اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قراءة في المجموعة الشعرية (حين عبث الطيف بالطين)// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمعة عبدالله

 

عرض صفحة الكاتب

قراءة في المجموعة الشعرية (حين عبث الطيف بالطين)

الشاعرة نجاة عبدالله

جمعة عبدالله

 

شاعرة امتلكت حضور شعري متميز في الساحة الثقافية والشعرية, وشاركت في المهرجانات الشعرية بصورة مكثفة, ولاقت الاستحسان, في صوتها الشعري الواعد بالعطاء والتألق. بصوت شعري يحاول ان يثبت اركانه بكل اقتدار ابداعي, وان يتوجه الى الحداثة الشعرية من خلال تجربتها, كما تجلت مظاهره في العديد من المجموعات الشعرية التي اصدرتها. شاعرة من جيل التسعينيات, رسمت لوحتها الشعرية بصياغة تثير الكثير من التساؤلات الجدية في معاني الايحاء والرمز الدال المرتبط بالصميم بالواقع بالارض بالاهل, بالحنين الى البلد البعيد, المرتبط بلواعج الغربة والاغتراب ومعاناتها, بالوجع والانين الذي ينهش الوجدان بطيف الذكريات الاليمة والموجعة التي تعبث بالطين وتضعها ساخنة في نار الحنين والشوق. شاعرة تمتلك الاداء المقتدر بالصياغة الفنية والتعبيرية, وقدرتها في صوغ تداعيات فعل الصدمة, وفعل الالم الموجع الذي يحمل اوجاع الوطن بالاحساس الوجداني المتربط بجوانحه الهائجة للبعيد, الذي يعاني القهر والمعاناة والتفتت. هذا الحزن العميق الذي اختمر من تجربة وجع الغربة والذكريات الاليمة التي تركت ندوب جريحة لاتشفى في الوطن الذبيح. لذلك احتلت قصائد هذه المجموعة ( حين عبث الطيف بالطين ) هذا الوجع الانساني في دلالاته الايحائية والرمزية البليغة التي تهز القارئ بالشجن والشجون, بصرخات مكتومة تفيض بوجع الروح الى حد الصوفية, في الحنين والشوق بهذا الطوفان الذي يعبث بالطين على الايقاعات صارخة بالحزن العميق, وتفتح وجع الروح في عوالمها الداخلية والذاتية والتي خرجت بهذا الطوفان من القهر والمعاناة في زمن الهشاشة الذي  تعبث به الرياح والعواصف وتقلبه على كل اتجاهات الانين  في الشوق الملتهب الى البعيد. هذه الصياغة الشعرية في هذه المجموعة, في توظيف مقتدر بين المعنى والمعنى المضاد في جدران العتمة والليل الطويل, في رحلة العذاب في تجربة الغربة المرتبطة بحبلها السري للبلد البعيد, في طيف ذكرياتها التي تعبث في خلجات الوجدان الى ( العراق الذي يبكيني . ويرسم وجهي بتضاريس غيابه ) في حرقة السؤال والتساؤل , التي تقرع بأجراسها.

ضوء خافت

يتلألأ خلف سؤالك

من أنت !!

تعقد كفيك

وتنصت لأنين النار

----------

شمعة ...

يحترق صمتك ,

مطرٌ

هذا الكلام

المحتشد في فمك الميت ,

علكَ تراني تفاحة تصهل خلفي

-------------

يهبط الغيم حزينا لسؤالكَ

منطويا على دمعته

أهذا العمر لكِ أيتها الأخطاء ,  / من قصيدة ( خطيئة آدم )

 

وجاءت عصافير المعنى,  مليئة بالايحاء والرمزية  الدالة في العمق, لتعابيرها لترسم لوحة الحزن العميق, كأن الخريف يهجم على بلد الامهات في وجع الانين, والعصافير تهرب وراء السراب , وتسقط دمعة سوداء  من العاشق والعاشقة.

الخريف

بلد الامهات

جاء وحيدا

يُقبَل الابواب .

------------------

قلبي بريء منكَ 

أيها الألم .... البياض ,

قرية سوداء

تُزين ذاكرتي بالعصافير ,

أقدام غرَة

تركض خلف السراب

------------

على الدمعة السوداء

ظلَّ العاشقة

التي

حلقت على كتفيها

النوارس

وبكت على جانبيها

الفراشات .       من قصيدة ( برج الحوت )

 

هذا الوجع يجعل الحذر يمشي في عروق القلق في كل خطوة يخطوها الحذر من بارود الصدفة. الحذر من الدبابيس قد تجرح عمرك. الحذر من الايام, قد تنسيك لعبة الفراق. الحذر من فمك قد يصرخ مرتجفاً في البراري.

إحذرْ

بارود الصدفة

قد يأخذك شيهدا

في دمية خاسرة

--------

إحذر الدبابيس

قد تجرح عمرك

وترديكَ حيا .

-----------

إحذر الايام

قد تنسيكَ

لعبة الفراق .

---------------

إحذر فمكَ

قد يصرخ مرتجفا

في البراري .           / من قصيدة ( محاذير )

 

هذا الوطن البهي الزاهي في معاناة الالم, , والعامر في وجع الانين الذي يقطع نياط القلب. لكن تظل الاشواق اسيرة ذكريات الحنين الى مراتع الطفولة الفقيرة. التي توخز الذاكرة , وليس غريباً ان تتنزه في وطن الوجع وتداعبه.

آه

أيها الوطن البهي

يا مِسَك نهر هائج

توجه إليَّ ألآن

في هذه الليلة

غير الموثوق بظلمتها

ضع قرب رأسي

زهرة الفجيعة

دون أن توخزني

بحرارة ذكراك .         / من قصيدة ( الوطن البهي )

 

حين عبث الطيف بالطين  وفزز الجراح الدامية, واستيقظ الحزن العميق لتأخذه رياح الشجن المؤلمة بالوجع لكي تلعب به حين خرج السلام من جثة الحرب, هذه الاوجاع المؤلمة في لعنة الحرب التي تأخذ الاحبة والاخوة جوراً وظلماً, وتترك روح الاهل والاحبة دامية على قارعة الفراق, هكذا يتجول الموت بحرية في الحرب  , ليخطف الفسائل الخضراء اليانعة, ويحرقها في العبث الحياتي نحو الموت لتجعل غصة الوجع لا تفارق مضاجع  الذاكرة , بل تصرعها بالانين.

ودمك الفائرْ

كنتَ تسدد الرمية

بدمعة كسولة

كنتُ حائرة كالدمية البريئة

حين عبث الطيف بالطين ,

كنت رصاصة تهربُ  منك

وكنتُ سمراء

حين هرب الاحياءُ من الجرة

كنت نحيفا

حين سار الليلُ الى الليلِ .

والنهار الى جثة الحربِ

وكنتُ حربا

حين صافحتُ وجهك الغضٍ

وكنتَ غصا

حين خرج السلام

من جثة الحربِ .           / من قصيدة ( حين عبث الطيف بالطين )

 

لا تقتل الفرح في دمعة كهل حزين, لاتمرغ القلب برمال الحزن, بل اعطني قرنفلة افرح بها, اعطني معطف أمي اتدفئ به  لا تعوي بالريح في البلاد البعيدة المغلفة بالقهر والوجع الحزين. هكذا

كان الرحيل الصامت  بأوجاع مرتجفة .

رحلنا

صامتين

ترتجف أوصلنا

متى قلنا

ها إننا يفتتنا النداء ,

نقتسم براءة الطين

-----------

ريحٌ

تعوي في بلاد بعيدة

تقطف أزهارا  قبل أوانها

تغلق شبابيك

------------

في كل قلبٍ

فاكهة للشتاء

وصحراء نمضي بها

علَنا

نمسك غزالة

نعبر فيها

ما تبقى من العمر .           / من قصيدة ( في البلاد البعيدة )

 

× المجموعة الشعرية : حين عبث الطيف بالطين

× اشاعرة : نجاة عبدالله

× اصدار : سلسلة آفاق عربية / تصدر من الهيئة العامة لقصور الثقافة / القاهرة

 عدد الصفحات : 176 صفحة

جمعة عبدالله 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.