كـتـاب ألموقع

الأسلمة السياسية -وصناعة سنوات الفشل والتدهور// عبد الجبار نوري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الأسلمة السياسية -وصناعة سنوات الفشل والتدهور

عبد الجبار نوري

السويد

 23-3-201

 

الأسلام السياسي مصطلح سياسي وأعلامي وأكاديمي أستُخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالأسلام بأعتباره نظاماً سياسياً للحكم ، ويمكن تعريفهً لمجموعةٍ من الأفكار والأهداف السياسية النابعة من الشريعة الأسلامية التي تستخدمها مجموعة من المسلمين الأصوليين الذين يؤمنون بأنّ الأسلام ليس عبارة عن ديانة فقط وأنما عبارة عن نظام سياسي وأجتماعي وقانوني وأقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة مثل أيران والسعودية ونظام طالبان السابق في أفغانستان والسودان والصومال ، وأنّهم يرفضون أي مصطلح سياسي بل يستخدمون عوضاً عنهُ الحكم بالشريعة أو الحاكمية الألاهية ، وتحاول هذه الحركات الأسلامية بطريقة أوبأخرى والأستفراد بهِ وبناء دولة دينية ( ثيوقراطية ) وتطبيق رؤيتها للشريعة الأسلامية ، وجُلْ هذه الحركات في هذه الدول المذكورة أعلاه فشلتْ وتركت الخراب وراءها وذلك لعشوائية برامجها وفوضوية التطبيق لها وتقاطعها مع التيارات اللبرالية والعلمانية التي تؤمن بالتعددية وتوجيه النقد الحاد للأسلمة الحاكمة بأحزابها الشمولية وكذلك أختلافها الشديد في الرؤية المستقبلية في بناء الدولة المؤسساتية .

ولورجعنا بالتأريخ السياسي إلى القرون الوسطى على مساحة الدول الأوربية لوجدنا ليس الأسلام السياسي وحدهُ يحمل جينات التخريب والعبث السياسي بل سيطرة (المسيحية  الكنسية السياسية ) على عموم أوربا المعروفة  "بالتسلط الكنسي" الذي نجح بتأسيس وأعلان نفسها بأنها كيان مستقل من الناحية القانونية والسياسية مما أتاح للكنيسة قوة سياسية وتأثير كبير على المجتمع الغربي بقوانينها النافذة وأمتد التأثير على السلطات القضائية وحياة الشعوب في جميع أنحاء أوربا ، فسيطرت الكنيسة على جوانب أجتماعية في الميراث والتعليم والزواج ، وأشاعتْ الجانب الروحي في تقديس الحكم بموجب نظرية "الحق الألاهي " ، وأحتكار الكنيسة لصكوك الغفران وهي نفس أفرازات الجهل والشعوذة في الأسلمة السياسية في تقديسها لولاية الفقيه ، والموت لمن يخرج على الحاكم بأعتباره ولي الأمر، وحصيلة السيطرة الكنسية الكثير من الأصطدامات والمذابح بين الكاثوليك والبروتستانت حتى مجيء مارتن لوثر الذي سفّه معتقدات الكنيسة الكاثوليكية وسمي عهدهُ ( عصر النهضة الأصلاحية البروتستانتية ).

الصحوة الأسلامية / شهد العالم في الثمانينات والتسعينات القرن الماضي مداً دينياً أو ما سميّ بالصحوة الأسلامية ، وشهدت هذهِ الحركات المسماة "بالأسلام السياسي" نشاطاً مؤثراً في تلك الفترة ، ويعتقد بعض المحللين السياسيين بأنّ هناك عوامل عديدة ساهمت في هذا النشاط مثل : 1- فشل القوميون العرب والتيارات اليسارية والشيوعية في أي تقدم ملموس في الواقع الأقتصادي المتردي في الكثير من الدول العربية . 2- قيام الجمهورية الأسلامية في أيران 1979 وقيامها بتصدير الثورة والتشيّع إلى المناطق الأسلامية . 3- أستلام الحزب الشيوعي الأفغاني السلطة في أفغانستان مما أثار صراعاً بين الكتلتين العظيمتين أمريكا والروس . 4- صعود محمد ضياء الحق إلى السلطة في الباكستان على أثر أنقلاب عسكري 1977-1988 ضد حكومة ذوالفقارعلي بوتو وأيدهُ الأسلاميون . 5- حرب الخليج الأولى والثانية . 6- التوتر بين السعودية وأيران المبني على التخوف السعودي من أنتشار الفكر الأيراني مما دفع السعودية على اعتماد أستراتيجية بديلة في منافستها لأيران بتقديم الدعم المالي واللوجستي للمدارس الدينية المتطرفة التي تحمل الفكر الوهابي مثل طالبان وميليشيات البوسنة والهرسك .7- وفي التسعينات أخذت حركات الأسلام السياسي طابعاً عنيفاً في الأصطدام بالخصوم السياسيين ومن أبرز هذه الأحداث هي صعود حركة طالبان إلى السلطة  في أفغانستان في تشكيل كيان سياسي وجغرافي والذي أصبح ملاذاً آمناً ونقطة أنطلاق لجماعات ( الأسلام السياسي ) ومن أبرزهم تنظيم القاعدة بزعامة أسامه أبن لادن ، وحزب العدالة والتنمية في تركيا ذو التوجه الأسلامي المحافظ بزعامة رجب طيب أردوغان بالفوز البرلماني بالأغلبية .8- أحداث سبتمبر 2001 والتي هي أنقلاب السحر على الساحر عندما ثارت ثائرة أمريكا وأندفعت إلى أسقاط حكومة طالبان في أفغانستان وأحتلال العراق وأسقاط نظام صدام  في 2003 .

ومن مظاهرالصحوة الأسلامية /1- نشطت الحركات الأسلامية منذ عام 1970 في بث الروح في الجسد الأسلام السياسي ، ومن الأمثلة على نجاح دعاتها هو زيادة الحضور في الحج إلى مكة المكرمة ، والذي نمى من 90000 حاج عام 1926 إلى 2 مليون حاج عام 1970 .2- تأسيس صندوق تدفقتْ منهُ مليارات الدولارات من السعودية لتمويل الكتب الأسلامية ، والمنح الدراسية ، وبناء المساجد ،في جميع أنحاء العالم .3-أعتماد العنف والترهيب والهجوم المسلح والتفخيخ والتفجيرات وتكفير المسلمين وغير المسلمين والأقليات الدينية وفوز الأخوان في  الأنتخابات المصيرية بقيادة " مرسي" .4-وفي 2013 حصل أتحاد بين القاعدة وجبهة النصرة وتكوين " داعش " الذي هو مختصر الدولة الأسلامية في العراق وبلاد الشام والتي أصبحت قوّة عسكرية ممولة من دول الخليج النفطية وبتأييد من المخابرات الأمريكية التي تنفذ مطاليب أسرائيل .5-ومن مظاهرالصحوة الدينية في العراق وجدت أحزاب الأسلام السياسي المتشكلة من ( الأخوة الأعداء) بعد 2013 أرضاً خصبة لنموهما وتوسعها وصعودها للسلطة بأتباعها أسلوب " الأنتخابات " وكان نصيب العراق من { الأسلمة السياسية} الخراب والدمار وأشاعة الفوضى السياسية وغياب دولة المؤسسات وديمقراطية عرجاء تخضع لمبدأ " المحاصصة " البغيضة والفساد المالي والأداري وبميزانية فلكية تقدر ب110 مليار دولار ولأكثر من عشرة سنوات والحصيلة وصّلوا العراق لعجز مالي يقدر ب30 مليار دولار وضعف المؤسسة الأمنية  وفلتان أمني وفقدان الأنتماء للعراق مما تعرض { للأحتلال الداعشي} الذي مزّق العراق شعباً وحضارة وتراثاً ---- وكان اللهُ في عون العرق المبتلى منذ تأسيسه !!! .

 

السويد 23-3-201