اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

الفنان المغترب إسحق هرمز حميكا // لطيف پولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الفنان  المغترب إسحق هرمز حميكا

لطيف پولا

 

كانت وستبقى القوش منجمَ الشعراءِ والأدباء والكتاب والخطاطين والفنانين ,كما كانت عرين المناضلين الوطنيين الأحرار, وأُم البطاركة والاساقفة والقساوسة والشمامسة الأجلاء, وحقلا للمعرفة والمهارة والحرفة بكل انواعها,وقـِبلة القديسين النبي ناحوم ومار ميخا النوهدري وربان هرمز وغيرهم , وملتقى التجار من كل الطوائف ,وطرسا خالدا الذي كتب عليه فلاحنا الكادح بمحراثه تاريخ أول حضارة عرفتها البشرية. وكانت القوش ايضا ببيادرها ووديانها وحقولها ووهادها وجبالها  مرتعا نضرا وميدانَ الحرية  وملعبَ الرياضة والقوة لأطفالها وشبابها .وعليه حيثما كان الالقوشي يعيش على ذكريات بلدته في بعده عنها ويتغنى بتاريخها العريق وبأمجادها وببطولة مناضليها رغم التفرقة التي حاولت وتحاول السياسة الدخيلة فرضها على ابنائها الا ان الالقوشي يرى في القوش جوهر هويته الوطنية والتي هي اساس انسانيته ..

في القوش بيوتات مشهورة إمتهن أبناءها الخط فسطروا الاف الكتب ولا زالت خالدة في كثير من المكتبات العالمية مثل بيت هومو وبيت رابي رابا وعطايا وبيت المرحوم الشماس پولص قاشا .ومنهم من ترك ارثا خالدا في الشعر والتأليف وبيوتات اشتهرت بالغناء والموسيقى.. وحري بنا ان نذكر بفخر واعتزاز المرحوم الموسيقار الالقوشي الاستاذ حنا پتي شاجا ملحن النشيد الوطني العراقي الخالد (موطني) منذ بداية القرن العشرين واولاده الاجلاء. ويجدر بنا ان نذكر ايضا المرحوم الاب فرنسيس حداد القس الذي الف ولحن اناشيد وتراتيل في العشرينيات من القرن المنصرم ,وكانت المرحومة امي (انو جبو قس ميخائيل يوحانا) احدى مرتلاته وكان عازفا ماهرا على آلة الاورگ ولطالما لهجت بذكره الطيب. وقبل هذا كان في القوش اباء اشتهروا بتاليف التراتيل وتلحينها وكان في مقدمة هؤلاء المرحوم القس اورها شكوانا الخطاط الموهوب والمؤلف والملحن البارع وضع كثير من التراتيل .ومن النساء اللائي اشتهرن بالشعر والفن المرحومة الخالة استر زرا وابنتها باسمة والمرحومة سمرية جولاغ. وظلت القوش الرحم الخصب للمواهب وبامكاني ان اذكر كثير من البيوت التي انجبت كثير من الفنانين وبشكل خاص في حقل الموسيقى اضافة الى كل ماذكرنا ,مثل بيت چيقا وبيت المرحوم حنا كچو وبيت المرحوم عزيز اسمرو وبيت المرحوم موسى پولا (يشرفني ان اكون احد ابنائه) وثمة بيوتات وشخصيات فنية اخرى واخيرا وليس اخرا بيت المرحوم هرمز حميكا والذي نحن بصدد ابنه الفنان اسحق هرمز حميكا

ولد الفنان اسحق هرمز حميكا في القوش عام 1947 م في محلة سينا ,وكان بيتهم ما قبل الاخير في محلتنا اذ كان يوجد بعدهم بيتا واحدا وهو بيت المرحوم عبدالله خرات .وكان البيدر المحاذي لبيتهم نسميه ( بدرا دبي كيكى ) وهو في الحقيقة بيدر المرحوم عيسى چولاخ ولأن زوجته كيكى كانت من محلتنا من بيت المرحوم يلدا چولاخ فكنا نسمي البيدر باسمها .وكان هذا البيدر ملعبنا في طفولتنا ..ترعرع الفنان اسحق حميكا في بيت يعشق الفن والعمل وتحتم علي المسؤولية ان اقف باجلال على ذكر امه العظيمة الفنانه والشاعرة الموهبة المرحومة الخالة (كچكى) صديقة امي الحميمة . كنت وانا طفل معجبا بشاعريتها بروحها الفنية بصوتها الشجي وبقابليتها على الحفظ ,إذ كانت تغني لآم كلثوم وصباح وفريد الاطرش  بالاضافة الى اغانيها الكردية والسريانية ,وهي امرأة القوشية ريفية.. كانت أمها (كشى) من بيت نگارا المعروف في القوش ,شاعرة ايضا ومغنية رائعة احفظ لها بيتا من الشعر سمعته من امي وكانتهي الاخرى  قد حفظته من ابنتها (بيكى) الاخت الكبرى للخالة المرحومة كچكى ,اذ انشدت امها كشى قصيدة في آدنة في تركيا في بداية القرن العشرين عندما هاجر الكثير من الالاقشة الى تركيا بسبب المجاعة وكان الالقوشيون يجتمعون مع بعضهم في الغربة وبعد يوم عمل مضني . كانت تنشد لهم المرحومة كشى وتغني . ومن قصائدها الخالدة هذا البيت ( خذا شاتا ثيلـِه تـَلگا ....وسيدالـِه أورخا دمَرگا .. خوزي خذا شتيثا مإنتا .. وخذا إيتوتا قم دَرگا!).. كانت المرحومة الخالة كچكى ابنة هذه الشاعرة الفنانة كـَشّى  لطالما اطرنبا صوتها في ايام الفرح وابكت الناس في ايام احزانهم .كانت كلماتها والحانها وصوتها تبكي الحجر .. والفنان اسحق هرمز حميكا  هو ابن الشاعرة الفنانة المرحومة خالة كچكى .نشأ في كنفها , اذا عزف على الة الطنبور كانت تستمع اليه فاذا عزف نشازا انتقدته. تغني امامه الغناء الراقي وتشنف مسامعه بالكلام الموسيقي العذب وبقصائد سريانية وعربية وكوردية .لا ينافسها احد في القوش كان بامكانها ان ترتجل الشعر وتغني لساعات طويلة دون توقف .وكان من ابنائها البكر المرحوم (حنا )الذي سبق وان خلدت عمله بحفر اربعة كهوف في جبل القوش ولوحده استنزفت من عمره اربع سنوات وكان قد تجاوز الثمانين . و(شابا ) الذي كان يعشق الطرب والفن وكان يغني بصوت شجي وشارك في التمثيل وقد شاهدته في مسرحية الزواج في القوش.  والمرحوم رحيم وابنها الرابع الصديق العزيز حبيب ثم الخامس الصديق العزيز  الفنان اسحق الذي نحن بصدده والسادس الصديق العزيز كامل عاشق الطنبور والغناء الفولكلوري.. انهم جميعا ابناء الشاعرة الفنانة الخالة كچكى والمرحوم العم هرمز حميكا  الذي كان هو الاخر يغني .ومرة كان عندنا في البيت برفقة زوجته المرحومة خالة كچكى فسمعته يقول لامي التي كانت هي الاخرى تحب الشعر والتراتيل والغناء اذ قال مرة : كلما اغني اغنية تقول لي كچكى ليست هكذا اسمع ساغنيها امامك !!!ماذا هل انت معلمة ؟!قالت امي له :نعم كچكى معلمة كل المغنيات .

في كنف هؤلاء الناس الطيبين المرهفين الشعراء الفنانين بالفطرة وفي كنف هذه  الطبيعة الالقوشية التي تغذينا على الدوام بالشعر والفن والموسيقى شبَّ اسحق هرمز حميكا ومن هذا الحليب رضع . الا ان الظروف لم تتركه يتهنى بهذه الاجواء الشاعرية إذ هبت رياح السياسة والحروب والاقتتال والملاحقات والسجون وتعرضت القوش وابنائها للملاحقات والحصار فحملته رياح الغربة كغيره من ابنائها الى بغداد اولا ,ولما اشتد الوطيس لم يبق امامه الا ان ينظر الى المدى البعيد ويطلق جناحيه عبر البحار لتصبح القوش حلما من الماضي البعيد ,ولكنها لا زالت ذكرياته التي لم ولن تمحيها السنين بل تسري في شراينه ..وكانت اوتاره معه ولازال ينشد ويغني مع طنبوره بل راحت انامله تبدع بصنع كثير من الالات الموسيقية كالطنبور والعود والزورنا والبزوق وكأن لسان حاله يقول لأمه المرحومة كچكي : لا تلوميني يا امي ! فانا لم اترك الرسالة ولم انقطع عن جذوري ها انا ذا اواصل المسير واحمل الرسالة الفنية واوصلها الى اهلي في كل مكان.. وهذه الصور للالات التي صنتعها انامل اسحق ؤهرمز حميكا الماهرة في الغربة ,اذ يقيم الان في اميركا , خير شاهد على ذلك لتبقى تحمل اسمه والى الابد, والفنان المبدع لن يمحى اسمه ابدا فهو كالشجرة التي تنفض اثمارها لتخلد وجودها ..وهذا ما فعله ويفعله صديقي العزيز وجاري وابن بلدتي اسحق هرمز حميكا .. تحياتي له ولعائلته الموهوبة المباركة .

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.