اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل تشكل الأيديولوجيا عتلة نهضوية في دول العالم الثالث// د. عدنان عويّد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. عدنان عويّد

 

عرض صفحة الكاتب 

هل تشكل الأيديولوجيا عتلة نهضوية في دول العالم الثالث

د. عدنان عويّد

كاتب وباحث من سورية

 

إن الأيديولوجيا عندما تُستخدم عتلة نهضوية في مجتمع لم يحوز بعد على الظروف الموضوعية والذاتية التي تستطيع استلهامها, أو استهلاكها, أي التفاعل معها, أو تكون هذه الظروف ذاتها هي غير المنتجة لها, ستظل هذه الأيديولوجيا حكماً في حالة طيران أو مفارقة للواقع, أي تظل بعيدة عن متطلبات الواقع أو مطابقة قضاياه, وهنا ستتحول المشاريع الفكرية من خلال حملة مشروعها السياسي وبخاصة عند الأحزاب والتنظيمات السياسية,  عند تطبيقها إلى وسيلة تفقد سماتها وخصائصها النهضوية, وتمارس قسراً لتغيير الواقع أو ليّ عنقه, وخاصة إذا كانت الحوامل الاجتماعية لهذا المشروع أو ذاك غير حوامله الحقيقيين المعبرين عن مصالح الجماهير الحقيقية في المرحلة التاريخية المعيوشة, الأمر الذي سيزيد من تعقيد هذا الواقع وتعميق أزمته بدلاً من إفراجها. وهذا ماتجلى بكل وضوح في محاولات التطبيق العملي القسري لهذه الأيديولوجيات على الواقع العربي وفقاً لمبدأ (سرير بروكوست) في بعض التجار بالوحدوية السابقة, أو بعض محاولات التنظيمات الإسلامية الجهادية مؤخراً كداعش والنصرة مثلاً. أي هم عملوا على ليّ عنق الواقع المتجاوز زمنيا في معطياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وحتى الأخلاقية بالنسبة لهذه الأيديولوجيات التي تحملها و تسعى لتطبيقها هذه التنظيمات الإسلامية السياسية الجهادية من جهة. أو تخلف هذا الواقع نفسه في ظروفه المادية والفكرية بالنسبة للأيديولوجيات التي تحملها الأحزاب القومية الاشتراكية, أو الشيوعية ولي عنقه أيضاً - أي الواقع -كي ينسجم مع هذه الأيديولوجيات السابقة في معطياتها النهضوية موضوع البحث, على اعتبارها ممثلة لمصالح الجماهير أو الشعوب بنظر الحوامل الاجتماعية لهذه الأيديولوجيات كم جهة ثانية.

 

إذن إن التعويل على أي مشروع فكري (أيديولوجي), متعالي على الواقع – أي لايشكل وعياً مطابقاً للواقع -  من أجل تجاوز تخلف هذا الواقع وخلق نهضة فيه, هو غير قادر بالضرورة على تفسير هذا الواقع وتحليل أو الية عمله (الميكانزيم), وبالتالي لن يكون أكثر من محاولة للي عنق الواقع كما أشرنا قبل قليل, وفرض حلول لمشاكله من خارج ظروفه الموضوعية والذاتية. أي محاولة تغييره برؤى فكرية ذات طابع مثالي وحدسي وبراغماتي سطحي بالغالب, يعتقد حملتها أن هذه الرؤى الفوق تاريخية هي وحدها القادرة على تقديم الوصفات الجاهزة لكل زمان ومكان دون أي دون مراعاة لخصوصيات الواقع وطبيعة حركته وتطوره وتبدله, وهذا ماسيساهم بلا شك في تعميق أزمة هذا الواقع والأيديولوجيا المتعاملة معهمعاً.

كاتب وباحث من سورية

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.