كـتـاب ألموقع

النفخ في قربة مثقوبة اصلاحات العبادي// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

النفخ في قربة مثقوبة اصلاحات العبادي

جمعة عبدالله

 

 

هبت الجموع الغفيرة , بالحراك الشعبي الواسع , الذي تمثل بالتظاهرات الاحتجاجية التي ملئت الساحات والمدن العراقية بالطوفانات البشرية الهائحة بالغليان الشعبي العارم , بعد تراكم المشاكل والازمات دون بوادر افق للمعالجة والحل , وبعد انزلاق العراق الى الخطر الجسيم , من غزوات سرطان الفساد المالي والاداري , واضعاف قوة العراق وافقاره بالفقر الشديد , من عمليات السرقة واللصوصية من الاحزاب الاسلامية الفاسدة , التي تربعت على السلطة والمال , وغابت عن رؤيتها ونهجها كلمة الاصلاح والنزاهة والمسؤولية , فقد تزاحمت المعضلات العويصة , وخاصة الكهرباء والقضاء , في ترهل ازمة الكهرباء بشكل مرهق وخاصة في السنة الاخيرة , واصبحت المشكلة الاولى في العراق , لم تعالج وتحل بالمسؤولية والمنطق السليم الحريص  , مثلما مشكلة القضاء الذي نخره الفساد وفقد مقومات العدل والمسؤولية في تطبيق القانون , لذلك شذ عن قاعدة النزاهة والاستقلالية والهيبة والمكانة   , وصار تابع ذليل لمشيئة ورغبة الفاسدين , يحركونه وفق مصالحهم الانانية , المشبعة بالاستحواذ على على زمام السلطة والسحت الحرام , فقلبوا ميزان العدل لصالحهم بان يكون لسان حال الباطل والفساد , لقد استجاب رئيس الوزراء لمطاليب الحراك الشعبي , ووعد وتعهد بتنفيذ الاصلاحات اللازمة , التي تنقل العراق الى نقلة نوعية , وتمزق صفحة الماضي البغيض , وخاصة الحكم الكارثي لثماني اعوام من تسلط المالكي  . ولكن رغم مرور اكثر من شهر من تواجد التظاهرات الاحتجاجية الجماهيرية في الشوارع والساحات  , ظلت الوعود حبراً على ورق دون ان تنفيذ , ولم يتجاسر العبادي بالشجاعة المطلوبة , ويوفي بتعهداته ويبدأ مرحلة تطبيق الاصلاحات بشكل جدي , وخاصة مشكلة الكهرباء والقضاء ,  وتقليم اظافر الفاسدين بالمحاسبة والعقاب , سوى تنفيذ اصلاحات هامشية وفوقية , لم تغير شيئاً , مثل اقالة نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس مجلس الوزراء . اما المشاكل والمعضلات ظلت تنهش وترهق المواطن بالمعاناة المرهقة والمتعبة يومياً , وزاد الطين بلة  , المسرحية الكوميدية بالسخرية والمسخرة , في جلسة البرلمان في استجواب وزير الكهرباء , والاقتناع بالاجوبة والتصويت بالثقة لصالح بقاءه في المنصب , رغم ان وزير الكهرباء , تحوم حوله جملة من التهم بالفساد المالي والاداري بالوثائق والمستمسكات  الدامغة التي تدينه بخرق وتجاوز في القانون والمسؤولية , التي عمقت مشكلة الكهرباء الى الاسوأ , خلال تسلمه مقاليد وزارة الكهرباء , ان التصويت لصالح وزير الكهرباء بالثقة , تمثل قمة الاستهتار والاستخفاف والاحتقار والاستهزاء , بالتظاهرات الشعبية العارمة , هذا يؤكد بشكل لايقبل الطعن والشك , بان الكتل السياسية المشاركة في البرلمان والحكومة , توحدت في جبهة موحدة ضد الشعب , بانهم  يقفون في جبهة صلبة ضد الغليان الشعبي العارم , بأنهم لن يعيروا اية اهمية الى مطاليب الشعب في حل المشاكل التي يعاني منها وترهقه يومياً , ولن يستجيبوا لصوت العقل والتعقل , ولم ينفذوا الاصلاحات مهما كانت , لذا لم يبق طريق لسماع صوت الشعب المدوي المطالب بالاصلاحات , إلا التوجه الى المنطقة الخضراء الى بناية البرلمان العراقي  , لسماع صوت الشعب , ان الافق مسدودة تجاه طريق الاصلاحات , طالما السيد العبادي يتردد بخوف وقلق , ولم يتجاسر بالجرأة المطلوبة , انه مقيد باصفاد نظام المحاصصة الطائفية , ولم يفعل سوى تعاطي لعبة  الوعود التي لن تجد طريقها الفعلي في التنفيذ , لذا هيا الى المنطقة الخضراء بالجموع الغفيرة بالطوفانات البشرية , عند ذلك , ستتبدل لهجة البرلمان والحكومة , عند ذلك يبدأ الخوف ينخر في صدور الفاسدين , انهم اقزام امام ارادة الشعب الفولاذية , ان الشعب اقوى من اقزام الفساد

 

جمعة عبدالله