كـتـاب ألموقع

أكاذيب النفيسي عن شهيد العراق قاسم وثورته// صائب خليل

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

أكاذيب النفيسي عن شهيد العراق قاسم وثورته

صائب خليل

14 تموز 2020

 

يجب ان نعترف ان الإعلام المعادي الجبار، تمكن من تحويل مناسبة 14 تموز من عيد وطني اصيل، إلى حلبة صراع سياسي. وأنه لولا المخلصين لهذا البلد ولولا حضور التاريخ بتفاصيله، لتحول هذا اليوم بهذا الإعلام السام، إلى ذكرى مخجلة عن يوم دموي!

وضمن مجموعة الأكاذيب، عدا تمجيد النظام الملكي ونوري السعيد وبقية خونة بلادهم لإظهار الخيانة "ذكاءاً" و "حكمة"، يعيد الإعلام سالوفة اطلقها الإعلامي سيء الصيت عبد الله النفيسي قبل اعوام، مدعيا أن السفير البريطاني في العراق وقت الثورة، قال له ان عبد الكريم قاسم "رجل بريطانيا"!(1)

ويدعي ان السفير قال له: "سمعناكم تطالبون بالاستقلال وجمال عبد الناصر وحبينا نعلمكم حجمكم الحقيقي... حبينا نعلمكم سنة 61 انتو تره مو كدها".

 

يعني النفيسي يريدنا ان نصدق، ان بريطانيا قلبت نظام حكم كان في يدها وكان يعتبر من اكثر الأنظمة استقراراً حسب تقارير سبقت الثورة، وخاطرت بخسارة العراق (حتى لو كان قاسم رجلها فعلا) من أجل إخافة متظاهرين كويتيين؟

 

لنفرض ان الرواية صحيحة، فكيف يقول له أن ما حدث عام 58 كان رداً على مطالبات الكويتيين التي حدثت عام 61 كما قال النفيسي بالحرف الواحد؟ "حبينا نعلمكم سنة 61 انتو تره مو كدها"؟ يبدو ان النفيسي تخربط بين التواريخ في تأليف قصته او روايتها. إضافة الى ذلك، فالسفير الذي تحدث عنه (همفري تريفيليان) لم يكن السفير عند حدوث الثورة، إنما جاء بعدها مباشرة (يبدو انه كان رداً عليها ومحاولة لإحباطها)، وان السفير كان في وقتها كان مايكل رايت. لكن النفيسي يشوش الحقيقة بالإشارة الى انه كان السفير "في أيامها"، ولم يقل صراحة "عند وقوع الثورة".

 

من جهة أخرى، فأن تصرفات السفير وقت حدوث الثورة، تدل على شيء مختلف تماما عن "سالوفة" ان عبد الكريم "كان رجلنا"! فأشارت التقارير والوثائق الى ان السفارة البريطانية قد تم احراقها! وقيل ان موظفي السفارة هم من تسببوا بالحريق حين علموا ان التظاهرات اسقطت تمثال الجنرال البريطاني مود وانها تتجه الى السفارة فأحرقوا الوثائق السرية لكي لا تقع بيد الثوار. بعد ذلك تم حجز السفير ثم نقله الى فندق وأنه اتصل بعبد الكريم وطالبه بضمان سلامة الرعايا البريطانيين! (2)(3)

بعد ذلك، قامت اميركا بإنزال في لبنان وبريطانيا في الاردن، تحسباً واستعداداً لإجراءات عسكرية، ولم يردع ذلك إلا تهديد خروتشوف بالتدخل.(4)

 

فهل هذه ردود افعال دولة استولى "رجلها" على السلطة في بلد ما، وهل ان سفارتها لا تعلم انه "رجلها"؟ وكيف ذهب "رجلها" هذا ليؤمم بقانون رقم 80 معظم امتيازات شركاتها النفطية؟ ليخرج العراق من حلف بغداد؟ ليقيم العلاقات مع السوفييت؟

هذا كله، إضافة الى العمل الحثيث لبريطانيا مع اميركا في التخطيط ودعم انقلاب 8 شباط الذي اسقط قاسم(5)

صحيح أن بريطانيا حاولت الاستفادة من وجود قاسم لتخويف الكويتيين ودفعهم لقبول الحماية البريطانية، بتلفيق تهديد كشفت حقيقته الملفات التي رفعت عنها السرية (نفس المصدر أعلاه)، إلا ان هذا لا يعني ان الثورة قد تمت من اجل هذا الغرض المضحك.

 

من يريد أن يكذب يا نفيسي يجب ان يحرص ان يكون كذبه "مصفط" قليلا، وإلا لن يدفع لك احد ثمنه!

#تموز_ثورة_وقاسم_شهيد_الشعب

 

(1) السفير الانجليزي في العراق يقول للدكتور النفيسي عبدالكريم قاسم رجلنا في العراق و نحن سمحنا بتهديدكم - YouTube

 https://www.youtube.com/watch?v=uNfktYr1gF0

 

(2) موقف بريطانيا من ثورة 14 تموز 1958 – صحيفة المراقب العراقي

 https://www.almuraqeb-aliraqi.org/2015/08/12/24414

 

 (3) 1958: Coup in Iraq sparks jitters in Middle East  http://news.bbc.co.uk/onthisday/hi/dates/stories/july/14/newsid

_3736000/3736391.stm

 

(4) أسرار العراق في ملفات بريطانية

 https://elaph.com/Web/AkhbarKhasa/2005/7/76198.html

 

(5) سلم علي - كيف دعمت بريطانيا انقلاب 8 شباط 1963 في العراق؟

 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=279636&r=0