اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

البارزاني من منظور أمني (2)// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

البارزاني من منظور أمني

الحلقة الثانية/ محاربة البارزاني نفسياً

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

26/2/2018

 

بحكم مكانة البارزاني في الحركة التحررية الكوردية، ودفاعه المستميت عن حقوق هذا الشعب المسلوب من ابسط حقوقه المشروعة، فأنه كان دائماً عرضة للتهديد و المؤامرة من قبل الأعداء لذا كان لزاماً اتخاذ كافة التحوطات الأمنية وان ظروف حياته كانت عاملاً وحافزاً مهماً لتنمية الحس الأمني لدى البارزاني بالأضافة الى الصفات الامنية المتوفرة في شخصية البارزاني الخالد لدوره القيادي والخبرة المكتسبة.

 

إن البارزاني قد واجه في حياته أشكالاً مختلفة من المؤامرات والدسائس من قبل الأعداء, وقد حاربوه بالحرب النفسية في سبيل التاثير عليه, وعلى الشعب الكوردستاني برمته.

منذ ظهور البارزاني كقائد قومي, ووطني, أدرك الأعداء حقيقة أن البارزاني قد اتخذ له موضعاً بين جميع طبقات, وشرائح المجتمع الكوردستاني, فحاولوا زعزعة هذا الموقع الجماهيري, وعكسه خلال مرآتهم المظملة وتصويره من خلال هذه المرآة.

ومن أجل هذا الهدف شرعوا في بث الدعايات, والتهم المسمومة, وكانوا يسعون لإفهام الناس بأن البارزاني هو عميل الأجانب.

وكانوا دوما يناهضون البارزاني, ويغيرون السبل التي يسلكونها, فسلكوا طريقا أخر لمناهظة البارزاني, والوقوف ضده, وكان هذا الطريق, طريق تفكيك موقعه الجماهيري.

 

كثيرا ما أعلنت الحكومات العراقية في العهدين الملكي, والجمهوري كذباً بأن البارزاني قُتِلَ, أو جرح في المعارك, هذا فضلا عن المحاولات التي جرت لتسميمه, واغتياله بشتى الأساليب, وقد نشرت السلطات العراقية خبر مقتل البارزاني, وجرحه في الصحف, والاذاعة كثيرة منها نشر مقتله, أو جرحه في تشرين الأول ١٩٦١ , ونبأ قتله في تشرين الثاني ١٩٤٧. وفي سنة ١٩٦٢ نشرت الصحف العراقية نبأ موته ست مرات متتالية, وعندما لم تتمكن السلطات العراقية من أن تناله, وهو على قيد الحياة حاولت في ٥ حزيران ١٩٨٠ إخراج جثمانه من القبر في مدينة شنو في كوردستان إيران, لإخفاء أي أثر له, إلا أنه وبمساعدة المخلصين لم تنجح خطة تلك السلطات, واليوم يزار ضريحه في مسقط راسه وهو محط احترام واعتزاز كل كوردي، ينظر إلى الملحق رقم واحد. إن نشر هذا البيان كان له وقعه السلبي على معنويات الجماهير المظلومة, لأن البارزاني كان رمزا للنضال, والكفاح, وهذه الإشاعة قد فلعت فعلها السيئ في أذهان الناس, وخلقت جوا كئيباً, وفي الحقيقة كان البارزاني في ذلك الوقت في قرية (بردانكه) بالقرب من (رانيه) , وشعر بتاثير هذه الإشاعة على الجماهير لذلك انتقل بنفسه الى منطقة خوشناو, وفي تلك الأثناء كانت فرقة أعلام ثورة أيلول حاضرة هناك ..... توجه البارزاني إليهم وقال: انتم الحاضرين هنا لابد, وإنكم سمعتم بالخبر, ومن أجل إزالة الهموم من نفوس الجماهير الكوردية أذيعوا في إعلامكم, وبرهنوا على كذب الإشاعة لطمأنة الجماهير, وكشف ادعاء العدو الكاذب, على كل حال فإننا اليوم أو غدا سنلقي ربنا ونموت, والشيئ المطلوب منكم أن تكتبوا إيضاحا وتنشرونه...

و جاء في كلمة البارزاني يوم افتتاح إذاعة صوت كوردستان العراق في ٢٠/٨/١٩٦٣ : (أيها الشعب الكوردي العزيز.... قبل كل شيئ أفتتح المحطة باسم العلي القدير داعياً أن يهبنا العون, لكي ننتصر في سبيل الحق, والعدل, والصدق, .... لا تصدقوا أكاذيب العدو, وأراجيفه, ولا يرهبكم التهديد, والوعيد, كونو على حذر من خداعه, وأضاليله, فمهما يكن أمر هذه العصابة, فإنهم خلفاء أقزام لسلفهم المقبور (قاسم) , و إن نضالنا الثوري الجبار الذي زعزع أركان الحكم القاسمي, كفيل بعون الله تعالى بإلحاق الهزيمة, والاندحار الحميمي بالمعتدين الجدد أيضا.

 

ومن الأساليب الأخرى التي لجأت إليها السلطات العراقية في محاربة البارزاني في مسيرته النضالية نفسياً من أجل التاثير على روحه المعنوية, وزعزعة ثقة الجماهير الكوردستانية به, هو خلق قادة وكتل كارتونية من أجل زرع بذور التفرقة, وتجزئة صفوف الجماهير بصورة عامة, والمناضلين على وجه الخصوص, ودفعوا بهولاء القادة, وهذه الكتل بين الجماهير وقدموا لهم شتى صنوف التعاون, ليحلوا محل البارزاني, ويصبحوا بديلاً له, حتى يصبحوا هم وعن طريق هؤلاء اصحاب القضية الكوردية.

وحاولوا التقليل من دور البارزاني بترويض القادة المصطنعين, وتوجيههم لأجل مصالحهم, وتعريفهم كقادة للشعب, وساقوهم إلى ميدان المنافسة مع القائد الأصيل, وذلك بغية التقليل من قواه, وبقدرته, وتفكيره و اشغاله بالمشاكل الداخلية, والتقليل من قيمة دوره التاريخي.

 

وفي رد البارزاني للسؤال الموجه اليه عند تصريحه لإذاعة صوت كوردستان العراق في يوم ٣/١٢/١٩٧٤ وأذيعت في برامج يوم ٥/١٢/١٩٧٤ (سؤال: تحاول السلطة بشتى الوسائل خلق كتل كارتونية, وفرضها على الناس, بأنها تمثل الشعب, وتدعى أن الحكم الذاتي لكوردستان العراق قد تحقق بواسطة تلك الكتل الكارتونية, وبهذا تنكر السلطة للقوى والجماهير الكوردية الرئيسة, علما بأن النظم السابقة أيضا كثيراً ما كانت تلجأ إلى مثل هذه الأعمال.

الجواب من البارزاني: إن تكوين الكتل الكارتونية, والتشدق باسم الحكم الذاتي ماهو إلا هراء, وعدائي, ولا يمكن لتلك الكتل تمثيل الشعب الكوردي بأي شكل من الأشكال, وإن هذه الكتل, ومعها السلطة الحاكمة ليسوا أعداء العرب والكورد فحسب, بل يعملون ضد مصالح الشعب العربي عامة, والجدير بالذكر إن الأنظمة السابقة كثيرا ما حاولت خلق مثل هذه الفئات ولكن دون جدوى.

 

يبدو جليا للقاصي والداني بأن البئية, والظروف التي يعيشها الإنسان يؤثر في سلوكياته, وتصرفاته, وكثيراً ما يلعب الحاجة دوراً كبيراً في بناء شخصية الانسان, ودرجة التهديدات الموجه إليه, وإن العوامل الموضوعية المذكورة كأسباب لتنمية الحس الأمني عند البارزاني, هي نتاج لتحليلنا للواقع الذي عاشه البارزاني, ودرجة إدراك أعداء الكورد لخطورته على مصالحهم عند المطالبة والدفاع عن حقوق شعبه, وإنها عوامل شاملة, وإذا و جدت عوامل أخرى فإنها تدخل ضمن نطاق المذكور منها, وجعل البارزاني قائداً أمنياً ذا بعد أمني في تعامله مع رجاله, وضيوفه, وأعداءه.

 

المقال مقتبس من مؤلفنا غير المنشور (البارزاني من منظور أمني) ....

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.