اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي (3)// عبد الرضا حمد جاسم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبد الرضا حمد جاسم

 

عرض صفحة الكاتب 

السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي (3)

عبد الرضا حمد جاسم

 

يتبع ما قبله

 

حَّيْرة واجتهاد ليس فيه حسم ولا جزم وهو: أن لا تعريف او  توضيح او توصيف متفق عليه للسعادة منذ الفلاسفة الأوائل لليوم... غير ان الاغلب الأعم وبعد ما اصابهم من حيرة توصلوا الى انها ""فردية/ شخصية"" لتتوسع الكارثة مع الارتفاع الهائل لعدد سكان المعمور حيث وصل العد الى اكثر من (8) مليار نسمة وهو في تصاعد وفق متوالية هندسية بعد ان كان زمن الفلاسفة بضع ملايين... والمشكلة الاعقد ان البشر اليوم أصبح سلعة حيث لها موقع في البورصة... انا هنا وفي هذا العالم السلعي الذي يديره ويسيطر عليه التكالب والبورصة عالم الاجرام والقتل والانتهاكات والاحتلالات والفقر والامراض والأوبئة والانحرافات والمخدرات "سلعة" والعنصرية والتقلبات المناخية والتهديدات النووية... أقول ان كلمة/ مفهوم/ مصطلح السعادة يمكن ان يكون محصور او وصفها محصور في  ثلاثة كلمات/ مفاهيم/ صفات بل هو العصير المُرَكَّز لخليط هذه الثلاثة ويمكن لم يفكر ان يكون مجتهد ان يضيف عليها و الثلاثة هي:

1 ـ اخطبوط / اخطبوطية: صفاته انه رخوي/ لا عظمي يمكنه الاختباء بذكاء من خلال تغيير اللون او الشكل لا حدود لطوله او عرضه او حجمه او مساحته ... مع ذلك فعمره قصير ومتنوع في كل مكوناته ومركباته

 

2 ـ هُلامْ / هلامية: مخادع متعدد الفوائد والاستعمالات مخادع لا يمكن الوقوف عليه وحتى لو وصلت اليه/ ايهرب تهرب منك وان حاولت مسكها تتسرب من بين يديك "الفسلجية/ العضوية" والعقلية.

 

3 ـ سراب/ "سرابية": [.... وكانت سرابا] يركضون باتجاهها متصورين / متمنين/ مخدوعين انهم سيصلون... لكن الصدمة تلطمهم دون ان توَّعيهم... يشعرون/ يعرفون انه يهرب منهم ولا يمكنهم الوصول اليه لكنهم فرحون بذلك الى ان يعيهم الركض ويستنفذ قواهم ويطرحهم ارضاً وهم بفرح ورجاء الى ان يموتوا/ يُقبروا عطشاً او جوعا. كما حصل قبل أيام ببعض أفراد من كينيا عندما جوعوا انفسهم في طريق وهمهم من انهم سيفوزون بالسعادة ويشبعوا بتناول العشاء المقدس لكنهم لم يفلحوا... وربما بعد ان انهارت قواهم بسبب الجوع... نَدِموا ساعة لا ينفع الندم... فماتوا.

 

و يمكن ان نظيف للثلاثة رابعة:

4 ـ  قوس قزح: يُرى ولا يُلمس بعيد لا يناله او يطاله او يستفيد منه احد... يطل احياناً ناصعاً واحيان أخرى خافت... قيل انه شيطان وقيل انه مَلَكْ السحاب... واعتقد انه السعادة هي مَلَكْ من الملائكة... لا تقترب منا ولا نقترب منها... حيث في الحالتين نحن خاسرين.

.........................

بخصوص السعادة كتب البروفيسور قاسم حسين صالح في مقالته (رسالة الى نفسي) بتاريخ 02.10.2009 التالي: ((الواقع ان كثيرين منا يحمل مفهوماً مثالياً عن السعادة وهؤلاء لن يصلوا لها ولا يستمتعوا بالحياة. فالسعادة الواقعية لها معياران: ان يكون وضعك الحالي افضل مما كنت عليه، وان تكون بمستوى اقرانك في الوظيفة أو المهنة أو المكانتين الاجتماعية والاقتصادية)) انتهى

 

أقول: حدد البروفسيور قاسم حسين صالح مفهومين للسعادة هما المثالي والواقعي وبَيَّنَ حاسماً جازماً بأنَ أصحاب المفهوم المثالي لا يصلون للسعادة ولا يستمتعوا بالحياة.

 

نعم عزيزي بروفيسور قاسم حسين صالح  إن هؤلاء لا يصلون لها حالهم في ذلك حال الراكضين باتجاه السراب او الذين تضوروا جوعاً وماتوا حال من البعض من مواطني كينيا... ولكن كل أصحاب المفاهيم الأخرى بمن فيهم اتباع المفهوم الواقعي ما وصلوا اليها ولن يصلوا... هذا بخصوص الوصول اليها اما ما يخص "ولا يستمتعوا بالحياة" هنا نتوقف حتماً فالموضوع فيه وجهات نظر تطرح أسئلة منها السؤال التالي:

كيف توصل البروفيسور قاسم حسين صالح الى هذه النتيجة وب "هذا/ ذلك" الحسم والجزم "لا يستمتعوا بالحياة" في هذا العالم المترامي الذي غالبيته من اصحاب المفهوم المثالي للسعادة؟

 

كما أتصور فأن السواد الأعظم من العراقيين/ البشرية هم من هذا الصنف "المفهوم المثالي" وهؤلاء توصلوا صمتاً بعد ان تاه عليهم معنى السعادة الى ان يتخيلوها ويعيشوا بأمل الاقتراب منها او العيش فيها يوماً وربما وضعوا لها صورة قريبة من الموعودين بها وأقصد الجنة فهم في اغلبهم يسرحون كثيراً في تصورهم عن الجنة وكيفية الوصول اليها وبذلك تكون سعادتهم هي الجنة وعليه فهم يسيرون في حياتهم على صفاء النية وهم مستمتعين معتمدين على ان خزندار السعادة غفورٌ رحيم ووفق انما الاعمال بالنيات وهم بذلك يحاولون التمتع بحياتهم على بساطتها فسعادتهم ربما في زيارة قبر او رؤية محب غُيَّبْ او في تقديم الخمس والزكاة وهو يسيرون باتجاه سراب هم صنعوه على امل تحقيق سعادتهم بشربة ماء منه.

 

أما بخصوص السعادة الواقعية حيث لم اجد على محدودية اطلاعي ممن كتب عن السعادة "الواقعية والمثالية" من جزم بأن حدد معيارين لا ثالث لهما انما تركوا الامر مفتوحاً دون تحديد... واعتقد ايضاً ان هذين المعيارين لا تلمهما كلمات ولا امنيات ولا تحركات ولا طموحات ولا رغبات ولا احتياجات بحيث كلما خطى احدهم/ انسان خطوة في طريق سعادته الواقعية كما يتصور وحققها وجد نفسه باحثاً بقلق عن الخطوة التالية التي تُلغى السابقة بهوس بحثة عن موضع الخطوة الجديدة ""الوصول الى القمة سهل لكن البقاء عليها صعب وربما مُهلك""... [اعتذر عن تكرار كلمة أتوقع التي لم اجدها فيما قرأت من كتابات البروفيسور قاسم حسين صالح ... ربما من نقص فهمي لِما قرأت].

 

المعيارين الذَّين حددهما البروفيسور قاسم حسين صالح للسعادة الواقعية هما:

المعيار الأول: ـ (ان يكون وضعك الحالي افضل مما كنت عليه) انتهى

 

 الكل يتمنى ذلك... لكن الصعوبة هنا في ما هو المقصود ب"الوضع الحالي" فهناك وضع خاص ووضع عائلي وضع عام... الخاص يتشعب الى الوضع في موقع العمل والوضع صحي والوضع اقتصادي... اما الوضع العائلي فهو يشمل وضع افراد العائلة صغيرهم وكبيرهم ومعهم العائلة الأكبر وكذلك وضع العوائل وافرادها في محيطها اما الوضع العام فهناك الوضع الأمني والضوع السياسي  ووضع السوق ووضع الخدمات المتنوعة العامة والخاصة... ومن كل وضع الأوضاع  يمكن ان يظهر وضع.

 

هل يكون سعيداً من يتقدم وظيفياً وينتكس صحياً؟ هل يكون سعيداً من يتحسن وضعه المالي/ الاقتصادي وينتكس صحياً وعائلياً؟ هل يكون سعيداً من يتقدم علمياً ويُضطهد سياسياً واجتماعياً؟ هل يكون سعيداً من يتحسن وضعه العائلي وينتكس اجتماعياً؟ وهناك سلسلة طويلة لا حدود لها من هذه ال "هل يكون سعيداً إذا...."

 

أعتقد انه لا يوجد انسان في الكون وضعه الحالي افضل من مما كان عليه للدرجة التي تجعله سعيداً بما فيهم الرؤساء والملوك والامراء والعلماء والأثرياء والمشاهير على كل الصُعُدْ... قد يكون راضياً قنوعاً بما وصل اليه والرضا والقناعة كنز كان لا يُفنى واليوم سهل ان يُفنى...لكن من منهم يتوقف عند رضاه وقناعته؟ الأغلب الأعم في عالم السلع اليوم الذي اصبح فيه واضحاً ان الانسان أصبح سلعة... وحين يصل هذا الانسان المُسَّعَرْ الى نقطة/ درجة الرضا والقناعة سيجد نفسه ومن ضمن سعادته ان يبحث عن رضا وقناعة اعلى ان صح القول وهذا ضمن الطموحات وهي ضمن الاحتياجات وهي في الطريق الموحش المؤشر على اول عمود فيه انه طريق السعادة... اي يبحث عن ارتفاع سعر اسهم هذه السلعة في البورصة.

 

المعيار الثاني: ـ (أن تكون بمستوى أقرانك في الوظيفة أو المهنة أو المكانتين الاجتماعية والاقتصادية) انتهى

 

نعم قد يشعر بالرضا عندما يكون بمستوى اقرانه بالوظيفة او المهنة والمكانتين الاجتماعية والاقتصادية ونفترض تحقق ذلك و"حصل على السعادة"... كيف يحافظ عليها او يتمسك بها وهو الطامح الى التَّميز؟ وهنا سؤال يقول هل هناك شخصين بنفس المستوى بالوظيفة او المهنة او المكانتين الاجتماعية والاقتصادية في العراق او في كل العالم/ البشرية.

 

انت عزيزي بروفسور قاسم كنتَ لفترة طويلة أستاذ جامعي وكنت بمستوى اقرانك في الوظيفة والمهنة والمكانة الاجتماعية والاقتصادية ابان فترة الحصار الظالم على الشعب العراقي في التسعينات الفائتة عندما كان مُرَّتَبَكِ الشهري وغيرك من اقرانك ربما لا يساوي ثمن طبقة بيض او سعر كيلو لحم... فهل كنتَ سعيداً لأنك بمستوى اقرانك في الوظيفة او المكانتين الاجتماعية والاقتصادية؟.. ربما كنت افضل منهم اقتصادياً!!! لكن هل هذا اسعدك وانت ترى اقرانك يعرضون مكتباتهم الخاصة للبيع او شبابيك غرف بيوتهم... هل كنت سعيداً عندما كنت بمستوى اقرانك في الوظيفة والمهنة والمكانتين الاجتماعية والاقتصادية خلال الحرب الطائفية في العراق؟

 

وهناك امثلة كثيرة يمكن ان تُعرض في هذا الجانب.

 

يتبع لطفاً

 

عبد الرضا حمد جاسم

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.