قصائد في ذاكرة حاتم الصكَر// نبيل رومايا
/ 1
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 26 أيار 2015 14:39
- تاريخ آخر تحديث: الجمعة, 03 تموز/يوليو 2015 11:30
- كتب بواسطة: نبيل رومايا
- الزيارات: 1826
قصائد في ذاكرة حاتم الصكَر
نبيل رومايا
منتدى الرافدين للثقافة والفنون
مشيكان، أيار 2015
كتب نواف يونس عن عن حاتم الصكر قي مقدمة كتابه "قصائد في الذااكرة" قائلا ان حاتم الصكر من اهم النقاد في المشهد الثقافي العربي حاليا ومن الذين أسهموا في ارتقاء الخطاب النقدي العربي، وله حضوره الفاعل في الساحة الادبية. ويؤمن بأهمية السعي لإزالة الحدود بين الأجناس والانواع الادبية. وهو ينحاز الى الشعر لكونه العصرية الحقيقية للثقافة العربية.
ومن هذا المنطلق ولتقديم الأفضل في الثقافة العراقية الى جمهور المَهاجر البعيدة، استضاف منتدى الرافدين للثقافة والفنون في ولاية مشيكان الامريكية الدكتور حاتم الصكَر يوم الخميس 21 أيار 2015 في امسية نقدية شعرية قدم فيها كتابه الموسوم "قصائد في الذاكرة - قراءات استعادية لنصوص شعرية."
وافتتحت الشاعرة العراقية المبدعة دنيا ميخائيل الأمسية مرحبة بالحضور ومقدمةً الدكتور الصكَر بصياغات جميلة جاء فيها:
"باسم منتدى الرافدين للثقافة والفنون، أحييكم جميعاً ويسعدني ويشرفني أن أقدم الناقد الكبير الدكتور حاتم الصكر في أمسية أعدكم بأنها ستكون ممتعة تلك المتعة الفكرية الراقية التي لا يمنحنا إياها سوى ذوي الرؤى الصافية والأصيلة.
كتابه "قصائد في الذاكرة" الذي هو موضوع أمسيتنا هذه، مصدر رائع يوفر تلسكوبا موجَهاً نحو ٢٢ قصيدة بوصف كل منها حدثاً مؤثِراً. القصائد التي في الذاكرة اذن (والكاتب هنا لا يقصد في ذاكرته فقط انما في الذاكرة الشعبية) تظل جديدة ومهمة، وهنا أقتبس قول الشاعر الأمريكي أيزرا باوند يقول “الشعر هو الخبر الذي يظل خبراً.” لماذا اختار الدكتور الصكر هذه القصائد تحديداً لتكون بمثابة “الخبر” الذي لن يصبح قديماً؟ الدكتور الصكر نفسهُ يجيب بقوله: “اخترتُ ما استرجعت الذاكرة قصائدَ لها دوي وصدى وقدمتها بتحليل نصي يحتفظ بسياقها ويحتك بها نقدياً لشرح تلك السياقات وما ولّدتهُ من محادثات فنية وجمالية. وذلك لا يعني أنها أفضل ما كتبَ أصحابُها أو ما كُتبَ في زمانها من حداثة شعرية… لكن تلك المتون ذات الدوي استحقت منا تلك الوقفات والقراءات الاستعادية لما صاحَبَها من ظواهر كالتدوير والنثر والرمز والاحتكاك بالموضوعات الاجتماعية وبالسائد من القناعات والممارسات السياسية والقضايا الفكرية.”
لا تكمن أهمية الشُغل النقدي للدكتور حاتم الصكر في هذا الكتاب كما في كتبهِ الأخرى في كشفهِ لبواطن النصوص الشعرية فحسب انما في فتحه لأبواب خلف النصوص تؤدي بنا إلى فضاءاتٍ معرفية تتسعُ بحسب زوايا النظر.
بدأ الدكتور حاتم الصكر مشروعَه النقدي المتميز منذ بداية السبعينيات. وفي بداية التسعينيات، كان الشعراء الشباب (وأنا بضمنهم) نستمعُ إلى اراء الدكتور حاتم الصكر باهتمام كبير جداً ونعوّل على أحكامه النقدية بشكل شبه قاطع. فأن يكتب عنك حاتم الصكر كان علامة فارقة على أهميتك الأدبية. أتذكر مثلاً فرحتي عندما أبدي لي اهتمامهُ بنص “يوميات موجة خارج البحر.” كان ذلك تشجيعاً مهماً جداً بالنسبة لي في تلك الفترة. أتذكر بأني تباهيتُ أمام زميلة لي بأن قلتُ لها: “هذا النص قرأهُ وأثنى عليه حاتم الصكر.”
ما سر التقدير الاستثنائي الذي يتمتع به حاتم الصكر من قبل الآخرين، كل الآخرين بلا استثناء؟ في الحقيقة، ليس هناك سر. ببساطة، حاتم الصكر ليس فقط كاتب كبير انما انسان كبير أيضاً.
ثم تحدثت الشاعرة ميخائيل عن السيرة الذاتية للدكتور حاتم الصكر والتي احتوت على أكثر من عشرين كتاباً وتاريخا حافلا بالعمل والنشر."
وابتدأت رحلة النقد والشعر مع الدكتور حاتم الصكَر في اختياره قصيدة نزار قباني "خبز وحشيش وقمر" مبينا أنها تمتلك حضورا استثنائيا وديمومة قل أن تمتلكها قصيدة بعد ذلك الزمن، مبينا أنها لا تزال تقرأ وتتابع بالرغم من انه كانت لها ردود فعل سلبية عند نشرها أول مرة لدى السياسيين واصحاب الفتاوى والمؤسسات الدينية، قباني يوضح في مذكراته أن قصيدته تلك كانت أول معركة بالسلاح الأبيض مع الخرافة، وطالما أن القصيدة كتبت بأسلوب الشعر الحر، فان رفضها كان ذا محمولين اجتماعي وفني.
عندما يولد في الشرق القمر..
فالسطوح البيض تغفو
تحت اكداس الزهر..
ثم انتقل المحاضر الى نص السياب "أنشودة المطر"، حيت امتزجت السياسة والشعر في حبكتها ومثلت تجديدا شعريا تشابكت فيه الأسطورة والرمز والجماليات في مقدمتها الغزلية، مخفية المعنى الثوري المقصود في القصيدة بكونها قصيدة سياسية اصلا. وعالجت القصيدة علاقة السياسي بالفني وهدفها الأيديولوجي المعبر عن معتقدات السياب الثورية كشيوعي مبتهلا عبر استذكار المطر لقيام غد جديد عادل وسعيد.
مطر
مطر
مطر
سيعشب العراق بالمطر
ويستعيد الصكر أيضا من ذاكرته قصيدة أدونيس "هذا هو اسمي" التي كان لها دوي كبير ونشرت في مجلة "شعر 69" وفي نفس العدد الذي نشر فيه البيان الشعري، حيث رأت هذه المجلة بحسب الصكَر أنها كانت انموذجا للوعي الجديد المزدوج شعريا بانطلاقة النص وتغير إيقاعاته، وسياسيا بكونه احتكاكا جريئا بالواقع المأزوم والمهزوم. وكتب ادونيس قصيدته في وقت كان الانتماء لشعب مغلوب وأمة منهزمة هو جزء من توترات انعكست على الشعرية العربية المكتوبة.
سنقول البساطةَ: في الكون شيءَ يسمى الحضورَ وشيءَ
يسمى الغيابَ نقول الحقيقة:
نحن الغيابَ
وفي وقفته الرابعة تحدث الصكَر عن فصل عنوَّنه "الشابي إرادة مشروطة واحلام يضيق بها الوجود"
وقدم لنا نقدية لمدوية الشابي الخالدة إذا الشعب يوما أراد الحياة، حيث تبدأ القصيدة وتنتهي بجمل شرطية حيث تؤول المصائر الى البدايات ولكن بشرط الارادة.
إذا الشعبُ يوماَ ارادَ الحياة
فلا بدّ أن يستجيب القدر
ويعرج الناقد على مصر ويحدثنا عن نازك الملائكة عندما مرضت مصر بالكوليرا فتعافت القصيدة، والتي نتج عنها هذا الفن الشعري الجديد، شعر التنويع بالقافية والوزن، وتقدم نازك الملائكة، مقدمة قصيدتها المدوية الكوليرا صباح الجمعة 27 تشرين2 1947 محاكية حركة أرجل الخيول وهي تجر العربات المحملة بالأجساد المغادرة للحياة حين سكن الليل أصغ الى وقع صدى الأنات.
سكنَ الليل
أصغِ إلى وقع صدى الأنات
ويسترسل الناقد حاتم الصكر بالحديث عن محمود درويش والجواهري والماغوط واخرون.
ويتوقف الصكَر في نهاية الرحلة مع سركون بولص عند حانة الكلب وطريق الملوك والشوبنغ مول، ففي امريكا حيث تتلعثم الحضارة وتفتقر الى العمق والمنجز البشري مقارنة بعراق سركون بولص حيث الكتابات والجداريات والرقم الطينية والشواهد الحضارية والاساطير والفكر والفن والشعر الموروث.
لا أخفي عليكم أنني انا أيضا
أفكر أحياناَ بماهية الشعر بخطورة القضية
حضر الامسية نخبة نوعية من المهتمين بالشعر والنقد وشاركوا بمداخلات واسئلة اجاب عليها المحاضر واغنت الأمسية.
جرى تغطية الامسية اعلاميا من قبل قناة عشتار وقناة هنا بغداد الفضائيتين.
للمزيد
http://www.iraqimfac.com/index.php
