اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هلوسات الأنبياء // شعر: آدم دانيال هومه

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

هلوسات الأنبياء

آدم دانيال هومه

ـ سدني- استراليا

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

رأيتهم يغربلون الريح في يوم ماطر

لم يكونوا مجانين   

ولكنهم فقدوا عقولهم

حين باغتهم الشيطان على طرف المقبرة

وهم يحملون على أكتافهم نعش الله.

****

أنا المتيّم بخريدة السماء

الطاعن في عشقالأرض والماء وسنابل الضوء

وريث عرش الملكوت

وملحمة التكوين

وسفر الرؤيا

في دمي ومضات ضوء من إشعاعات آلهة سومر

وفي تلافيف دماغي سحر نبوي من كهنة بابل

وفي بؤبؤ عينيّ بقايا بروق ورعود من جبروت آشور

في كل إشراقة شمس

أسمع خطوات الله على رصيف الذاكرة

وعند حلول المساء

تنبثق من بين جوانحي يرقات خضراء

تتطهّربمعمودية النار

لتحلق فراشات متوهجة بألق قطيع منالطواويس في ظهيرة صيف.

 

****

 

أنا الذي صاغجميع أساطيرماقبل الطوفان

ووضع النقاظ على الحروف المضيئة فيها

ثم اعتليتمنصّة السماء

فتوهجت روحي على طوالع الآلهة

وتباركت الأرض

وضجّت في أعماقها كل بذرة ذي حياة.

 

وأنا الذي أمسك بيد عشتار

وهي تجر ذيول الألوهية فوق السحاب

تتناثر من ضفائرها عطور الشموع المحترقة    

على طريق المجرات المؤدية إلى مخدع دوموزي المقدس

في حين كانت أشجار الحنّاء تتمرّغ تحت قدميها

والطيور تحلق صادحة في هالة قدسيتها.

 

****     

نهض من بين ركام ذاته... مفعما بالأمل

مزهوا بالجينات التي ورثها عن جده الأول

سيّد الفصول الذي أوقد شعلة الحضارات على ذرى الجبال المضمخة بالجلالة

وتبوأ عرش الحرف

مستمتعا بمنظر الحوريات وهن يخرجن عاريات من أعماق البحر

وممتعا ناظريه بقطعان الملائكةتنعكس ظلالها في مرايا الصباح

وقبيل الغروب

تصير ضفادع تلتهم أوراق الصفصاف من ضفاف الأنهار.

 

****

 

كلما ضاقت بي سنوات العمر العجاف

أمصّ رحيق رؤوس أصابعي المخضلة برضابشفاهالعرّافات

وأعود إلى مرابع طفولتي المطرّزة بأغنيات عرائس الأنهار

ومواويل جنّيات الغابات المسحورة

أستلهم منها أحلامي وأوهامي وفراديسي المفقودة

لأعاود عزف ألحاني الأزلية على أوتار المطر

بشغف الشعراء الذين يتطوحون في عوالم لاماض لها

ولاحاضر... ولا مستقبل.

أذوب في العشق المتناغم بين الموجة المراهقة

والصخرة الدهرية الناعسة بين جفون الخلجان

وأتجدّد مع قطرات الشمس التي توزع أشواقها اللذيذة

على البشر والشجر والماء والحجر

ثم أستريح على حافة الأبدية

لأشم رحيقالأعشاب النابتة فوق قبور الأجداد

في محراب الوطن الذي يتضور أمنا وسلاما

بين مخالب وبراثنأبالسة الموت الذينانبثقوا من لهيب نار

والدماء تشخب من أفواههم.

.

****

 

سأعود يوما إلى رحم عذراء يصطفيها الضوءالأزلي الخلاق

لأولد فقيرا ملوثا برذاذ النبوءات

مضرجا برحيق الطفولة...مضمخا بخضاب الكبرياء.

****

كيف لي أن أتلمس طريقي إلى الله

بين شعوذة االكهان وهلوسات الأنبياء؟

****

في منتصف الحلم  

 أتسلق جبالاً أسطوريّة

وأغور في وديان ليس لها قرار

وأخوض في قلب المتاهات في الصحراء

بحثا عن ذكرى وجهي أمي العصي عن النسيان

والذي لازال يضيء ذلك البيت العتيق... وقلبي.

 

****     

كان وطني صغيرا على مقاسي

والأوطان الأخرى لم تستوعبني

لذلك بقيت على هامش التاريخ

خارج المقاييس والحدود

وشما على جبين الشمس

غيمة زاجلةفوق مرج ذابل

ترقص على سجادة الريح على إيقاع رعشات الرمال

وتفتح ذاكرتها الفوسفورية المتقدة

لتجليات الرؤى النبوية

لمجدها تنحني الغابات العطشى

وعصافير النار الجذلى

 

****

 

وأنا أسوق قطعاني إلى مراعي النجوم

لمحت من كوة الغيم شذّاذ آفاق يحطون رحالهم على مشارف الإيساگيلا

ينجّسون قدس أقداس الوطن بأنفاسهم الملوثة بجراثيم الجاهلية الأولى

يحرثون أرض سومر بمخالبهم التي تقطر من دماء الأمهات الثكالى

يلطخون جدران زقورة أور بصور أسلافهم الديناصورية

ثم يمتطون صهوات الجراد

يطاردون ظلالالأسود على سفوح الجبال

ويقضون ظمأ على ضفاف الأنهار

يؤبنونهم بدو رحل بأبيات من شعر تأبط شرا

ويهيلون عليهم التراب

ويمضون في طريقهم صوب الشام

ليقايضوا آلهتهم بأقمشة يسترون بها عوراتهم

وينامون في العراء تحت ضوء القمر

على نباح الكلاب وعواء بنات آوى

يستيقظون مع مطلع الفجر أمواتا من الرعب

على هدير الزلزال الكبير.

 

****

يأتي كصرير الموت

يتلو آياته الخرافية الممجوجة على مسامع القبور المسكونة بالأشباح

يلتهم أوراق شجيرات الغيم

وينتهك حرمات السنابل العذراء

يعربد في أعشاش العصافير الآمنة المستكينة

يقتحم محاريب الأنبياء

ليعبث بأيقونات الشهداء المنفيين من الفردوس الأزلي

إلى جحيم الغربة القاتلة

ويسرق أحلام الأطفال

ثم يمتطي متن العاصفة

بحثا عن الأصداف المتلألئة على شواطئ المدن المنكوبة.

 

****

في كل مساء ترفرف روح الله على قرى الخابور المهجورة

وتدخل عشتار بيتا بيتا

لترش الملح على العتبات

تمسّد صور القديسين المعلقة على الحيطان

تبارك جذوع الأشجار التي لم تزل تنبض بالحياة

ثم تنتظر على مفرق الطرق قدوم العاصقة

بينما يقف ديك الوعد في انتطار فجر جديد.

 

****

شعب تراوده الأحلام... لن يموت

وآثار الأقدام المطبوعة فوق الصخور

من المحال أن تنمحي أوتزول.

****

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.