اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي (5)// عبد الرضا حمد جاسم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبد الرضا حمد جاسم

 

عرض صفحة الكاتب 

السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي (5)

عبد الرضا حمد جاسم

 

يتبع ما قبله لطفا

 

3 ـ هرم ماسلو للحاجات الإنسانية

أقول: أن هذا الهرم هو نظرية سيكولوجية اقترحها ابراهام ماسلو بعنوان "نظرية في التحفيز الإنساني" نشرها عام 1943م... وهي من خمس مستويات/ طبقات دَّرَجَها ماسلو من قاعدة الهرم الى قمته حسب الصورة/ النموذج أعلاه (واحدة من عدة صور/ نماذج منشورة عن هرم ماسلو) وهو من خمسة مستويات من الأهم/ الأكثر أهمية صعوداً الى المهم... أختارها البروفيسور قاسم حسين صالح وقال عنها انها (افضل نظرية بعلم النفس عن السعادة) وتأكيداً على تبحره/دقته في دراستها أضاف التالي: [برغم انها ما كانت خاصة بها]... وربما تَفَّرَدَ في ذلك حيث لم اجد من اختارها كنظرية لقياس السعادة من الذين قرأت لهم عن السعادة.

 

 

 

المستوى الأول/ الطبقة الأولى كما يظهر في النموذج/ الصورة وهو/ هي الأكثر سعةً كما في كل هرم... خصصه/ا ماسلو(أو واضع هذه الصورة/ النموذج) وأكده البروفيسور قاسم للاحتياجات الفسيولوجية... ورد في هذا الهرم (الصورة/ النموذج) ان تلك الاحتياجات هي: [التنفس والغذاء والماء والإخراج والنوم والجِماع] ويمكن إضافة السكن وفي كل الأحوال عرقلة وصول الانسان الى سد حاجته للأمور الأخرى غير الطعام والماء هي منغصات تُذْهِبْ السعادة وتربك الانسان وربما تدفعه الى الاجرام او تدمير حياته وحياة عائلته وتجعله يدور في دوامة الحزن والقلق... وبالتالي لا يرتقي / يصعد الى المستوى/ الطبقة الثاني/ه من الهرم.

 

.... لكن البروفيسور قاسم حسين صالح اجتهد وحددها فقط ب (الطعام والماء)... حيث كتب التالي: [الحاجات الفسيولوجية.. وتعني حصول الانسان على الطعام والماء بما تؤمن بقاءه في الحياة، وقد وضعها في قاعدة الهرم لأن الانسان بدونها يموت]. يقصد ب"وضعها ماسلو".

 

أقول: ربما الغى البروفيسور قاسم موضوع التنفس لان الهواء/الاوكسجين لا يمكن منعه عن الانسان... لكن الاحتياجات الأخرى وبالذات "اخراج الفضلات شبه الصلبة والسائلة" قد تؤدي الى الموت او قد تؤدي الى قلق لا يمكن تصوره وكذلك الحال مع النوم والجنس حيث يؤديان الى خللٍ ما أكيد يؤثر على الانسان والمشكلة الكبرى التي تفند اختيار هذه النظرية / الهرم كأفضل نظرية للسعادة هو اتساع تلك الاحتياجات وتنوعها وتدَّرجها فلا يكون سعيداً من جاع لكنه يفرح برغيف خبر فقط وعند حصوله عليه يبحث عن أشياء أخرى ولا يطمئن الا ان يكون هناك خزين كافي له ولأفراد عائلته من الطعام المفيد والمتنوع والجيد النوعية ويكون تحت اليد في كل الظروف... وهذا يجري على كل الاحتياجات المذكورة في "الصورة/ الهرم" او في ما كتب البروفيسور قاسم حسين صالح ويمكن التوقف عند هذا المستوى/ المقطع من الهرم لولا بعض الإضافات التي وضعها البروفيسور قاسم على بعض مستويات الهرم الاخرى.

 

وبالذات ما سطره في ختام ما كتبه عن تلك المستويات/ الاحتياجات حيث كتب التالي: [المهم هنا.. ان الانسان لا ينتقل الى الحاجة التالية الا بعد ان يشبع التي قبلها.. بمعنى، انه لا ينتقل الى الحاجة الاجتماعية المتمثلة بتكوين علاقات وصداقات مع الناس ما لم يكن قد اشبع حاجاته الفسيولوجية وحاجاته الى الشعور بالأمن والطمأنينة. والأهم..] انتهى

 

اشعر ان هذا القول عجيب وغريب ومنفصل عن الواقع والعلم. كم جائع في الكون وكم مشرد وكم انسان تعيس او متألم او حزين او محروم من ابسط الاحتياجات ولديه صداقات وعلاقات قد تصل أحياناً الى الحميمية؟ هل هناك انسان في الكون اشبع حاجاته الفسيولوجية ومطمئن عليها ولا يبحث عن درجات عالية فيها او يفكر بقمتها في كل العالم؟؟

 

نضطر هنا الى الذهاب الى المستوى الثاني من الهرم والذي  يخص احتياجات الأمان أي الحاجة الى الامن والأمان وورد في "الصورة/ الهرم" انها تشمل: [السلامة الجسدية والأمان الاُسري والصحي والوظيفي]...

 

وهذه الاحتياجات كما اعتقد لا ترتبط بجهد او مسعى الفرد/ الانسان لأنها منظومة عامة فلا يستطيع أي انسان توفير تلك الاحتياجات بمفرده مهما كان عمله او موقعه... وبعضها مرتبط بالمستوى الأول المتشعب وبالذات ما يخص الامن الغذائي والصحي عليه فالإنسان الذي لم تؤمن له او يؤمن احتياجاته الفسيولوجية لا يستطيع الصعود في سُلَمْ المستوى الثاني حتى ولو سُلَّمِ واحدة و يمكن ان نستند في ذلك الى ما سطَّره البروفيسور قاسم عن الاحتياجات في هذا المستوى حيث كتب التالي: [وتعني سعيه الى تحقيق الأمن والطمأنينة له ولأفراد عائلته، وشعوره بالأمن في مجال عمله وتأمين دخله المالي وحمايته من الأخطار] وكأن بمقدور الانسان وسعية ان يُبْسِط الأمن ويوفر الأمان  له ولأفراد عائلته سواء داخل بيته وفي محيط البيت وفي الشارع الذي يتحرك فيه هو وافراد العائلة وفي مواقع العمل وفي كل ساعات اليوم.

 

ثم أضاف البروفيسور قاسم على تلك الاحتياجات العبارة الغريبة التالية: [وبدونها ينشغل نفسيا وفكريا ويعيش حالة قلق]... وكأن الانسان لا يعيش القلق عندما لا يتمكن من توفير الطعام والماء والسكن لنفسه وعائلته وحتى المقربين منه. والانسان كما معروف يكره الدنيا ويكره أيامه فيها لو احتاج الى ان يتبول ولم يجد المكان اللازم/ الملائم لذلك حتى ولو خلف  شجرة او حجرة.

 

في المستوى الثالث وضع صاحب الهرم "الصورة" التالي: [الاحتياجات الاجتماعية وحددها ب(الصداقة والعلاقات الحميمية والاُسرية] اما البروفيسور قاسم حسين صالح وحول الاحتياجات الاجتماعية فقد وضع التالي: [ وتعني تكوين علاقات وصداقات مع الآخرين، ومشاركتهم له ومشاركته لهم في مناسبات الأفراح والأتراح.. وبدونها يعيش حالة اغتراب اجتماعي] انتهى.

 

وكأن من لم يحقق احتياجاته الفسيولوجية واحتياجات الأمان سيعتزل الناس ويقطع علاقات الصداقة ويمتنع عن المشاركة والمساهمة في الافراح والاتراح. والعكس أيضاً حيث الكثير من البشر يفكر في عيادة المحروم ويساهم في تخفيف ألعبئ عليه ويحضر مناسباته.

 

اما المستوى الرابع/ الطبقة الرابعة وضع صاحب الهرم "الصورة" في هذا المستوى الحاجة الى التقدير كما التالي: [الهيبة والمكانة والثقة والشعور بالإنجاز] اما البروفيسور قاسم فقد وضع التالي: [ وتعني شعور الفرد بقيمته وأهميته، وما يمتلكه من قدرات وخبرات، وتقدير الآخرين له لاسيما في مجال عمله]... هنا كما أتصور ان صاحب الهرم اخذ واجبات الفرد او صفاته ومشاعره الشخصية... فالهيبة والمكانة يفرضها الشخص وهي ليست حاجة يطلبها من الغير اما الشعور بالإنتاج لا يحددها المقابل انما الشخص نفسه الذي يتمنى الانصاف وليس سرقة المجهود اما الثقة فهي متبادلة فقد يثق الشخص بنفسه لكنه لا يثق بالآخر أولا يثق به الاخر.

 

اما القمة او المستوى الخامس فقد حدد فيه صاحب الهرم "الصورة" الاحتياجات التالية: [تحقيق الذات وشملت تحقيق الإنجازات والأنشطة الإبداعية]... في حين وضع البروفيسور قاسم التالي في هذا المستوى: [وتعني تحقيق الفرد لطموحاته العليا، وان يكون ما يريد ان يكون.. مميزا ومستقلا ومستثمرا لكل ما لديه من قدرات ومواهب في مجالات الحياة المختلفة والتخصصات المتنوعة].

 

هنا أقول: هل هناك حدود لطموحات الفرد؟ او هل هناك من كان/ صار/ اصبح كما أراد ان يكون/ يصير/ يصبح مميزاً ومستقلاً ومستثمراً لكل ما لديه من قُدرات ومواهب في مجالات الحياة المختلفة والتخصصات المتنوعة؟ انها والله عبارة غريبة... تجعل الانسان الذي حقق احتياجات هذا المستوى في الهرم اتعس انسان لأنه كَّبَل قدراته ومهاراته وطموحاته وما عاد يستطيع ان يكون مميزاً ولا مستقلاً.

 

بعد استعراض ما ورد في مستويات وطبقات هرم ماسلو للاحتياجات... يحضر سؤال وهو حاضر دائماً حيث لا غاب ولن يغيب وهو: في أي مستوى من تحقيق الاحتياجات يشعر الانسان بالسعادة؟ يقول البروفيسور قاسم عليه ان يحقق ويتحقق ويتأكد ويطمئن من انه حقق كل احتياجات في المستويات الأربعة الأولى وعليه ان يحقق ويتحقق ويؤكد تحقيق احتياجات المستوى الخامس من هرم ماسلو ليشعر الانسان بالسعادة... وهنا أسأل البروفيسور قاسم حسين صالح: كم عدد هؤلاء في تاريخ البشرية بما فيهم الأنبياء والصالحين والعلماء والمتنفذين والمُلاك و الأثرياء والفنانين والفلاسفة من الاولين والآخرين؟

 

كما اعتقد ان كل مستوى من مستويات هذا الهرم الفضائي النفسي/ النفساني الذي تورط في وضعه البروفيسور ابراهام ماسلو قبل ثمانية عقود يحتاج ان يفني الانسان كل عمره عسى ان ينجح في تحقيق جزء من تلك الاحتياجات ويطمئن على نفسه وعائلته ومحيطه... واعتقد ايضاً انه لو توقع ابراهام ماسلو انه سيأتي اليوم الذي يُعتبر فيه هرمه/ نظريته هذه افضل نظرية للسعادة لما نشر تلك النظرية وما سمح بتداول وصورة لهرمه هذا وأكيد لمنع كل من يُشير اليه ويعلن براءته من ذلك الهرم وتلك النظرية ويطلب مقاضاة كل من يذكره او يتطرق اليه او يحلله او يكتب عنه.

 

يتبع لطفاً

عبد الرضا حمد جاسم

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.