اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل نجح حلفاء أمريكا في القضاء على الإرهاب؟// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عادل نعمان

 

عرض صفحة الكاتب

هل نجح حلفاء أمريكا في القضاء على الإرهاب؟

عادل نعمان

كاتب مصري

 

المبنى قديم وسط العاصمة الأمريكية واشنطن، مدينة عتيقة، شوارعها ضيقة ومزدحمة، لكنها منظمة ومنضبطة، فى قاعة مغلقة بمركز دراسات الشرق الأوسط، كانت الندوة حول «هل نجح حلفاء أمريكا فى القضاء على الإرهاب؟» القاعة مزدحمة عن آخرها، الصمت يخيم على المكان، التواجد مكثف: رسميون من الحكومة الأمريكية، ومن الصحفيين والمهتمين بقضايا الإرهاب والتطرف من دول شتى، تصادف وجودى فى واشنطن، وطلبت الدعوة، وصلتنى فى اليوم الذى يسبقها. المتحدثون فى الندوة «ستيفن تنكل»، أستاذ مساعد المعونات الدولية بالجامعة الأمريكية، وتشارلز لستر، رئيس برنامج التطرف ومحاربة الإرهاب فى المركز، وميرفن وينبام، مسؤول ملف الإرهاب فى باكستان وأفغانستان فى المركز.. المركز يقدم الدراسات المحايدة للجميع دون تدخل حكومى أو رسمى، أكاديمى يجمع مادته ومعلوماته بوسائله وطرقه الخاصة، ويعتمد فى تمويله على المنح والمساعدات، منها الحكومية، وهو نظام معمول به فى أمريكا فى كل الأنشطة والبرامج، حتى لا تخضع القرارات والقوانين لرأى الرسميين الحكوميين فقط، وكانت محصلة الندوة الآتى.

 

أولا: يؤكد المحاضر الأول أن أمريكا ساعدت ثورات الربيع العربى، وإحدى أذرعها الأساسية هى منظمات المجتمع المدنى، لخلق قوة مجتمعية مدنية قادرة على الضغط على الأنظمة الحاكمة، لإيجاد صيغة متوازنة، بين مصالح الحكومات والشعوب لخلق مجتمعات ديمقراطية حقيقية من ناحية، وبها يسهل القضاء على الإرهاب من ناحية أخرى ، وبدلا من مساعدة هذه المنظمات للقضاء على الإرهاب وهزيمته، فقد طاردت الحكومات هذه المنظمات وشلت حركتها وأساءت إليها، حتى أفقدت هذه القوة القادرة على التوازن المجتمعى. والحقيقة أن كثيرا من هذه الأنظمة ليست صادقة النية فى القضاء على الإرهاب، فمنهم من يحارب الإرهاب وعينه على مصالحه، ومنهم من يحاربه محاربة صورية حتى تطول فترة هذه الحرب لسنوات قادمة، تمكينا وتثبيتا لأركان حكمه، وحفاظا على بقائه لمدة طويلة فى الحكم تحت دعاوى محاربة الإرهاب والتطرف، وتحت هذا الغطاء يستطيع مخالفة القوانين والأعراف المحلية والدولية، ويمارس بحرية انتهاكاته لحرية وحقوق الإنسان، ومطاردة معارضيه والزج بهم فى السجون، وكبت الحريات، وقصف الأقلام وذلك كله بمباركة شعبية، وهو فى هذا حريص على مد أمد المواجهة والصدام أيضا للحصول على المنح والمساعدات، ومن ثم توجيهها الوجهة التى تخدمه وتخدم مصالحه، خصوصا أن السيطرة على توجيه هذا المال معدومة فى الأغلب الأعم «وأستشهد فى هذا بدولة باكستان». ويؤكد المحاضر أيضا أن أمريكا ليست صادقة النية كذلك فى محاربة الإرهاب (ولم يتطرق لتفاصيل حول هذا الشأن) ربما لأن المحاضرة ليست معنية بهذه الجزئية، وإن كان السبب معروف لغالبية الحضور. (انتهت النقطة الأولى).

 

والسؤال: هل كان الهدف من ثورات الربيع العربى هو إسقاط الأنظمة؟ أو كان محاولة للضغط على الأنظمة لإجبارها على تبنى فكر ديمقراطى حقيقى دون تزييف لإرادة الشعوب، وأن سقوط الربيع العربى فى وحل الفوضى والاضطرابات لم يكن عن رغبة صادقة منه، بل تم دفع الكرة إلى لاعبين أكثر قوة لاستغلالها بعيدا عن الهدف المنشود منها، بإرادة وقوة تتفوق عن إرادة وقوة الدفع لهذه الثورات، وهل من المعقول أن يكون مصير الربيع العربى واحدا فى كل هذه الفوضى وكل هذه الحروب؟ وربما يوما ما سنكتشف الحقيقة، فليس المعلن فى السياسة ما يحمله الواقع، وليس عنوان الكتاب دليلا على المحتوى أو ما تحمله السطور، خصوصا هذا العنوان الأمريكى، وليست كل البيانات مصدرها صادقا وأمينا حتى البيانات غير الرسمية، مهما كانت مباشرة يا سيدى المحاضر، «فالحكام يضللون، والشعوب تضلل أيضا، ولا تعفى هذه حتى هذه المنظمات من التضليل والتزييف والتدليس، والكل على السواء».

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

"المصري اليوم" القاهرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.