اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

اعتذار متأخر.. ككل اعتذار// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب

اعتذار متأخر.. ككل اعتذار

صائب خليل

12 تشرين الأول 2019

 

واعتذاري لكم أيها الشباب النازف روحه ودمه، أيها الشهداء والجرحى ..

أني وقفت حائراً لا ادري ماذا أقول، حين رأيت الإصرار على الضياع بحجة العفوية..

وانا اعرف يقيناً ان أي كبش "ضائع" في السياسة، سيجد من يوجهه إلى كهف الذئاب..

 

وليس الضياع وحده ما دفعني للتردد، بل الجو المسموم الذي يخون كل من يقول كلمة مخالفة، مهما كانت حذرة

بل حتى من يتردد أو يسكت. وأنا في مثل هذا الجو لا أعلن تأييدي "الإجباري" حتى حينما أكون مقتنعا بالموقف.

وفوق جو التهديد والضغط، هناك الشعارات المشبوهة.. وهناك الهتافات المشبوهة... وهي سيدة الموقف.

فقد بدا في هذا الجو ان الدعم الوحيد المعترف به للمتظاهرين ومطالبهم هو ليس أن تدين قتلتهم، بل ان تدين ايران بقتلهم، وبدون ان تسأل عن دليل! أو أن تقول أن الحشد هو من يطلق الرصاص عليهم! وإدانة طرفاً مسبقاً قبل أي تحقيق، خطأ لست مستعداً لارتكابه، خاصة حينما يكون مستهدفاً من الكثير.

فسخف الأدلة التي قدمت، هي في الحقيقة مؤشر براءة إيران من دم الضحايا، ومؤشر خبث يسيطر على الإعلام لغاية التشويش والتوجيه. فأنا اتبع قاعدة: لو كانت تلك هي الحقيقة لوجدوا ادلة أفضل، او، ان لم يجدوا وكانوا أمناء، لسكتوا.

 

كذلك يا أصدقائي صدمني اني رأيت معظم السفلة الذين امقتهم يدعون الوقوف في خندقكم، فخشيت ان يقال يوما ان كان لي ذات موقفهم من شيء. رأيت ملحمة سأحسب فيها على رفقة غيث التميمي ووأنور الحمداني، وهو شيء يصيبني بالغثيان..

بل رأيت الملحمة تقودها "الخوة النظيفة" والبشير وستيفن نبيل، وحتى أيدي كوهين ورغد صدام!

ألا يحق للمرء ان يقف مترددا من الصعود مع كل هذه الكائنات اللزجة في مركب واحد؟

قد تقولون انهم يحاولون ركوب التظاهرات وان التظاهرات بريئة منهم وانها بالضد مما يريدون.. وهذا ممكن تماماً، لكني رأيت ان معظم هتافاتكم تحقق أعز آمالهم في توجيه العداء من اميركا وإسرائيل نحو إيران! ورأيت بينكم من يبدو ان لا هم له إلا اتهام الحشد وإيران وبأسخف الأدلة المفضوحة الكذب ، والمثيرة للشك والقلق في من يوجه التظاهرات.. فكيف نهتف معكم وقد اغلقتم الأبواب بأنفسكم؟ ما ادرانا ان هذه الكائنات التي ذكرتها لا تجد الفرصة الأكبر في النهاية لتقود التظاهرات الى حيث تريد؟ إلى حضن إسرائيل ذاتها ان تمكنت؟ بل أن واحداً من ابشعهم، انتفاض قنبر، يصرح بذلك علناً، وتحت شعار حماية التظاهرات!

انا لا اشمئز من هؤلاء فقط، لكني أخاف منهم. فنحن نعلم من وراءهم من ينسق حركتهم ويوجهها، وان دخل أمثال هؤلاء تظاهرة ضائعة، فلديهم فرصة كبيرة ان يسيطروا عليها ويوجهوها! وكيف نطمئن وقد سيطر هؤلاء بالفعل على الهتافات والشعارات في التظاهرات، حتى في أوروبا؟ كيف ونحن نرى الهدف الإسرائيلي بتحويل العداء يتحقق بأوضح صوره، كما تحقق عند الصدريين وكانوا اشد ثوار العراق بسالة فتحولوا الى اصوات لا تسر الا إسرائيل وقادة لا تأتي الى الحكم إلا بعملاء اميركا؟

 

هؤلاء لا يدعمون شيئا إلا وهم يأملون بتحويله الى أداة لتدمير البلد، لذلك قلقت جدا وترددت... فكيف لم تقلقوا؟ كيف لم تقلقوا على تظاهراتكم وعلى سمعتها ومن يدعمها؟ لماذا لم يخرج نفر منكم ليؤكد المرة تلو الأخرى اهدافاً نبيلة للتظاهرات وان ما قاله البعض عن قناصين إيرانيين ليس صحيح وان التظاهرات لا تهدف إلى تحطيم العلاقة مع الجوار لحساب الاحتلال وامنياته؟ لماذا لم تحرصوا على سمعة التظاهرات ومواقفها الشريفة لكي لا يتحرج الشرفاء من دعمها؟ إن من يقرأ ما اكتب يدرك اني اشد العراقيين حماساً لإسقاط حكومة هذا العميل البشع، ومع ذلك ترددت في دعمكم!

 

لكني يا اخوتي، مع ذلك، أنا من مجموعة دعمتكم، دعمتكم ودعمت قضيتكم دعماً حقيقياً، وقبل ان تصل الأحوال الى هذا السوء. لقد دعمت تظاهراتكم قبل ان تسير. فما تشكون منه، حاربناه قبل ان تصرخوا من المه..

وقفنا بوجه قانون شركة النفط الوطنية الذي كان مخططا له ان يسلم ثروة نفط العراق للمؤسسات المالية الغربية بأخبث مؤامرة في التاريخ، قادها "وكيل التدمير الاقتصادي" قبل ان يتسنم المنصب سفاحاً وبخلاف الدستور

ووقفنا بوجه أنبوب نفط العقبة وكتبنا عن ضرره الاقتصادي ونتائجه..

وبحت حناجر أقلام الكثيرين منا من الصراخ بوجه اتفاقياته المدمرة بإلغاء التعرفة الكمركية مع الأردن، وشرحنا ما يكفي لأي عاقل ان يدرك ما هو قادم للعراق من بطالة ودمار بسببها.

صرخنا أن ابن الاقطاع هذا هو الأخطر!(1) هذا الذي جاء كحرس قومي وشارك قتلة الزعيم عبد الكريم يبدو مجنداً من الشركات منذ ذلك الحين لاستعادة سرقاتها من العراق، حتى انه يستعمل كلماتها حتى اليوم.

وكتبنا كثيرا وطويلاً عن ابتزاز كردستان ونهبها لثروات العراق – انا ربما كتبت اكثر من مئتي مقال منذ بداية النهيبة، بداية الاحتلال، وكتب فؤاد الأمير كتبا عديدة وعرض البعض نفسه للأذى والضرر، بل وحتى الخطر والتدمير السياسي ليرفع صوت تلك الحقيقة، لكنه لم يصل، او لم يصل بشكل كاف ليمنع التدهور. واستمر التدهور يتعاظم والنهب يكبر بجنون، حتى جاء هذا السافل فضاعف الابتزاز، بعد ان نصبه الفائزون بتصويت مزور، ممن لا إحساس لهم ولا كرامة ولا غيرة على وطنهم وشعبهم، ولا لقسمهم على حماية الدستور والشعب والوطن، وكذلك لعب وكلاء المرجعية والمحيطون بها، رغم محاولاتهم التبرؤ مؤخراً، دوراً خبيثاً مخاتلاً متعاوناً من وراء الستار في المؤامرة على الشعب، يستحقون بسببه ليس فقط الطرد من المرجعية وإنما العقاب والاحتقار.

 

هكذا دافعنا عن ذات القضية التي تتظاهرون من اجلها، كما لم يدافع عنها أي من تلك الأبواق أعلاه. فمن هؤلاء لم يفتح أي فمه حين كان "القاتل الاقتصادي" المكلف بتحطيم البلاد، يدحرج قنابله نحو العراق وشعبه. كانت كل هذه الجهات المنافقة تعلم بما يجري، وتعرف ان نتيجته الكارثة ولم يفتح أي منهم فمه بكلمة، وهاهم يتظاهرون بالغضب الشديد منها اليوم.

لكننا، رغم كل ما بح به صوتنا، لم نستطع ان نوصل الحقيقة لكم، حتى وصلت نتائجها محملة بالآلام والدم. ولم نستطع ان نوصلها حتى لنائب شريف لعله يشاركنا بوقف الكارثة. كان صوتنا ضعيفاً... لم تكن لنا فضائيات تحمله على الاثير، كما للخبث من وسائل. فبقي همساً لا يسمعه إلا أشد الآذان المرهفة المترقبة! ولو ادرك الشعب ما كنا نقول لما كان هناك انهيار اقتصادي كما صار.. ولا جوع كما صار. لو ان ذلك حدث لما سالت دمائكم الطاهرة لأنه لم يكن سيكون هناك من مبرر لها.

 

هذا ما كان وما صار. هذه قصة تظاهراتكم قبل ان تبدأ، فقد كانت جنيناً ينمو بلا صوت وكان وعداً بالدم يقترب بلا ضجيج.. حتى انفجر في غفلة عنا.. فاعذروا ترددنا، فله أسبابه، وافتحوا عيونكم جيدا لترى الخطوط في هذا الظلام..

اعتذاري لعجزي من إيصال التحذير من الخطر، و لعجزي عن الوصول اليكم، وقد وقفت بيننا كل قوى النفاق، وبدا تأييد تظاهراتكم بلا حذر، انضمام الى تلك القوى المشبوهة. فإن كان اعتذاري متأخراً، فأن رد فعلكم كان متأخراً ايضاً على ما غرس في بلدكم وشعبكم من خناجر، وما تدفعونه من ثمن، ليس الا بسبب هذا التأخر، الذي أتاح لهذا السرطان الاستفحال في جسد الوطن.

ومازال الوعد بالنزف قائماً، فما زال الورم الخبيث في قلب عاصمتنا، ولن يترك الجسم إلا وأنزف كل دمه ودموعه واهلكه، ما لم يستأصله أحد بعملية جراحية.. فهل ان في بلدنا جراحون؟ وهل ان شعبنا مستعد لتحمل ألم الجراحة؟... وبلا تخدير؟

 

 (1) عادل عبد المهدي – الأخطر! صائب خليل

https://www.facebook.com/saieb.khalil.if.you.missed.it/posts/555658131640026

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.