اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ثورة الأمام "الحسين" مدرسة لتعليم ثقافة التغيير!// عبد الجبار نوري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

ثورة الأمام "الحسين" مدرسة لتعليم ثقافة التغيير!

عبد الجبار نوري

ستوكهولم – السويد

 

توطئه /هناك أحداث جسام في التأريخ العربي الأسلامي ، وخاصة عندما نتوغل في سبره العميق وزاياه المظلمة نتلمس واجهة مظلمة فعلاً في العهد الأموي ، تلك الحقبة السوداء التي تجلت فيها حكومة " نظرية الحق اللآلهي" وحسب آيديولوجية دينية راديكالية ، وأحياناً  متشددة ، تحكم بموجب ( (منطق القوّة لا قوّة المنطق ) لتحافظ على كرسي الحكم ( قُدِس سرهُ )، ويشرعن لنفسه البقاء وبالتسلسل الوراثي المقيت كما فعل " معاوية " حين أغتصب الخلافة بقوة السيف والدينار الشامي والولائم الدسمة ، مخالفاً أبسط المباديء والقيم الخلقية عندما مزّق ورقة العهد بينهُ وبين البيت الهاشمي ، والذي يعتبر وشماً أسوداً بارزاً في ذاكرة تأريخ بني أمية ، المتمثلة بفتوى الظلالة " الخروج عن طاعة الحاكم المتسلط على رقاب العباد يعتبر كفراً يستحق الموت " وهذه الفرية الغريبة والمرعبة تعتبر ورقة جاهزة لسحق الكثير من الثورات والأنتفاضات وكم الأفواه ومنها " ثورة الحسين" حيث يقول علماء السوء والظلالة قي يومنا هذا { خرج سيدنا الحسين على سيدنا يزيد } أي منطق في هذا القول ؟ شتان بين الثرى والثريا .

العرض /أنّ أستذكار ثورة عاشورا أو معركة الطف أو واقعة كربلاء 61 هجرية -680م في أرض كربلاء العراق بين الجيش الأموي الحاكم – في عهد يزيد أبن معاوية -  بتعداد أكثر من 30 ألف من جند الشام جلهم مرتزقة متخاذلين أنتهازيين علماء وعاظ السلاطين لنيل جائزة الأمير ولم يحصلوا عليها  ، وبين الحسين أبن علي وعيالهُ وأصحابهُ بتعداد 80 رجل فقط ، يبدو عدم التكافؤ واضحاً بين الفئتين في العدة والعتاد بالأضافة إلى شراسة العدو وتجرده من أبسط قبم الأنسانية والفروسية عندما أقدم على حرق خيام عياله ، وسبي نساءه وقطع مياه نهر الفرات عن جيشه ، والحصيلة النهائية حُسمتْ لصالح جيش يزيد بقيادة عبد الله أبن زياد وعمر أبن سعد أبن أبي وقاص في  اليوم الثالث من شهر محرم الحرام ، ولكن أرشيف التأريخ المنصف للشعوب المقهورة التواقة للحرية والأنعتاق سجل للحسين وأنصاره مآثر ثرة في الخلود والذكر الحسن والأباء والصبر والصمود ، فتحولت تلك القيم والمثل إلى مؤسسة أممية ، سميت ب( مدرسة الحسين) يدرس فيها ثقافة " التغيير" لمعالجة الأوضاع السيئة بثورية وجذرية ، لذا نستشف ونستقرأ هذه العبر والدروس التي صارت خارطة طريق للثوار في مساحة واسعة في تأريخ الشعوب وهي :

 

1 –وجد التأريخ في شخص قائد المعركة " الأمام الحسين "طوداً شامخاً في الأباء والصبر والصمود ، والتضحية في سبيل المباديء النبيلة ، بدل الخنوع والذلة وهو القائل :{ أرى الموت آلا سعادة ، والحياة مع الظالمين ألا برماً وسأماً } ، فقد جمع الحسين جميع صفات القائد المحنك ، بشجاعة نادرة ، فلم ينحني بالرغم من مقتل أولاده ، وأخوته وأعز أصحابه ، فلم يركع حين تمزّقت رايتهُ ولم ( تُنكس ) وحين تمزقت أشلاءهُ ولم ( يركع ) ولم ( (يهن)أي جبلٍ أنت يا مولاي؟؟؟.

2- أنها حربٌ عقائدية  عند الحسين وأتباعه وهو القائل { لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً أنما خرجتُ لطلب أصلاح الأمّة ، وأصلاح أخلاقي في ضياع أبناء جيلهِ وهنا قال الأديب اللبناني " جورج جارداق " كان جند يزيد يقولون كم تدفع لنا من المال ؟ أما أنصار الحسين يرددون { لو أننا نُقتل سبعين مرّة ، فأننا على أستعداد أنْ نُقتل أخرى } وأنها عزة العقيدة في أعظم تجلياتها حين تكون الشهادة في سبيل الحرية أرفع وأسمى شهادة يكتبها التأريخ في أرشيفه السرمدي ، وأنّ الشهادة تزيد في أعمار المستشهدين ( حين نرى أستشهاد " عبد الله الرضيع " الذي يعتبر اليوم من كبار عظماء الرجال .

3- وسجل الحسين للشعوب المقهورة والمضطهدة اللاحقة " ثقافة الثورة والتغيير لتحقيق بيئة صحية نظيفة في السياسة وأدارة الحكم ورعاية الأمة والعجيب أن ذكرى عاشورا الثورة تتكرر في كل عام مختزلة الزمن والمكان ، وعلى خطا المدرسة الحسينية أنتفض الشعب العراقي بأغلب محافظاته بتظاهراته المعروفة بتظاهرات "ساحة التحرير " لمرور العراق بأسوأ فترة مظلمة وسوداوية منذ تأسيسه ، ومرور 13 سنة وقيادة فاشلة تمزقها المحاصصة ، ترتبط بأجندات خارجية ، وأصبح وطننا في مهب الريح ويعبث فيه لصوص المال ومافيات التخريب  ووقف الشعب على خزينة خاوية ومُصفّرة ، وأنعدام أبسط مقومات الحياة ، والميليشيات تجوب البلاد عبثاً وتخريبا ً وباعوا الوطن العزيز للأجنبي بأبخس الأثمان ، وبألف أبي " رُغالٍ" سلموا مفاتيح الوطن لأسوأ محتل داعش ليدير مقود سفينة العراق إلى الوراء بألفٍ ونيّف من السنين لتحكم بنظام الخرافة التي فشلت في وقتها في أستيعاب الجميع ،

4- فضحت نهضة الحسين علماء السوء وعاظ السلاطين .

5- أنّ نهضة الحسين فكرة وليس دم ، أنها ثورة وعَلَمْ ،

الأمام الحسين في أقوال فلاسفة ومفكرين وقاده --------------------------------------------

-الكاتب آرنست همنكواي / أنّ الحزن الذي سببه مصرع الحسين ظلّ يلتهب في قلوب الناس سبب الفاجعة الأليمة التي أقترفتها تلك الزمر المتعطشة لدماء الأبرياء .

- الرئيس التركي " كمال أتا تورك " / أنّ الحسين علّمنا دروساً في النضال والصمود ، لذلك أنتصرنا على أعدائنا .

- كولد فالدهايم / الأمين العام السابق للأمم المتحدة / الحسين تأريخ حافل بالمآثر والتضحيات من أجل أحقاق الحق ودحر الباطل .

- هتلر/ الزعيم الأماني مخاطباً جيشه { أثبتوا في القتال كما ثبت الحسين أبن علي وهم نفر قليل بين ألوف تفوقهم عدداً ، فنالوا بذلك الشرف الخالد

الخاتمة / أستميحك العذر سيدي ومولاي لا تصدق بعض حكامنا بكاءهم ولطمهم عليك ومسيرتهم الراجلة ، ولبسهم السواد ، فأنهم أستباحوا أمة جدك " محمد " فأنّ قلوبهم معك وسيوفهم عليك كما قال لك الشاعر" الفرزدق " عن أخبار أهل الكوفة ، وما أنت يا حسين بطائفة أو فئة بل أنت أمّة للنهوض بل أنت ثورة ووعي ونهضة ، وأنت ملك ليس كباقي الملوك ، وأمير ليس كباقي الأمراء ، وقائد ليس كباقي القادة ،وأنت يا أبا عبد الله شامة في جبين آل بيت رسول الله ، فحبك أيمان ، ومبغضك منافق ، فثورتك النار الكبرى التي أحرقت يابس فساد الحكم الأموي لتخضر الأرض ثانية بما سقيتهُ بدمك الشريف  ، فأين نحنُ من الحسين ؟ أنّهُ والله دستور أممي أنساني ، وأنّي أقف بأجلال أمام مقولتك الثورية { مثلي لا يبايع مثله }

 

19-10-2015

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.