الفن دون المستوى المطلوب.

  



 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.