اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الجماهير المنتفضة .. وهيبة الدولة// حميد مراد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الجماهير المنتفضة .. وهيبة الدولة

حميد مراد

العراق /أيار/2016

 

  تعالى صراخ القيادات المتقدمة في سدة الحكم حول انتهاك الجماهير المنتفضة لهيبة مؤسسات الدولة .. كان يجب على هذه القيادات تنفيذ ارادة الشعب واحترام خياراته وتنفيذ مطالبه التي ينادي بها منذ شهر تموز من عام 2015 ولغاية الان، لا ان يختلفون ويماطلون ويعملون ما يحلو لهم، وفرض مصالحهم الشخصية والحزبية على الاستحقاقات الوطنية.

 

  الجماهير خرجت ليس فقط ضد البرلمان بل ضد الحكومة ووزاراتها من أجل المطالبة بحقوقهم والتي تمثلت في " تقديم الخدمات الاساسية وفي مقدمتها:

" الكهرباء، الماء، الامن .. ايجاد فرص العمل .. اصلاح القضاء .. معالجة ازمة النازحين القاهرة .. انهاء نظام المحاصصة والمحسوبية " .. الى جانب عشرات المطالب الاخرى التي فشلت الحكومة في معالجتها.

 

  منذ شهر تموز الماضي ينتظر العراقيون من البرلمان والحكومة تنفيذ مطالبهم لكن من دون جدوى .. وبعد فشل البرلمان العراقي في جلسته المنعقدة في 30 نيسان الماضي في التصويت على استكمال التغيير الوزاري للكابينة الحكومية الجديدة " التكنوقراط " ورفع جلسته إلى الأسبوع المقبل نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني، وكانت الجماهير تنتظر حسم هذا الامر لتكون تعديلات الوزراء الانطلاقة الاولى في الاصلاحات في الدولة فيما بعد، الا انهم وكالعادة اختلفوا، مما اجبروا الشعب الصابر على اقتحام مقر مجلس النواب العراقي داخل المنطقة الخضراء المحصنة والتي تحميها القوات العسكرية والاجهزة الامنية الاخرى التي يتجاوز عددها اكثر من 120 الف منتسب !! .. [ وقد جرى الاعتداء على عدد من نواب الشعب بصورة ً مهينة وغير حضارية ( وهذا السلوك مرفوض )] وكأن النواب كأفراد هم سبب معاناة الشعب فقط، لعدم تنفيذهم القرارات المهمة، وليس الوزراء الذين اهدروا المليارات من ثروة الشعب، ورؤساء الكتل الذين اغلبهم هم خارج البرلمان يصدرون أوامرهم من مقراتهم الحزبية ليطبقها الوزراء واعضاء البرلمان التابعين لهم. بكل اسف نقول ان اكثر من 80% من اعضاء مجلس النواب يوافقون وهم ممنونين على امور يعرفون انها قرارات غير وطنية ولا تصب بصالح المواطن لكنهم ينفذون، اما بسبب الخوف على حياتهم، او لكونهم مستفيدين، اما الوزراء فيبذلون كل الجهود من اجل سرقة اموال وزاراتهم وتقديمها الى احزابهم وكأنها غنائم او اموال مستباحة ليس لها راعي !! ان من اوصل البلد الى هذه النقطة هم العاملين في الصفوف الامامية في حكومة الاحزاب، وانتفاضة 30/نيسان اختلقها ودفع بها الى الامام هم رؤساء الكتل انفسهم الذين يحاولون دائما ً عدم التفريط بمصالحهم وامتيازاتهم، ودفع ثمن هذه المماطلات بعض النواب الذين جرى الاعتداء عليهم  نتيجة تأخرهم في الهروب مثلما عمل اقرانهم بعبور نهر دجلة او اللجوء الى السفارات او التنكر او الاختباء .. ان الإهانة والسخرية التي تعرضوا لها ليست للنواب فقط بل لكل السياسيين والمشاركين في الحكومة.

 

  وعلى من يعترض على دخول الفقراء والمحتاجين الصابرين والذين يمثلون جميع اطياف الشعب العراقي ان يسأل نفسه لماذا وصلت الامور الى هذا الحال ؟ من كان السبب ؟ لماذا لم تنفذ الاصلاحات ؟ من هو المسبب في تدهور حالة البلد والشعب ؟ كان عليهم السعي الجاد من اجل النهوض بالوطن وتحقيق العدالة والعيش الكريم للمواطنين المبتلين بسياسيين فاشلين يبحثون عن السلطة والمال والشهرة والسفر والاضواء .. لا في بناء الدولة واسعاد المجتمع الذي جلبهم وصوت لهم .. اين كانت هيبة الدولة عندما سرق المسؤولين اموال الشعب بلا حق ؟ وبأي شرع او قانون ؟ .. واين هم من سقوط الشهداء كل يوم في المدن العراقية الصابرة، اين العز والشرف من احتلال تنظيم داعش التكفيري الارهابي  ( لـ 217) كيلو متر مربع من مساحة البلد، وانتهاك شرف العراقيات وبيعهن بسوق النخاسة، والعبث بتاريخ وبتراث وحضارة العراقيين ناهيك عن عمليات القتل والتشريد وتدمير المدن المحتلة ؟ .. اين كانت الكرامة والسيادة عندما دخلت القوات البرية التركية الاراضي العراقية والمتواجدة فيها لحد الان، الى جانب القصف الجوي والمدفعي المستمر ومنذ سنوات على القرى الحدودية .. واقتحام الآلاف من الزوار الايرانيين ابان الزيارة الاربعينية للمعابر الحدودية ؟ .. اين سيادة القانون من وجود العديد من الميليشيات التي تعمل ما يحلو لها " وهذه المجاميع موجودة قبل دخول عصابات داعش الارهابية " وهي تربك عمل القوات والاجهزة الامنية العراقية في داخل العاصمة والمدن الاخرى .. اين حق المواطنة لأبناء المكونات الذين تسرق ممتلكاتهم في وضح النهار ويُخطفون ويُبتزون في مسعى لتفريغ البلاد منهم، والسلطات عاجزة عن حسم هذا الملف الخطير.

 

  والغريب بعد ثلاثة ايام فقط من انتفاضة الشعب السلمية اصدر عضو مخول من مجلس النواب تقديراته حول الخسائر والاضرار التي تعرض لها مقر البرلمان والتي قدرت مبدئيا ً بمبلغ (69) مليون دولار !! طبعا في مقدمة ما تعرضت له هي ( القنفة ) .. بدون أي خجل او احترام لإرادة العراقيين. طيلة (13) عام من الحكم الهزيل والفاشل لم يخرج للعراقيين أي مسؤول يقدر خسائر اموال المواطنين وممتلكاتهم من جراء العمليات الارهابية والعسكرية والعنف المنظم الذي تعرضوا له، والتي جعلته يحتار في كيفية توفير السكن، ولقمة العيش لأطفاله وعائلته.  

 

  والازمات في العراق برزت بسبب عدم وجود شخصية قيادية بإمكانها تسيير امور البلاد بصورة صحيحة، نتيجة التعقيدات في النصوص الدستورية، والعمل على الطائفية والاختلافات والتجاذبات الى جانب التقاطعات السياسية، ناهيك عن ما خلفته الحكومات السابقة من تراكمات في الاخطاء القاتلة في ادارة الدولة، وكان في مقدمتها غض النظر عن الفساد المالي والاداري لكل من كان لديه سلطة، مما ادى الى نهب المال العام والذي يقدر (1000) مليار دولار امريكي، اشتركت في سرقته وتبذيره كافة الاطراف السياسية وبدون أي استثناء، مما جعلت العراق في مقدمة الدول الاكثر فسادا ً وفقرا ً في العالم.

 

  ايها السادة انتم لستم رجال دولة:

هل تعلمون ان هناك الآلاف من العراقيين يعتاشون على النفايات !! .. وثلاثة ملايين شخص يعيش في العشوائيات، والمتسولون يملؤون الشوارع والطرقات، وموضوع تأخير صرف الرواتب، واستقطاع المبالغ من رواتب الموظفين والمتقاعدين، وانتشار المخدرات، والاتجار بالبشر، فضلا ً عن ذلك ملف المعتقلين، والصحة والتعليم والخدمات .. بماذا نذكركم ؟ وهل بقي شيء في العراق لا يحتاج للإصلاح والمعالجة ؟ .. انتم ضيعتم طموح كل العراقيين، وخذلتم شهداء الحرية والنضال المشرف الذي قاوم نظام صدام الفاشي، كل عام يقتل ما لا يقل عن خمسة آلاف من ابناء العراق بسبب العنف !! هل وقفتم وفكرتم بكيفية ايقاف هذا النزيف ؟ .. وبسبب نهجكم الطائفي ايها السادة وادارتكم الفاشلة ووعودكم الكاذبة التي اصبحت غير مقبولة من قبل الشعب وقواه الوطنية الصادقة، انتم بلاء على هذا الوطن، ودخول العمال والكادحين والمثقفين على المؤسسة التشريعية رسالة لجميعكم " وزراء وبرلمانيين واحزاب وكتل سياسية " من انكم مرفوضون شعبيا ً، وسقطت شرعيتكم، لو بقينا نكتب صفحات عن معاناة هذا الشعب فسوف لا تنتهي وفي أي مجال من مجالات الحياة .. حقوق وكرامة كل العراقيين بوجودكم في مهب الريح.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.