اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كلام الطبالين: ادعموه ليفاوض لكم! - "دعم القضية" أم "دعم السياسي"؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

كلام الطبالين: ادعموه ليفاوض لكم! - "دعم القضية" أم "دعم السياسي"؟

صائب خليل

 

رغم تسونامي طبالي الإطار، بدأ المواطن يصحو قليلا على ان محتوى السوداني لا يشبه شكله، وأن انبطاحه فاق كل من قبله بما فيهم الكاظمي، وليس فقط للسفيرة وصلافته بإبقاء قوات الاغتيال للأبد، لكن ايضا لكردستان بالاحتيال على قرار المحكمة وزيادة حصة كردستان بفضيحة لم تحدث في تاريخ العراق إطلاقا.

وهنا هؤلاء الى حيلة لإنقاذ الوضع وتأمين استمرار طريق السوداني حتى نهايته، فرفعوا شعار: ادعموا السوداني ليكون قويا في مفاوضاته مع الامريكان ومع الكرد!

إنه يبدو منطق سليم، لكنها كذبة يفضحها التحليل العلمي، وتجربة الواقع.

 

قرأت يوما دراسة تقول بأن الديمقراطية أقوى من الدكتاتورية في المفاوضات مع الأجانب، لأن المسؤول في الديمقراطية يستطيع دائما ان يدعي انه محدود الصلاحيات ولا يستطيع التنازل كثر من حد معين، وأنه حتى إذا تنازل فلن يمررها البرلمان. أما الدكتاتور فلا يستطيع ان يدعي ذلك.

لذلك فالمفاوض المقابل للديمقراطي سيجد نفسه مضطرا لقبول أقل المكاسب، خشية ان تضيع كلها، أما امام الدكتاتور، فله ان يطمح بكسب كل شيء!

ولو قارنا المفاوض محدود الدعم مقابل المفاوض المدعوم بقوة، لوجدنا ان المحدود الدعم هو الأشبه بالديمقراطي. فهو الذي يستطيع ان يدعي حدود امكانياته على تقديم التنازلات، أما المدعوم فهو يشعر بأنه يستطيع ان يتنازل عن كل شيء.

وينطبق هذا بشكل خاص على إمكانية المقابل على ابتزاز المفاوض! فكلما كان المفاوض مدعوما، كان خضوعه للابتزاز اكبر وأشد خطورة! وهو احتمال مهم بشكل خاص في حالة العراق.

 

لذلك لو كان الطبالون صادقين في رغبتهم بمفاوض اقوى في قضية معينة، لما دعوا الى اظهار الدعم له، بل لدعوا الناس الى "دعم القضية" وليس "دعم السياسي". فلو أرادوا مثلا طرد القوات الامريكية بأسرع وقت، لدعوا لتظاهرات مليونية تطالب بذلك. وعندها حين يذهب السوداني الى واشنطن، سيستطيع ان يقول لهم: انظروا الشعب سيقلب النظام ويأتي بمن يطردكم فورا. لنتفق على ان تنسحبوا بماء وجهكم بعد 3 أشهر!

ولو ان السوداني استدعي الى البرلمان بشأن كردستان او الموازنة، لقال لمسعود، إذا ضغطت علي اكثر فسيتم طردي ولن تحصلوا على دولار واحد ممن يأتي بعدي. يجب ان نخفض ابتزازكم!

 

لكن هذا لم يحدث، بل العكس، ولم ينتج منه إلا العكس، كما هو متوقع: دعم تام انتج انبطاحا تاما في كل "المفاوضات"! (وأشك بوجود اية "مفاوضات"!)

 

فالسوداني الاكثر انبطاحا من كل من جاء قبله، كان يتمتع بأشد دعم من أي سياسي جاء قبله! فهو لا يمتلك فقط جيش جرار من الطبالين الكثير منهم من الخريجين الجدد المزودين بوسائل جديدة، إنما ايضا هو الوحيد الذي لا توجد اية جهة اعلامية تهاجمه! فالصدريون صمتوا صمت القبور ومؤسسات السنة السياسية ترقص على هواه والباقي في تحالف معه، وكذلك كل ادوات السفارة الاعلامية الهائلة.

ومن الناحية السياسية لم يمر بالعراق شخص كالسوداني لم يجرؤ احد ان ينتقده بكلمة قاسية، ولا استبعد ان بعض النقد كان لذر الرماد في العيون، ولا يتخيل المواطن ان السوداني مهدد بالاستدعاء الى البرلمان مثلا!

 

لو كان الدعم الأقوى ينتج مقاتلا افضل في المفاوضات، لوجدنا اسدا وليس جربوعا منبطحا على ظهره امام الاحتلال وأمام كردستان، ليوقع لهم كل شيء ويعود ينفخ نفسه في بوزات امام الكامرات حيث يطلق أكاذيبه المناقضة تماما لما وقع، بخبرة ووقاحة ممثل ممتاز.

"دعم السياسي" سلاح تضعه بيد السياسي، وتعطيه حرية التصرف به، و "دعم القضية" سلاح موجه، يجبر الشعب فيه السياسي ليتجه بالاتجاه الذي يريده الشعب.

الطبالين لا يريدون ما يريد الشعب فهم يعيشون على تضليله ويقبضون رواتبهم مقابل هذه الخدمة، لذلك لم ولن يدعوا الشعب الى "دعم القضية" بل الى "دعم السوداني".. الدعم الذي يقدمه قطيع الخراف للكبش الذي يسير وراءه الى حيثما يريد الكبش، وليس لدفع السياسي بالاتجاه الذي يريده الشعب.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.