كـتـاب ألموقع

فوبيا "العمامة" و "الزيتوني" !// عبد الجبار نوري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الموقع الفرعي للكاتب

فوبيا "العمامة" و "الزيتوني" !

عبد الجبار نوري

السويد / 21 آب 2015

 

الأسلام السياسي مصطلح سياسي وأعلامي وأكاديمي أستُخدم لتوصيف حركات تغيير سياسية تؤمن بالأسلام بأعتباره نظاماً سياسياً للحكم ، ويمكن تعريفهً لمجموعةٍ من الأفكار والأهداف السياسية النابعة من الشريعة الأسلامية التي تستخدمها مجموعة من المسلمين الأصوليين الذين يؤمنون بأنّ الأسلام ليس عبارة عن ديانة فقط وأنما عبارة عن نظام سياسي وأجتماعي وقانوني وأقتصادي يصلح لبناء مؤسسات دولة مثل أيران والسعودية ونظام طالبان السابق في أفغانستان والسودان والصومال ، وأنّهم يرفضون أي مصطلح سياسي بل يستخدمون عوضاً عنهُ الحكم بالشريعة أو الحاكمية الألهية ، وتحاول هذه الحركات الأسلامية بطريقة أوبأخرى والأستفراد بهِ وبناء دولة دينية ( ثيوقراطية ) وتطبيق رؤيتها للشريعة الأسلامية ، وجُلْ هذه الحركات في هذه الدول المذكورة أعلاه فشلتْ وتركت الخراب وراءها وذلك لعشوائية برامجها وفوضوية التطبيق لها وتقاطعها مع التيارات اللبرالية والعلمانية التي تؤمن بالتعددية وتوجيه النقد الحاد للأسلمة الحاكمة بأحزابها الشمولية وكذلك أختلافها الشديد في الرؤية المستقبلية في بناء الدولة المؤسساتية .

ولورجعنا بالتأريخ السياسي إلى القرون الوسطى على مساحة الدول الأوربية لوجدنا ليس الأسلام السياسي وحدهُ يحمل جينات التخريب والعبث السياسي بل سيطرة (المسيحية  الكنسية السياسية ) على عموم أوربا المعروفة  "بالتسلط الكنسي" الذي نجح بتأسيس وأعلان نفسها بأنها كيان مستقل من الناحية القانونية والسياسية مما أتاح للكنيسة قوة سياسية وتأثير كبير على المجتمع الغربي بقوانينها النافذة وأمتد التأثير على السلطات القضائية وحياة الشعوب في جميع أنحاء أوربا ، فسيطرت الكنيسة على جوانب أجتماعية في الميراث والتعليم والزواج ، وأشاعتْ الجانب الروحي في تقديس الحكم بموجب نظرية "الحق الألهي " ، وأحتكار الكنيسة لصكوك الغفران وهي نفس أفرازات الجهل والشعوذة في الأسلمة السياسية في تقديسها لولاية الفقيه ، والموت لمن يخرج على الحاكم بأعتباره ولي الأمر، وحصيلة السيطرة الكنسية الكثير من الأصطدامات والمذابح بين الكاثوليك والبروتستانت حتى مجيء مارتن لوثر الذي سفّه معتقدات الكنيسة الكاثوليكية وسمي عهدهُ ( عصر النهضة الأصلاحية البروتستانتية ).

المضمون // بعد هذه المقدمة التأريخية ندخل في التحليل السوسيولوجي للنخبة الأسلاموية التي بيدها القرار السياسي  في  العراق والمتمثلة ب{ الأئتلاف الوطني} الذي يضم دولة القانون والوطني والدعوة والفضيلة ، فأنّ الفاصل التأريخي 2003 أصبح محفوراً بالذاكرة العراقية كقبل الميلاد وبعد الميلاد في أنتقاله من محرقة الحزب الواحد الشمولي بحروبه العبثية ومقابره الجماعية ال 300 ومئات السجون السرية ودهاليز معتقلاته الرهيبة التي تسلب البطاقة الشخصية أولاً قبل سلب الروح والجسد ليستقر في المجهول وهذا هو الزيتوني وثُمّ عبور العراقي المتعب والممزق داخلياً تسحبهُ خطواته الثقيلة إلى جحيمٍ ثاني بأبوابه السبعين وليست السبعة وهو في غيبوبة اللأوعي يحلم سوف يتنعم بالحرية ويملآ جوفه الخاوي ب50 مفردة غذائية من البطاقة التموينية الوهمية والمسروقة مسبقا والمستقرة في علاوي جميله لأنّ الذين دخلوا بدبابات العم سام ومنهم " الأسلامويون " الذين أستلموا السلطة ل13 سنة  ملآت شعاراتهم ( ساحة رأس الأغر ) كل يوم سبت في لندن في عهد النضال السلبي  بأنهم سوف يقودون العراق الى الفردوس المفقود وسوف  ينقذونه من الفقر والجوع والمرض بحيث يجعلون الياباني والسويدي يطلب اللجوء في العراق المنّعم بجال رجال " العمامة" الأسلاموية وأذا بحلاوة الكرسي ولذة التسلط غيّروا آيديولوجيتهم 360 درجة وأقنعوا الشعب بأنّهم راديكاليون أصلاحيون للمجتمع العراقي جذرياً وسموا أنفسهم ب( الأئتلاف الوطني) وهم بالحقيقة الأخوة الأعداء همهم التسقيط السياسي والفرصة الثأرية ضد بعضهم البعض فهي أحزاب مشوّهة وخالية من أية فكرة أنسانية تقدمية متحضرة جعلت من التدين الأسلاموي " ورقة توت يسترون به عوراتهم بيد أنّ ثورة جمعة الغضب والتظاهرات الجماهيرية أسقطت الورقة وأشرقت الشمس لتكشف اللصوص وبائعي العراق  (شلع ) أرضا وشعبا وتأريخا ---- ونطلب من المتظاهرين أنْ يضيفوا مطلبا آخر جديداً { دوله---- دوله مدنية لا دولة دينية } وهي مشرعنة من المرجعية لأنّ ما شاهدناه ولمسناه من حكامنا الأسلامويين يفوق الخيال في عبث صبياني وفساد مالي وأداري غير مسبوق في أية جزيرة نائية في المحيط الهادي أو غابات الأمزون لقد فقدوا شرعيتهم في البقاء بعد أن أهانوا عمامة رسول الله وجعلوه كفوبيا الشعب العراقي من الزيتون.

 وجدت أحزاب الأسلام السياسي المتشكلة من ( الأخوة الأعداء) بعد 2013 أرضاً خصبة لنموهما وتوسعها وصعودها للسلطة بأتباعها أسلوب " الأنتخابات " وكان نصيب العراق من { الأسلمة السياسية} الخراب والدمار وأشاعة الفوضى السياسية وغياب دولة المؤسسات وديمقراطية عرجاء تخضع لمبدأ " المحاصصة " البغيضة والفساد المالي والأداري وبميزانية فلكية  سنوية تقدر ب130 مليار دولار ولأكثر من عشرة سنوات والحصيلة وصّلوا العراق لعجز مالي يقدر بأكثر من 36 مليار دولار وضعف المؤسسة الأمنية  وفلتان أمني وفقدان الأنتماء للعراق مما تعرض { للأحتلال الداعشي} الذي مزّق العراق شعباً وحضارة وتراثاً ---- وكان اللهُ في عون العرق المبتلى منذ تأسيسه !!! .

السويد / 21 آب 2015