اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فضيحة "فيسبوك" الحقيقية// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

فضيحة "فيسبوك" الحقيقية

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

عنوان مقالتي هذه مستقى من عنوان تقرير في «بي بي سي» أضَفتُ له كلمة «الحقيقية»، فأصبح العنوان مِلكي، وهذا ما تفعله «فيسبوك». فالفضيحة الحقيقية ليست كما ذكرت «بي بي سي» أن «فيسبوك» تبيع معلومات عن المشاركين فيها، بل أن تمتلك مجاناً معلومات عن أكثر من ملياري مشارك فيها، وتحصل مقابلهم على موردها الأساسي من الإعلانات، الذي تجاوز عشرة مليارات دولارات العام الماضي، وبلغ صافي دخلها نحو 5 مليارات دولار، على الرغم من الضجة حول استخدامها من قبل روسيا للتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية. ولو سمحت الصين بدخول «فيسبوك» أراضيها لتضاعف هذا المبلغ أضعافا عدة، لكن «بكين» أنشأت شركات صينية تضاهيها، ولم يغير موقفها زواج «زوكربيرج»، رئيس «فيسبوك» من الفتاة الصينية «تشان»، ولا تحدثه بالصينية عند لقائه بالرئيس الصيني «تشي».

 

والحكمة الصينية القديمة تقول «لا تستولي على العالم أبداً لأجل التلاعب به، فمن يريد التلاعب بالعالم ليس أهلاً لامتلاك العالم». و«فيسبوك» تراهن على امتلاك العالم منذ أسسها «زوكربيرج» عام 2004 وطرح أسهمها للتداول عام 2014، وبلغت قيمتها في السوق هذا الشهر 458 مليار دولار. ويبدو نمو «فيسبوك» الخارق في حجم وتنوع الشركات التي تمتلكها، ويربو عددها على العشرة، بينها «إنستغرام» لتبادل الصور وتسجيلات الفيديو اشترتها «فيسبوك» عام 2012 لقاء مبلغ مليار دولار، ومنها انطلقت «هاشتاج» للتراسل الفوري التي تستخدم دالة # في «مزج» المعلومات، وهي تتدحرج عبر العالم، مثل كرة الجليد. وتلعب «هاشتاج» على مدار الساعة أدواراً مدهشة في حملات سياسية واجتماعية في كل مكان ولغة، بما فيها العربية. والشركات التي تقتنيها «فيسبوك» أسطورية مثلها في النمو والانتشار، بينها «واتسآب» التي اشترتها عام 2014 لقاء 19 مليار دولار، وأنا وعائلتي وأصدقائي من بين مليار ونصف مليار مشارك فيها، نستخدمها كشبكة وصل مغلقة ومجانية وفورية لرسائل مقروءة ومسموعة ومصورة عددها 60 ملياراً يومياً من أشخاص وجماعات في 180 بلداً يقدم خدمات «الإنترنت» أو «واي فاي». واقتنت «فيسبوك» أخيراً شركة «آنسنتا» لصناعة طائرات من دون طيار «الدرونز» لتوفير خدمات «الإنترنت» في المناطق المحرومة منها.

 

واستجواب 45 عضواً في «الكونجرس» الأميركي لرئيس «فيسبوك» فضيحة ظريفة، فمعظمهم يتلقى تبرعات مالية من «فيسبوك»، والوقت المتاح لاستجواب كل عضو أربع دقائق، لم تكن كافية إلاّ لاستعراض معلوماته عن «فيسبوك» وكيف يستخدمها وأفراد في دائرته الانتخابية، وقبل أن تنتهي الدقائق الأربع يقول إنه سيقدم الأسئلة تحريرياً. وبدا الاستجواب كأب غني يطري ابنه المخطئ، ويعاقبه بالذهاب إلى غرفة نومه، والتفكير بما فعل.. و«اعطني الموبايل، وخذ هذا الموبايل الجديد». ذكر ذلك «تريفور نوح» في برنامجه التلفزيوني «ديلي شو»!

 

وفضيحة «فيسبوك» العظمى تتمثل في فقدان السيطرة عليها أميركياً وعالمياً، وحيرة أعضاء «الكونجرس» الأميركي في جلسة الاستجواب عما إذا كانت «فيسبوك» شركة تكنولوجية، أو ناشراً. و«فيسبوك» نفسها لا تعرف ما هي، منذ برمجها «زوكربيرج» في مهجعه بجامعة «هارفارد» وترك الدراسة لأجلها. وغير صحيح قوله في شهادته في الكونجرس أن بإمكان أي مستخدم استعادة المعلومات الموجودة عنه في «فيسبوك» وحذف ما يريد حذفه، فأنا استخدمت عندما اشتركت في «فيسبوك» قبل نحو سنتين كل معرفتي التكنولوجية لحذف معلومات لا ضرورة لها عن تاريخ ميلادي. ولم تطمئنني مهارتي في حذف المعلومات الفاضحة، لمعرفتي أنها تظل محفوظة في أرشيف «فيسبوك»، الذي لا ينسى قط، أي شيء. وأم الحكم الصينية «الطاوية» تقول «المرأة الفضولية قادرة على قلب قوس القزح لمجرد أن ترى وجهه الآخر».

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.