اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

دمعة وابتسامة عيد الميلاد// عبد الرضا حمد جاسم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبد الرضا حمد جاسم

 

عرض صفحة الكاتب 

دمعة وابتسامة عيد الميلاد

عبد الرضا حمد جاسم

 

أرجوا أن يعذرني الأستاذ/ الحكيم البابلي/ صاحب المقال المنشور/ يوم 21/12/2010 في الحوار المتمدن تحت عنوان (شجرة عيد الميلاد بين دمعه وابتسامه).. استعارتي شيء من العنوان وبعض مما ورد فيه.

 

لقد قرأت الموضوع عدة مرات وأعجبني بكل ما فيه... عذوبة الطرح واللغة والنبل في المشاعر وصدقها والمعاني الكبيرة التي تعج بها سطوره وكلماته وروح الكاتب التي عكستها الكلمات والعبارات والحسرات الطالعات من بين الكلمات.

اثار عندي الكثير وذكرني بمن لم أنساهم (سأورد بعضهم في الصور التالية) وذكرني بالكراده الشرقية المحتفلة حتى الصباح في الأعياد... ودرس بليغ تعلمته أمي من تلك الأعياد وبقت وفيه إليه وتتذكره رغم أنها امرأة بسيطة... تقرأ ولا تكتب.

 

ارجوا من الأستاذ الكاتب أن استعير مما كتبه من صور بديعة مع بعض التصرف الذي لا يفسد القول آو معناه وهذا من حق القارئ على الكاتب أن يستعير منه ومن حق الكاتب على القارئ أن يشير إليه مع الاقتباس ويذكر اسم الكاتب وهنا اذكر ذلك... وأضع استعاراتي مما أبدعتم في صياغته في الصورة الأولى من صور الموضوع الثلاثة... فشكراً مقدماً لكم أيها المحترم:

الصورة الأولى:

حِكَمْ وبلاغه من مقال:

يقول السيد الكاتب الأستاذ الحكيم البابلي في مقاله المشار إليه في أعلاه: إن والدته الكريمة المحترمة كانت تقول له ولأخوته التالي

(أن نقوم بمراجعه وجرد السيئ والجيد للسنة المنصرمة استعداداً لاستقبال ألسنه الجديدة بصمت وجرأه وثبات وإيمان) انتهى الاقتباس

أنها يا سيدي عبارة بليغة وحكمه لو جربها احد لوجد أن لها وقع كبير على الإنسان (سنعود إليها في الصورة الثالثة)

ثم يعزف الكاتب على الناي المصحوب بعزف القيثارة ليبدع عبارات ولا أروع منها أنها نشيد آو تراتيل العيد مع ذلك اللحن فيقول:

(هو العيـــــــد

الوطن فيه مصلوب... خالي من شجرة عيد الميلاد... الكنائس خاليه... وشوارع الكراده الشرقية امتلأت بمليشيات مسلحه طائفية)

ثم قبل الختام يقول ببلاغه:

أن في الشرق مجانين أحبوا وطنهم بلا شروط)

ليختم.. (.ذاكرتي تهرب إلى بيتنا القديم في بغداد

لأرى شجره قديمة... ترمقني بصمت وخجل

أسجد لها... فتبكي

وأبكي معها وطناً جميلاً صلبته المسوخ) انتهى الاقتباس

 

تلك صور يعجز الإنسان أن يقترب منها أو يضيف إليها... لقد صلب المسيح واليوم يصلب الوطن وبين الصَلبَينْ صُلِبَ الآلاف حتى ملت الصلبان من ذلك لتنتفض في محاوله للدفاع عنهم لتفاجئ بشذاذ الأفاق...

الكنائس فارغة... قطع الأرجاس بعض الكفوف التي تقرع الأجراس... واعتكفت الأخرى وهي تقرع النواقيس بصمت لكنها تصل القلوب والضمائر لتعلن بقاء الأمل والمحبة والسلام

دنست المليشيات الطائفية الكراده الشرقية... محج الحب والمحبة والمودة والصفاء ... لترتكب فيها الموبقات المفخخة وتغتال فيها الفرح والتسامح

كل الأوطان محبوبة ولكن لوطن الرافدين حب خاص لا تحده حدود ولا تكبله شروط... وطن الطهر الأول... والترتيل الأول والحرف الأول واللحن الأول

 

يعذبك البيت القديم في بغداد المحبة لتهرب إليه ذاكرتك لتبحث في هوائه وحيطانه وسقوفه وأرضيته والأبواب والشبابيك عن عمر تركته هناك ورحلت... أمْنْتَ كل شيء عند تلك الشجرة القديمة التي خجلت عندما تقابلتما خوفاً من أن تعتقد أنها خانت ألأمانه وتوقعت أن تعاتبها وتقول:

لماذا تركتي الريح الصفراء تفتك بذكرياتي ؟!.. ولكن عندما ركعت أمامها بكت قبلك شاكره لك حسن ضنك بها وسبقتك بان فقدت السيطرة على مشاعرها ونحن من نحسبها جماد... وبكيتم معاً فسقيتها وسقتك

بعد أن كان الوطن الجميل هو من يسقي الاثنين... فصار مصلوباً... صلبته المسوخ

 

الصورة الثانية:

أخبار التلفزيون الفرنسي يوم21/12/2010

يعلن المذيع بفرح وارتياح خبر وصول 113 طفل من أطفال هاييتي الذين طلبت تبنيهم عائلات فرنسيه

وقد عملت الحكومة الفرنسية والصليب الأحمر على وصولهم قبل أعياد الميلاد.. استقبلوا استقبال رائع من الحكومة والصحافة والعوائل

قال احد المستقبلين من العوائل أن هذا العيد أعظم عيد في حياتي وهو مزهو.. وقالت أخرى وهي تمسد شعر أحد الأطفال بحنان وتبكي ..أنا سعيدة.. سعيدة جداً.. وسكتت أخرى لعدم تمكنها من الكلام لكنها عبرت عن ذلك بالإشارات والدموع والأبتسامه... والرابعة احتضنت الطفل وضمته إلى صدرها وهي تتحرك يمين وشمال... وحمل الخامس العربة الصغيرة التي جاء بها الطفل ليقول هذه للذكرى وهو يعرضها أمام الكاميرات

حضرت وزيرة الخارجية لتستقبلهم وتشكر طاقم الصليب الأحمر الفرنسي الذي رافقهم والشيء الملفت أن الأطفال استقبلوا الموقف بهدوء ملفت للنظر عكس العوائل وهذا دليل على الرعاية الصحية والنفسية التي قدمت لهم طيلة هذه الفترة من قبل طاقم طبي متخصص

انطلق الجميع كل يحمل ابنه بالإنسانيه وهو فرح وكأنه هبة السماء جلبها لهم بابا نويل بمناسبة الأعياد فأسعدت تلك الهدايا تلك العوائل والشعب الفرنسي الذي سيتابع قضيتهم وسيكون مراقب لمن لا يحتاج إلى مراقبه لأنه مؤمن بالإنسان والمحبة والصدق... ولكن خوفاً من قصور هناك أو تقصير هنا

قلت مع نفسي وفي لحظة تيهان.... .ماذا لو تكرر هذا المنظر في مطار دبي أو الرياض أو الدوحة او اي مطار هناك... ولكني وبخت نفسي وحاسبتها بشده على تلك الزلة ولو أنها غير مقصوده.. قائلاً أن بابا نويل يعرف أين يقدمهم ويسلمهم ولا يخطي وحاشاه من الخطاء أن يسلمهم إلى من يعتبرونهم لقطاء وعبيد ولا اصل لهم ومن سيكّبرهم ليغتصبهم عند أول لحظه يشعر فيها أن شيء فيهم قد كبر ونمى... لن يخطي ويسلمهم إلى من لا يمنحهم اسم أو ورقة تعريف أو جواز سفر وسيجعلهم خدم لأولاده وسيطلق عليهم أسماء مثل العبد والناقص وابن الحرام وكأن كل أولادهم حلال

لن يخطي بابا نويل العنوان ليرسل هدايا الانسانية لمن لا يعترف بالإنسان انه أخ له... وحتى اعتذر من بابا نويل تركت منضدة الكتابة وجلبت تمثال بابا نويل (أللعابه المنفوخة) الذي كنت قد وضعته في البالكون مع لوازم الزينة الأخرى بمناسبة الأعياد كما كل عام.. ورفست الكرسي بقوه ووضعته على المنضدة وجثيت على ركبتي أمامه اطلب السماح وانا كذلك استجاب وقبل الاعتذار وسقط على ظهري وكأنه يقول انهض أنا اعرف ما في القلوب والسرائر واعرف أين أرسل هداياي. فشكرته

وأعدته إلى البالكون ليشترك من لأناره وبقية لوازم الزينة.

 

الصورة الثالثة

الكراده الشرقية وأمـــي

ذكر السيد الكاتب بعض الشيء عن احتفالات راس ألسنه في الكراده الشرقية..

أقول كان الموعد مفتوح تلك الليله هناك وبعد أن نهنئ زملائنا في كلية الزراعة/ ابوغريب ومنهم العزيز نزار جبرائيل/ بغداد المشتل والعزيز نيسان أسحق/ كركوك والعزيز رمزي.... (اعتقد اسم أبيه ياقو تعذرني عيني رمزي أنت تعرف معزتك عندي)/ القوش (لا اعرف عنهم شيء منذ أكثر من ثلاثين عام سوى إنني سمعت أن رمزي في ألمانيا) والمعذرة للآخرين الذي لم تسعفني الذاكرة لتذّكرهم

 

الملتقى فراداً أو جماعات هناك في الكراده الشرقية قد نلتقي مع الزملاء أو الأصدقاء أو لا من شدة الزحام.. ولو أن كل المتواجدين أصدقاء وأحبه.... في أحداها طلبت من الوالدة أن (تسوينه كليجه وربعي يعرفون شكَد طيبه كليجتها.. قلت لها باجر عيد والجماعة يريدون كليجه فقالت ببراءة يمه هذا عيد المسيحيين .. فقلت لها يمه عكَب باجر شنو كَالت سنه جديدة كَلتله بس للمسيحيين كَالت لا .. يمه صدكَ.. اعتذرت بطريقتها البسيطة فقلت لها لازم نسيتي أم رياض ...)

المهم أنها عرفت أن هذا العيد عيد الناس جميعاً ولم تخطيء في ذلك مره أخرى... وعندما حل الوقت قالت هذه الكليجه (أم التمر وأم جوز هند وشكر) وأعطتني شيء أخر وقالت هذه أمانه تعطيها إلى شخص أخر يفتحها (حلفتني بعمرها)

وصلنا المكان وكان ضاج.. صاخب... مفرح... الكل أخوه وأحبه لا احد يقول أنا ابن من أو اعرف من أو املك ماذا وحسبي ونسبي أو ديني أو توجهي السياسي

اقتربت لحظة الصدمة أو لحظة الحقيقة أو لحظة الحياة وهي الثواني الأخيرة من يوم31-12 والثواني الأولى من يوم (01-01

وانا اكتب هذه الكلمات استحضرت ما كتبه السيد الحكيم البابلي عن وصية أمه الكريمة (... بمراجعة وجرد السيئ والجيد للسنة المنصرمة...) عبارة عميقة.. ومريحة حيث تزيح عن كاهل الإنسان ما تعمد من حمله وما اجبر على حمله وما علق به أو تراكم أن كان راضياً أم مرغماً.. ليزيحه في تلك اللحظة ليتمتع بصفاء جديد وطهر جديد ويترك كل تلك الأثقال ليجد نفسه حراً طليقاً نظيفاً ويتعلم أن لا يسيء لأحد أو يتهم أحد أو يتقول على احد

بعد تلك اللحظة الحقيقة يأتي دور (الكليجه) التي توزع على الجميع دون تخصيص ومع تصاعد ما دب في الجسد من دبيب... قلت: هذه هديه فليفتحها أحدكم وسلمتها لرجل كان الأقرب وهو يكبرني كثيراً في حينها... لا اعرفه.. ففتحها.. لنجد أنها من التمر المقلي بقليل من الزيت ومعمول على شكل (برمه) ومحشو بالمكسرات ومداف بالسمسم وملفوف على شكل حلقات... فتلاقفها الجميع من الحاجة للحلو والحاجة إلى أن تصعد النشوة إلى ذروتها في حرارة الحركة والشرب وبرودة الطقس

 

ختامها

تهنئه من القلب للجميع بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنه.. مع أمنيات بأن تكون ألسنه الجديدة سنة خير ومحبه وسلام ووئام هنا وهناك في ذو الجروح وفي العالم ولتموت الضغينة والأحقاد إلى الأبد وتحيى المحبة أساس الحياة

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.