كـتـاب ألموقع

رأس السنة الآشورية// آدم دانيال هومه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 آدم دانيال هومه

 

 

عرض صفحة الكاتب

رأس السنة الآشورية

آدم دانيال هومه

 

في الأول من نيسان

تُترك جميع نوافذ وأبواب الكون مفتوحة على مصاريعها على مدار الليل

ليدوّي في الأرجاء صهيل خيول الرعد

ويتناثر فيها عبق شظايا البرق

ويطهّرها بخور رذاذ المطر

وقبيل انبثاق الفجر

تُزفّ الأرض إلى السماء

ليبدأ العرس الإلهي البهيج.

 

حين تعبر عشتار برزخ الموت إلى شاطئ الحياة

يشعّ من محياها الألق والبهاء

وهي تتوشّح بأثواب السيادة والسلطان

لابسةً قلادتها اللازوردية

وشادّة إلى وسطها ألواح الأقدار السبعة المقدّسة

وعلى رأسها يشعّ التاج العظيم

ولدى إطلالتها وهي ممسكة بيد دوموزي المتميّز

الذي أنقذته من براثن العالم الأسفل

يتهلّل وجه البراري والوهاد والنجاد

وتفترّ ثغور الجداول والسواقي

ويبدأ الانتعاش والانبعاث من جديد

وتمشي عروس السماء مزهوة زاهية بين الحدائق والكروم

تسير في معيّتها جميع الآلهة

وهم يرفعون ذيل ثوبها الموشّح باللآلئ المتموّجة الأنوار

تتفتّق تحت أقدامها أكمام البراعم وتويجات الكلأ

وتذيب أشعّة أهداب ثوبها الثلوج عن قمم الهضاب والجبال

فتجرف السيول أدران الطبيعة إلى قيعان الأودية السحيقة

وعلى وقع رنين خطواتها

تسري في جسد الأرض قشعريرة لذيذة

وتنبجس من بين مساماتها أفانين الأزاهير والورود والرياحين

وتنداح أنغام وأغاريد البلابل والطيور على أوتار قيثارة الشمس

وتسري نسائم الربيع المنعشة في أوصال كل ذي حياة.

 

في الأول من نيسان

يسير الأطفال مع الملائكة يداً بيد

يتقافزون بين الأعشاب النابتة فوق السطوح وعلى الجدران

ويتعلقون بجدائل قوس قزح

وعند حلول المساء... يدخلون بخشوع معبد (الإيساگيلا)

وينامون في أراجيح الأحلام

وتلهو العذارى حافيات على السندس الرطيب

تضفرن شعورهن بالبنفسج والياسمين

تتعمّدن في بحيرة الأقحوان

تتقاذفهن أمواج اللغة الرقيقة إلى مرافئ أحضان الأحباب

وتطرن إلى واحات المستقبل على بساط مطرّز بالأمنيات

والفتيان يمتطون صهوات الريح

يقطفون عناقيد الآمال المتدلية فوق أسوار حدائق بابل

ويطاردون الفراشات المتلألئة في آفاق القرى المتناثرة

على ضفاف الأنهار الخالدة

وقبيل الأصيل... يقيمون الصلوات على أرواح الشهداء

ويلملمون زنابق دمائهم المتناثرة في الوديان

وفوق سفوح وقمم جبال آشور

والشيوخ يجلسون على أرائك الذبول في شرفات الغروب

يقلّبون صفحات الذكريات

وهم يتقطّرون شوقاً ولهفةً إلى مرابع الطفولة والشباب

التي كانت تزخر يوماً باللوز والرمّان وقصب السكر.

كل شيء نضر وجميل في هذا اليوم

حتى خدود العجائز تتورّد كتفاح الخابور

قبل الحكم عليه بالإعدام.

 

في الأول من نيسان

يحتفل الله بعيد ميلاده.

،،،،،،،