كـتـاب ألموقع

• صورة المُثنى الناطقة.. تروي حكاية العراق الجديد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عارف الماضي

صورة المُثنى الناطقة..

تروي حكاية العراق الجديد

 

قبل أيام قليلة.. مرت الذكرى ألعالميه( 63 )لبزوغ الإعلان العالمي لحقوق  الإنسان في 10 ديسمبر الحالي.. ويعتقد الكثير من المثقفين وحتى أنصافهم إن مرور  مثل تلك المناسبات الدولية .. قد لاتمس  تفكير الكثيرين  من القاطنين في الدول المتأخرة.. ومنها العراق دون أي تجني على شعبنا ومنظومتنا الثقافية الراكدة في ركن مظلم قد لانُحسد عليه؟ إن الحديث عن حقوق الإنسان  ومحاولات المئات من منظمات المجتمع المدني وبعض المؤسسات الحكومية ومنها وزارة حقوق الإنسان العراقية والجهد الأمريكي والأوربي في ترسيخ  تلك الثقافة الجديدة لايبدي أي نفعا ومثلما يبدو وكما تصوره عدسات الكاميرات ألدقيقه وتنقله  الشاشات الصغيرة والكبيره

 

 إن  انتهاك حقوق الإنسان والصورة المروعة المخجلة والتي تنقلها القنوات المقروءة والمسموعة والمرئية.. تومئ لسبب واحد لامنافس له . هو إن مجتمعاتنا وبمقوماتها العشائريه البدويه  والريفيه وحتى  المذهبية,لا تكترث  أصلا  بتلك  المبادئ ألدوليه, وخير مثال على ذلك جملة الانتهاكات والتي طالت المدنيين  من رجال وأطفال ونساء  وانتهاك  حرمة دمائهم وأملاكهم  وحرياتهم الخاصة   سواء أيام  النظام  السابق . أو بعد  تدحرجه وانبثاق العهد الجديد, وما   مايتعلق  بحق العيش الكريم  وعدم  انتهاك  الإنسان  لحرية وكرامة أخوه  الإنسان..  إننا  بكل  تأكيد  ومعنا  الكثيرين ممن  يشاطرونا في الرآي او في الفكر  قد  نبدو  بالتغريد  خارج  السرب ؟أو إننا  نقوم  بتحريك  الملعقة  بجوار (الاستكان) وليس  بداخله, وأقل مايقال عنا هو إننا  نتحدث  بثقافة  برجوازيه, بعيده  عن  الواقع

 

 وثمة سؤال  يطرح  نفسه  وهو : هل  أن العالم المتحضر  والذي تتضح صورته السياسية  والجغرافية,  والذي  يعمل  وينادي  ورغم  كل تحفظاتنا  على ذلك العالم الافتراضي, يعمل  بلا  هوادة في  ترسيخ  ثقافة  حقوق الإنسان  واحترام كرامته  والتبرئ  عن كل ماجرى  لأعمال التعذيب والضرب والاها نه والقتل  دون محاكمة  لصنف البشر  والتي  شهدتها  العصور الغابرة من  تاريخ البشرية  سوى  في غرب العالم  أو شرقه,  هل هذا العالم  صاحب  حق؟

 

  أم الاستمرار  في انتهاك حياة الإنسان وكرامته وحرياته الخاصة والعامة , والتعامل  بهمجيه ودون أية شفافية  والعبور على القوانين وقبلها الدساتير والتي  تدين ذلك,  هي الطريق الصحيح للتعامل مع الإنسان؟

 

إن  مانقلته  وسائل  الإعلام وخاصة  بعض الفضائيات ألمعروفه والتي تدخل البيت العراقي  دون  إنذار. من صور فيديويه  لختام اجتماع مجلس محافظه المثنى  جنوب العراق, والضرب المبرح والذي تعرض له  مدير  سجن  المثنى وكما يظهره الخبر وتترجمه  ألصوره الحية. وهي بلاشك  لاتحتاج  أي تعليق  وقد لايحتاج  الخبر  إلى إعداد أو ترميم  أو  تزويق  ,  أنها صوره ذات  دقه وبيانيه  عاليه   تعبر  تعبيرا  جوهريا  ومورفوجيا  عن  حقيقة  الآمر  في العراق. وطبيعة الأشخاص واللذين  يتولون  أدارة  مفاصل  ألدوله    سواء  بسلطاتها  التشريعيه او التنفيذيه او الرقابية  في  الحكومات المحلية  أو  حكومة الاتحاد؟ولكن  انتقالنا  من الخاص  إلى  العالم  قد  لايبدو  دقيقا.  لأنه  قد يسبب  الغبن للكثيرين   واللذين  نعتقد بأنهم  قد  يترفعون على  تلك الصفات  بقدر كبير  , ولكنهم  يبقون دائما  وحسب  مانظن  , في دائرة  العجز  التام  وقدرتهم  على إجراء عملية  التغيير  الكبرى   قد تبدو محدوده. إن   الاتجاه العام  والذي  تؤمن به  الاغلبيه من أبناء  شعبنا واللذين   أنتجوا  تلك  الحكومات؟  يروق  لهم  تلك  المظاهر غير  الحضارية.  وهم  يؤمنون  بثقافة  المسخ  والإلغاء والتهميش والاهانه, وقد  لايهمهم  أن  يرى الملايين من  سكان العالم  تلك الصور المؤلمة.. والتي  توحي  لطبيعة سلوك  المواطن العراقي.. غير مبالين  بما تصوره  تلك المشاهد, عن سكان العراق  وحضاراته العتيقه

 

أن الحديث  عن إقامة دولة  القانون  ودولة المؤسسات, والتي  شيدتها  قوانين ديمقراطيه  , أسست على غرارها  الدولة الجديدة  قد  يبدو  بعيد المنال,  ووفق الكثير من المعطيات, أبرزها  التدني الملحوظ في المنظومة الثقافية والانسانيه  العراقية, والحديث المتكرر عن  تبوء العراق  مراكز متقدمه في الفساد المالي والإداري والسياسي,,  وغيرها من  ترتيب عاصمته بغداد   من بين عواصم  دول العالم .الأكثر  تأخراً!!