كـتـاب ألموقع

• بين طودين.. عبد الكريم قاسم وخوسيه موخيكا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عارف الماضي

بين طودين.. عبد الكريم قاسم وخوسيه موخيكا

تترقرق الدموع على خدود الوطنيين الحقيقيين , حاره ,غزيرة مرة أخرى , عندما , يفتح ملف الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم, في هذه الأيام و التي تُصادف , ذكرى ثورة الثورات الرابع عشر من تموز الخالده, والتي التصقت , بكل المعاني و القيم العليا المُتجسده في شخصية ذلك الزعيم الشُم, وكل مره يرد اسم الزعيم في مقاهي الفقراء و التي اعتدت ان اكون احد زبائنها الدائمين, فمجرد ذكر اسمه تراود الجميع , معاني الزهد و العصمة و السخاء و ألوطنيه ألحقه, وليقذف بعض الجلساء حسراتهم, على تلك السنين الخصاب من تاريخ العراق الحديث, متمنين متورعين دون جدوى ان , تعود عجلة التاريخ ولو مره واحده الى الوراء,, ولكي تنقل الحدث بالصوت و الصورة إلى سياسي العراق الجدد, مومئتاً مذكرتاً, إياهم , بواجبات القائد و السياسي , و التي يجب ان يتحلى بها, منبهتا الجميع بكون

تلك المهام هي مسؤولية اجتماعيه تاريخيه, ولم تكن في أي يوم من الأيام , وسيله للاسترزاق , او السرقة !!

وفي عوده جاده إلى يافطة المقالة, فهي تومئ دون شك الى توصيف لظاهرتين او زعيمين أولهما زعيمنا الأوحد الشهيد عبد الكريم قاسم مؤسس الجمهورية ألعراقيه في صبيحة 14 تموز عام 1958 , ورئيس أوروغواي الحالي (خوسيه موخيكا), ولما لتلك الظاهرتين من وشائج الصلة و التي تتمثل بتلك القيم و المعاني النبيله و التي وصم بها الرجلين , وبا لرغم من فارقي الزمان والمكان , بينهما , حيث الزمان اكثر من خمسة عقود و المكان فأن بغداد تفصلها الآلاف الأميال عن شواطئ أمريكا الاتينيه والتي تقع عليها تلك الدولة و التي يترأسها موخيكا0

وأرى من الضروري وصف حالتي الرجلين بكل مصداقيه و مهنيه تاركاً للقارئ الصبور,, مهمة البحث و التمحيص عن تلك الوشائج المشتركة بينهما, فعبد الكريم قاسم ضابط في الجيش العراقي أيام العهد الملكي عندما قرر هو وثله من الضباط و المراتب الأحرار أن يقلبوا الطاولة ويحرروا العراق من ذلك النظام الملكي و الذي كان بمثابة (تينه فاسدة آيلة للسقوط) وبفعل تنامي الوعي الاجتماعي الذي كان مرفوداً من بعض القوى الوطنيه , حيث اليسار يمثل اغلبها, وبعد مخاض عسير تقرر يوم الثورة الكبرى فزحف الأحرار ليحطموا رموز التاج البريطاني المستعمر و الذي جثم على صدر العراق بما يقارب الخمسة عقود بعد سقوط الدولة العثمانية. وبعد هذا الإيجاز فلا يمكننا الإسهاب في الشرح و التفصيل لكل الأحداث والتي رافقت تلك الثورة منذ بزوغها وحتى ساعة الإجهاز عليها من قبل الشباطيون الانقلابيون ألقتله في 8شباط 1963 , وما علينا إلا ان نحدق بكل إخلاص على سلوك ذلك الزعيم و الذي اختار المجد و الخلود ولم يفضل القصور و الخمور, فكان زاهدا .. بدنياه عاشقا للفقراء و المعوزين , مسخرا كل حياته الرئاسية ولكي يزرع البسمة في شفاههم دون رياء!!!, 0 وأرى من الضروري التذكير ببعض,نوادر الشهيد و الذي يعرفها القاصي قبل الداني ومنها مقولته الشهيرة( كبر الكَرصه وصغر الصورة), وجاءت خلال زيارته لأحد المخابز ألشعبيه حيث يعلق صاحبها صورة الزعيم ولكن وزن رغيف الخبز كان اقل بقليل من الوزن المقرر, وغيرها من طلب أخته بتمليكها بيت في بغداد , وإذا بها تجد نفسها في احد ضواحي بغداد وبالذات في مدينة الصفيح و البيوت الطينية والتي رحل أهلها من الجنوب حيث الجوع المدقع.., والتي بناها الزعيم بعد ذلك وسميت مدينة الثورة( الصدر حالياً) حينها قال لشقيقته: عندما يمتلك هؤلاء الناس بيوتا فسوف أعطيك ماتريدين , وغير ذلك المئات من القصص أليوميه والتي لم تُؤرشف, حتى أللحظه , ولكن اكثر تلك القصص شيوعاَ هو (سفر طاس) الزعيم,, والذي يجسد وبكل وضوح , مائدة الزعيم الفقيرة و التي تنقل له من دار شقيقته.. وهي لاتزيد إلا عن قليل من الرز و المرق وقد تحتوي على بعض الخضرة أو اللبن.., وفي اليوم التالي لاغتيال الزعيم و الثورة وجد احد الضباط في وزارة الدفاع و التي يقطنها قاسم قائمه بأسماء بعض العوائل المتعففة و التي كان الزعيم يُقسم اغلب راتبه الشهري عليها, عندها أنَّبَهُ ضميره وهو يقول : اذاً لماذا قتلنا الزعيم؟ و الذي كان لايملك سوى بدلتين عسكريتين احدهما شتوية وأخرى صيفيه , ولا يذخر في جيبه الأيسر الامبلغ قدره نصف دينار عراقي عند استشهاده.. يدعمه رصيد في البنك مقداره دينار واحد وأربعمائة فلساً لا اكثر0

أما مايخص الراتب الشهري للشهيد الزعيم و الذي استقيناه من احد مؤرشفي الثورة ,(هادي الطائي) و المصادر المعتمدة و ألدقيقه في هذا المجال و التي , ذكرها الدكتور عماد عبد السلام في أخر مؤلفاته حول الاضباره الخاصة للشهيد فقد ورد مايلي( الراتب الاسمي 135 دينار عراقي,5 دنانير مخصصات ملابس,20.250دينار, مخصصات خادم 8 دنانير,مخصصات عائليه 24 دينار وعليه يكون المجموع الكلي.. 192,250 دينار يستقطع منه توقيفات تقاعدية مقداره 8 دنانير و437 فلساً), و عليه لايتمتع الزعيم بأية مخصصات كقائد عام للقوات المسلح او رئيس وزراء أو وزير دفاع أو غيرها,0 ويعرف الجميع ان من هذا الراتب المحدود , يحاول الزعيم أرضاء كل من يصادفه من المحتاجين, أو حتى الضيوف!0

أما ضيف مقالتنا هذه وهو رئيس جمهورية الاوروغواي (سوخيه موخيكا) والذي تم تنصيبه باعتباره مرشح الجبهة العريضه الفائزة(قائمة اليسار) و التي تضم شيوعيين واشتراكيين و التوباماروس. و الاشتراكيين الديمقراطيين, حيث تولى منصب رئيس الدولة في الأول من مارس 2010, و الذي سُمي بأفقر رئيس دوله بالعالم رغم إن الاوروغواي لم تكن كذلك , حيث عدد سكانها يزيد على 3,5 مليون نسمه, وتتمتع بنمو اقتصادي جيد, وهي دوله منتجه ومصدره للمنتجات الزراعية ومعدل البطالة فيها يقل عن 7%, الا ان رئيسها الحالي اختار طريق.. (الزعيم) ولكي يبقى خالدا ابد الدهر,, حيث خصص اغلب مرافق القصر الرئاسي لسكن الفقراء و اللذين لاتكفيهم مراكز الرعاية الاجتماعية, علاوتاً, على التبرع ب90% من راتبه الشهري و البالغ 12,500 الف دولار إلى الفقراء و المعوزين, ولم يبقى من راتبه إلا مايقارب 1,250 ألف دولار , ولكن الرئيس يملك مالم يملكه الزعيم حيث لديه سيارة صغيره (فوكس واغن) يقدر سعرها بالفين دولار, علاوة على دار بسيطة في احد ضواحي العاصمة مونتيفيديو, 0

وعليه فقد أصبحت رسالتنا واضحة , إلى سياسيي العصر, ولكي يستنبطوا منها الدروس و العبر, إذا ارداو العزة والكرامة لهم وشعوبهم, وقد تستهويهم ألحُشمه, ولكي يتبرؤوا من شياطين الجشع و التخمه0

عارف الماضي