اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الفضيحة بجلاجل// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عادل نعمان

 

عرض صفحة الكاتب

الفضيحة بجلاجل

عادل نعمان

كاتب واعلامي مصري

 

هُزم الفكر السلفى فى جولة عيد الميلاد المجيد، وربحنا الجولة، ربحها الناس الطيبون المحبون للخير وللإنسانية، وخاب أمل السلفيين فى ترويج بضاعتهم الفاسدة، رفضها الناس وداسوها تحت الأقدام، وأصبحت فضيحتهم بجلاجل، والآمال التى ينتظرونها وعقدوا عليها العزم، خابت وراكبة جمل فى عودتها إلى رفاقها وناسها، عقبال دحر كل أفكارهم عن التكفير والجهاد والولاء والبراء والمرأة الناقصة عقل ودين، فكلها إلى نفس المصير، التنوير زاحف والعقل جارف والرغبة فى الإصلاح عارمة، وأقول لإخوانى من المسيحيين والمسلمين الذين تسرب اليأس إلى نفوسهم، وكادوا يفقدون الأمل فى الشعب الطيب، ورددوا مراراً مفيش فايدة، لأ يا سادة: هناك ألف فائدة، وهناك ألف هزيمة، وهناك ألف انتصار، والحرب سجال، لا يحسمها يوم أو موقف، بل هى مبارزة بالنقاط، والنقطة عندنا لها ألف فرحة وفرحة، وعندهم ألف نكسة ووكسة، وما سلبوه وما طمسوه وما جرفوه من عقول الناس الطيبين فى عشرات السنين، يحتاج فى استرداده وتحريره وتوضيحه إلى عشرات مثلها، وطريق النصر واضح المعالم نعبره جميعاً بخطى واثقة، كتفاً بكتف، نضيق عليهم الطريق حتى يخرجوا منه ويتركوه للعقل وللمحبة وللحكمة، انتصر المصريون الطيبون فى يوم عيد الميلاد المجيد، وفرحوا كما فرح إخوانهم المسيحيون، لون اليوم وطعمه ومذاقه كان غير كل الأيام، وضحكة العيد التى خاصمت الشفاه منذ سنوات عادت واسعة رحبة على طول الأمل فى زوال الحزن والأسى، والتهنئة بالعيد كانت فى تحدٍ وعناد، بالصوت العالى أو الصرخة المدوية، حتى تخترق التهنئة آذان السلفيين، فربما توجعهم وتؤلمهم، ولا يكررون مرة أخرى تحريمها علينا وعليهم، وحتى يسكت ويصمت مشايخ الفتوى عندنا عن ترديد أن التهنئة للأخوة المسيحيين ليست حراماً، لكنها من باب البر، ليست حراماً يا مشايخنا وليست براً يا فضيلة المفتى، وليست منحة أو تسولاً، يقف فيها المسيحى عند الأبواب والأعتاب يستجديها حتى نبر ونتصدق بها عليه، وإذا كان الأمر براً أو منحة أو هبة أو صدقة، فهو ليس فى حاجة إلى هذا البر أو هذه المنحة أو هذه الصدقة، أو هذا العطف، بل هو واجب وحق، وسلف ودين، وحق الجيرة والشراكة فى البيت والسلم والشارع والمبنى والوطن، نحن الذين نقف له على الباب نحملها إليه، نزوره ونقدم ونرد له الدين والواجب، المشاعر مقسومة على اثنين وبين الاثنين بالتساوى، فهى ليست منحة أو هبة أو عطفاً بل صلة رحم وقربى ودم، نفرح إذا فرح من القلب دون مواربة أو مداهنة مايعة، أو مسايسة مفتعلة، من يفرح لهم من القلب ويهنئ بصدق فليتقدم الصفوف، ومن يراه براً وتسولاً ويراها فى عقيدته حراماً أو حتى حلالاً، فليس لهم بها حاجة، وليجلس فى بيته وسط أولاده يستدفئ حولهم ويترك المحبين يرتجفون من شدة البرد، يقفون فى طابور يهنئون ويباركون بحب وألفة وواجب، فلسنا مستأجرين لمهمة ونعود بعدها إلى ديارنا، أو مدفوعين أمام الكاميرات للتصوير، فهى ليست لقطة ثم يعود كل منا إلى عقيدته، من يراها حراماً أو براً أو حلالاً، آن الأوان أن نرفع من قاموسنا كل هذه المصطلحات وعبارات المشايخ، فليس من مهمتهم رسم أطوال وأبعاد المشاعر الإنسانية، وتحديد من نحب ومن نكره، فليس أمراً أن أحب من كان على دينى وأكره غيره، فليست المشاعر والحب والكره إلا شعوراً متبادلاً، وإحساساً من القلب دون ضابط أو رابط، ولا أعرف كيف يكون الحب فى الله والكره فى الله، فالله لا يكره بل يحب فقط، ومن ادعى عليه الكره آثم قلبه، فهو محبة وليس غيرها، تعالوا واسمعوا كيف يتشكل عقل السلفى فى هذه النقطة بالذات وكيف يلغى إنسانيته ومشاعره، حتى يتحكم فيها ابن تيمية، يفتحها له ويغلقها عنه وهو مسلوب الإرادة والمشاعر، يقول له شيخ الإسلام (وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك، والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك، فإن الله سبحانه وتعالى بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله، فيكون الحب والإكرام والثواب لأوليائه، والبغض والإهانة والعقاب لأعدائه)، هذا هو قاموس هؤلاء جميعاً فى التعامل مع غير المسلم، فيكون المسلم فى ماليزيا الذى لا تعرفه ولا يعرفك أقرب إليك من المسيحى الذى يسكن بجوارك وتكون مأموراً بحبه وموالاته حتى لو ضربك وسرقك وأساء إليك، وهذا هو الحب فى الله، والمسيحى الذى يسكن بجوارك وتستنجد به ويستنجد بك فى محنة أو مرض تكون مأموراً ببغضه وكرهه حتى لو أحبك وأحسن إليك، وهذا هو الكره فى الله، هذه فتوى شيخهم التى حذفت من قاموس هؤلاء مشاعر المحبة والمودة والحب لم يحب ويهوى، وحل محلها الكره والبغض، ونسوا جميعاً أنها ليست من عند الله بل من عند ابن تيمية، وما عند الله خير وأبقى «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»، «أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير»، وبكلمات المحبة والسلام والإحسان بالأدنى من كلمات ابن تيمية، خابت تجارتكم، وربحت تجارة الخير والمحبة والسلام فى بلد الخير والناس الطيبين.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

"الوطن" القاهرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.