اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يالَـ"كرة القدم" من لُعبه!// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 محمد عارف

 

 

الموقع الفرعي للكاتب

يالَـ"كرة القدم" من لُعبه!

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

عنوان مقالتي هذه تَصّدَر مقالة كتبتها بمناسبة «مونديال» 1966، ونشرتها صحيفة «أخبار اليوم» المصرية، حيث أرسلتني «جامعة لينينغراد» فترة التدريب الصيفي. ومتعة متابعة «المونديال» من مصر لا مثيل لها آنذاك والآن «حيث كل الدروب في القاهرة تؤدي إلى صورة صلاح» حسب «نيويورك تايمز». ونقلت الصحيفة عن صاحب مقهى في القاهرة علّق صورة جدارية عملاقة لصلاح، قوله: «ناس يأتون لرؤيته وأقول لهم صلاح نايم يرتاح»!.. وصلاح يحتاج الراحة فعلاً، ليس فقط لخروج فريق مصر المبكر من «المونديال» بل بسبب «الخناقة» حوله، والتي أثارتها صحف إنجليزية ادّعت أنه يُستّغلُ سياسياً من قبل «قاديروف» رئيس جمهورية الشيشان، حيث أقام الفريق المصري. ودخلت «منظمة العفو الدولي» على الخط، زاعمةً ما حدث «عملية غسيل سمعة بشكل رياضي». وإذا كان «الشيشان» الذين منحوا «صلاح» لقب مواطن فخري، قد غسلوا شيئاً فهو اسم «مو» الذي استبدل اسمه الأول «محمد» منذ انتقاله إلى فريق «ليفربول» البريطاني!

 

وإقحام السياسة في كرة القدم غير أخلاقي، وللكرة أخلاقها. ولو أن للسياسة جمهوراً كجمهور الكرة لتحول العالم إلى مهرجانات رقص وغناء وعروض أزياء، كالتي نشاهدها في «مونديال» روسيا، ولحظي نجوم السياسة العالمية بما حظي به أبطال الكرة العالمية، الذين صورهم الفنان الإيطالي «بيريمبيلي» في لوحات باهرة، ضمّها معرض أقامه «متحف أكاديمية الفنون» في مدينة «بطرسبرغ». وفي «فولغوغراد» حيث أقيمت مباراة السعودية ومصر، وجد محمد صلاح، والسعودي محمد السهلاوي صورة جدارية لهما أقامتها فنانة روسية شابة في شارع رئيسي بالمدينة التي استقبلت يوم المباراة 20 طائرة لمشجعي مصر والسعودية.

 

ومعظم التجاوزات التي استحقت اهتمام الصحافة مداعبةً، كظهور مشجعة إيرانية بشكل مخالف لصورتها في الجواز، أي بدون حجاب، وتقبيل مشجع روسي مراسلة فضائية «بورتوريكية» لم تتوقف عن الكلام، ولو لمَسحِ خدها، وانتهى العدوان باعتذار المعتدي أمام عدسة التلفزيون، وقبلت المراسلة الاعتذار ليدخل «الحدث» تاريخ كرة القدم من باب «الحب». و«حب كرة القدم غير مشروط»، كما يقول الكرويون. وكهبة ريح منعشة، انتشر المرح والدعابة وروح التسامح من هواة الكرة إلى السياسة في «موسكو» التي استقبلت رؤساء دول، بينهم رئيس «السنغال» الذي اعتبر في حديث مع فضائية «آر تي» الروسية تقلب البطولات العالمية في الكرة نتيجة تقلب الاقتصادات العالمية.

 

و«مونديال» روسيا الأغلى في التاريخ، وقد أنفقت موسكو عليه أكثر من 13 مليار دولار، وكانت كلفة «مونديال» جنوب أفريقيا 4 مليارات عام 2010، والبرازيل نحو 11 مليارا عام 2014. ولم تُخصص من قبلُ جوائز طائلة للاعبين، كالتي خصصتها «فيفا» للاعبي «مونديال» روسيا، حيث ستحصل الفرق المشاركة على 8 ملايين دولار، وكل فريق يصل الدور الثاني 4 ملايين، و4 ملايين إضافية إلى من يصل الدور ربع النهائي، وينال بطل العالم 39 مليونا، والمركز الثاني 28 مليونا، والثالث 24 مليونا، ويبلغ مجموع الجوائز التي تقدمها «فيفا» 400 مليون دولار.

 

ويالَ«كرة القدم» من لُعبة! أقدم ذكريات طفولتي ترتبط بتواضع لاعبيها، الذين لم يكونوا يتدبرون حتى سراويل لائقة. وتغرورق عيناي فرحاً وحزناً إذْ أتذكر ملعب «ساحة الكشافة» الشهير في بغداد، وشقيقي يلعب في مباريات منتخب الجيش العراقي، وارتفع هتاف الجمهور باسم شقيقي: «مدحت.. مدحت»، عندما انفرد بحارس مرمى «الطيران العسكري»، وفي تلك اللحظة الحاسمة سقط سروال شقيقي، ولم يكن يرتدي تحته شيئاً. وفوجئ حارس المرمى، ولم يتردد شقيقي في قذف السروال العالق بقدمه، وصوّب الهدف. وأكاد أسمع الآن صراخ الجمهور، وعاصفة الضحك، والتصفيق في لحظة مشهودة في تاريخ كرة القدم العراقية، وربما العالمية!

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.