اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

روسيا والإمارات.. استراتيجية البحار// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

روسيا والإمارات.. استراتيجية البحار

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

«أكثر الأمور أهمية معرفة خطوة الوقوف الأخيرة قبل الفوضى». قال ذلك «بريماكوف»، أكثر ساسة روسيا الراحلين معرفة بالعالم العربي، وكأنه يتوقع الوضع الدولي الراهن الذي جعل كلاً من دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية تتفقان على «إعلان الشراكة الاستراتيجية». وقّع الإعلان مؤخراً في موسكو، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهدف «الشراكة الاستراتيجية» إيجاد حلول لأكثر خطوط الاتصالات البحرية تعقيداً وفوضى في العالم. «فالأمن البحري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في وضع بالغ الخطورة، حسب «تقييم استراتيجي» للباحث «روبرت شيلالا» في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» في واشنطن. وفي دراسة عنوانها «الأمن البحري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، ذكر الباحث أن التجارة البحرية في قناة السويس والخليج العربي، وخليج عدن مهددة بفقدان الأمن.

 

ويشكلُ خليج عدن حلقة الوصل بين البحر الأحمر وبحر العرب، والمعبر الرئيس لمرور شاحنات النقل بين الشرق والغرب، والمدخل إلى «مضيق هرمز» الذي قد يصبح أكبر نقطة اختناق لشحنات النفط العالمية، حسب «إدارة الطاقة الأميركية». وكانت خطوط النقل البحري هذه وحتى وقت قريب تحت سيطرة القوة العظمى للولايات المتحدة وبريطانيا، والآن تسعى الدول الإقليمية للحصول على مداخل وقواعد فيها، وبناء شبكات موقعية. وتضاعِفُ ذلك عودةُ روسيا إلى مسرح الشرق الأوسط، فيما تلعب أساطيل الصين والهند أدواراً أكبر. وتعيد هذه التغيرات رسم المجال البحري للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

و«إذا أردت أن تبني سفينة لا تحشد الناس لجمع الخشب، ولا تعهد إليهم بمهام وأعمال، بل علِّمهم بالأحرى الاشتياق لاتساع البحر الذي لا نهاية له». قال ذلك الكاتب الفرنسي «أنطون دوسان إكزوبري». وفي الاشتياق لبحر السلام الذي لا نهاية له، تتعاون روسيا والإمارات في اليمن، وتدعمان العلاقات بين موسكو والرياض. «وعملياً تنال روسيا مجالاً لرسو سفنها العسكرية في عدن، وتحصل بذلك على رابع مرسى في مسارها من قناة السويس إلى بحر العرب، إضافة إلى مراسيها في الإسكندرية والعقبة والفجيرة.

 

ونقاط الرسو هذه بالغة الأهمية لروسيا الطامحة لإنشاء أسطول عسكري عصري خفيف عابر للمحيطات». ذكر ذلك «تيودور كاراسيك»، مستشار «شركة الاستشارات المختصة بتقييم المخاطر الأمنية في دول الخليج» (أناليتيكا)، ومقرها في واشنطن العاصمة. ومواقع الرسو وإصلاح السفن بالغة الأهمية للعمليات البحرية العسكرية في الشرق الأوسط وحواليه، وتحظى باهتمام كبير من قبل الإمارات، لأهميتها الاستثنائية لاقتصاد شبه الجزيرة العربية. ويمكن لروسيا تقديم المعونات المدعمة من قبل الإمارات، والتي تهيئ لها قاعدة مرور إلى اليمن وبلدان الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. ويعزز هذا النموذج الجديد من تعاون الإمارات وروسيا في اليمن مواقع موسكو في نقاط ساخنة أخرى، ويتيح لروسيا استئناف علاقاتها التقليدية بجنوب اليمن.

 

ويذكر «كاراسيك» أن مسؤولي الإمارات وروسيا يأملون أن يعزز تعاونهما في اليمن طموحهما المشترك في حل الأزمة اليمنية، وإبعاد الإرهابيين والمتطرفين عن منطقة جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، ويضمن أيضاً أمن خطوط النقل البحرية بالغة الأهمية للتجارة العالمية. ويعزز حصول روسيا على شريك موثوق وقوي مثل الإمارات، مواقعها كدولة مهمة ولاعب مستقل في الشرق الأوسط، يملك صلات، ويجري محادثات مع شركاء محوريين، وحلفاء وأصدقاء موجودين في مواقع مختلفة لمعالجة الخلل الجيوبوليتيكي في هذه المنطقة المعرضة للانفجارات.

 

وهنا، «لا يجوز التخلي عن الحوار حتى في أصعب الحالات وأكثرها تعقيداً في العلاقات الدولية. على العكس، يجب تنشيط العمل المشترك مع كل الشركاء والبحث عن نقطة لقاء وتماس وعن الحلول الوسط». قال ذلك «بريماكوف» واقتبسه «بوتين» في رسالة إلى المؤتمر العلمي الدولي لدراسة «بريماكوف»، والذي صادف تنظيمه عقد الاجتماعات الإماراتية الروسية في موسكو على أعلى المستويات.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.