اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الرعب من الرمز- تاريخ الاستماتة لمحو يوم العمال وتغيير مناسبته// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

الرعب من الرمز- تاريخ الاستماتة لمحو يوم العمال وتغيير مناسبته

صائب خليل

 

سعت الحكومات اليمينية في كل العالم للتمويه على يوم العمال وطمسه أو الغائه نهائياً، او تغيير الاحتفال به محليا، لكي يجهض رمز وحدة عمال العالم به.

ولدت مناسبة الأول من أيار في 1886 في اميركا تخليدا لمجزرة سوق التبن، وفي أميركا واجهت المناسبة اشد صراع للبقاء على قيد الحياة.

 

فبعد انتصار الثورة الاشتراكية في روسيا، والقلق من انتشار الشيوعية وسلطة العمال وتوحدهم، التفت ساسة اميركا إلى ذلك الرمز، وتمت المحاولة الأولى لتغييره من قبل مجموعات المحاربين القدماء ومحاربة الشيوعية، والترويج للأول من أيار باعتباره "يوم الأمركة" (Americanization Day). ثم غير الكونغرس اسمه عام 1949 إلى "يوم الولاء" (Loyalty Day) لأميركا وقيمها، وهو يحمل رمزاً مغايراً تماماً لرمز وحدة عمال العالم وثورتهم الطبقية.

 

وفي نفس العام أعطاه الرئيس ايزنهاور إسماً إضافياً هو "يوم القانون" (Law Day) ربما في إشارة خبيثة إلى إدانة عمال "سوق التبن" وكاستمرار في عملية شيطنة العمال واعتبارهم خارجين عن القانون. وتم تغيير اسم عيد العمال الى "عيد العمل"، ونقل إلى أيلول، وتبعت كندا الولايات المتحدة في هذا الأمر.

 

حاول العمال الأمريكان أعادة يومهم رسميا إلى الأول من أيار دون جدوى. لكنهم بقوا يعترفون به ويحتفلون به ويسعون لإعادته رغم القرارات الحكومية. ففي "الكساد الكبير" في الثلاثينات كان الألاف من العمال الأمريكان يتظاهرون في المدن الأمريكية في الأول من أيار.

 

في روسيا القيصرية لم يكن مسموحاً الاحتفال بالأول من أيار..

 

وفي نيسان 1933 قامت الحكومة النازية المشكلة حديثاً في ألمانيا بتسمية الأول من ايار بـ "يوم العمل القومي" ومنعت المنظمات اليسارية والشيوعية والاتحادات العمالية من تنظيم تظاهراتها فيه واقتصر ذلك على الحكومة. وفي السنوات الأخيرة حرص النازيون الجدد على القيام بتظاهرات مضادة لتخريب تظاهرات اليسار بعيد العمال.

 

وفي اسبانيا كان العمال يحتفلون بالعيد حتى مجيئ الدكتاتور الفاشستي فرانكو، ولم يتم الاعتراف بالأول من أيار إلا بعد زوال الدكتاتور عام 1975

 

وفي جنوب أفريقيا لم يتم الاعتراف بهذا العيد إلا بعد سقوط نظام التمييز العنصري، في عام 1994

 

وفي 1955 خصصت الكنيسة الكاثوليكية الأول من أيار لـ "سانت جوزيف العامل" و لـ "محاربة الشيوعية"!

 

والغت الحكومات الفاشية التي تعاقبت على البرتغال وإيطاليا والمانيا واسبانيا يوم العمال.

 

وفي تركيا ألغت حكومة إنقلاب عام 1980 الاحتفال في السنة الأولى لتوليها السلطة، ثم أعيد الاعتراف به عام 2010.

 

وفي بولونيا، تم تغيير اسمه عام 1990 بعد اسقاط الحكم الشيوعي، إلى "يوم الدولة"

 

إن السعي الحثيث للحكومات الفاشية والرأسمالية منذ القرن التاسع عشر لتمويه الأول من أيار، كيوم للعمال العالمي، والتغطية عليه بمناسبات اخرى وكأنه لا يوجد يوم آخر لها في السنة، يكشف مدى اهمية الرمز وقيمته وما يثير من رعب لدى هؤلاء.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.