اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عن المرأة والدولة الإسلامية// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عادل نعمان

 

عرض صفحة الكاتب

عن المرأة والدولة الإسلامية

عادل نعمان

كاتب واعلامي مصري

 

قلنا إن المرأة فى ظل الدولة الإسلامية، وهى طرف حيوى وفعال ومشارك للرجل بإرادته، قد باعدوا بينها وبين إثبات واقعة الزنى، فمازال إثبات الواقعة بشهادة أربعة شهود «عاينوا المرود فى المكحلة».. أمر عسير، وللأسف لم تنصفها فى واقعة اغتصابها، إذ ألزمتها أيضاً بأن تأتى بأربعة شهود عاينوا واقعة الاغتصاب حتى تنجو من العقاب، وهو أمر عسير ومُحيِّر، فكان ومازال لصالح الرجل. وضرب المرأة والهجر فى الفراش صورة من صور الإذلال لم تعد مقبولة الآن، ولا يصح أن تسرى عليها، وكل مَن يقبلها من الرجال على مستوى التشريع يرفضها على بناته على المستوى الشخصى، وفى هذا خلل فى التنفيذ. وكما وافق الإسلام على استمرار أحكام وعبادات وطقوس كانت فى الجاهلية وأبقى عليها أحكاماً تُتلى ويُتعبد بها، فإن كثيراً من الأحكام الخاصة بالنساء كانت كذلك، وكانت كلها معقودة على المرأة فى بيئة صحراوية تعج بأشكال دينية شتى متناغمة، وفلكلور بيئى ممزوج بأساطير وحكايات تاريخية، وكان للديانة اليهودية فى يثرب النصيب الأكبر، ولم تكن المسيحية هذه بيئتها، فالتوراة تخبرنا مثلاً بأن الله جاء لآدم بجميع الحيوانات والطيور ليسميها، ويقول القرآن: «وعلّم آدم الأسماء كلها»، وقصة آدم وحواء عاريين فى الجنة، وخاطا أوراق التين، وصنعا مآزر تسترهما، والقرآن يقول: «فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة»، وكان للمرأة النصيب الأوفى بينهما فى أحكام النفاس والحيض والرق والمحرمات من النساء على الرجال، وكلها تتقارب ولا تتباعد، وكذلك مكانة المرأة وقدرها. وعقوبة الرجم التى ليست فى القرآن قد فرضوها عليها بآية أكلتها العنزة تحت سرير السيدة عائشة، وهى أصلاً حد على المُحصَن والمُحصَنة فى الديانة اليهودية، وهناك الكثير فى هذا الأمر، وإسراف الرجل مع صنف النساء كان سائداً وعامراً فى بيئته، ولم ينظمه أو يحكمه دين، بل تركته الأديان على هوى ما كان سائداً للضرورة، ولم يكن عند الرجل فى قبيلة المسلمين ما يمنعه من تطليق زوجته واستبدال أخرى بها، على أن يظل فى عصمته أربع، دون ضابط أو رابط، غير ما طاب له من نساء مِلْك اليمين، وبأى عدد أو لون أو طعم، بل زادوه كرماً بالأسيرة المتزوجة ولها أولاد أن يطأها مَن كانت من نصيبه وحظه من غنائم الغزو، ونضيف إلى هذا زواج المتعة، وكان مُرخَّصاً به، حتى تأتى المفاجأة الكبرى للرجل بالحور العين فى الجنة، وتفانى المشايخ فى تحديد أعدادهن لكل رجل، حتى وصلت الأرقام إلى الألوف ووصف محاسن الجمال فيهن، ولم يكن هذا كله كافياً، فأين المرأة من كل هذا؟ المرأة فى المجتمع المسلم وعاء لإشباع رغبة الرجل والاستمتاع بها، وهو يرى فى حبسها وملكها بموجب عقد الزواج راحة له، فلا يغازلها ولا ينظر إليها رجل غيره، ولا يفوز بها أحد سواه، إذا راودتها نفسها وحدثتها بسوء عن جيش النساء اللائى فى حِجْر رجلها كل ليلة، من الزوجات صباحاً ومن السبايا والإماء ومِلْك اليمين مساءً، وما وهبته النسوة من نفوسهن بين هؤلاء وهؤلاء، وربما لا يؤنس هذا البعل وحدتها أو يشاركها فراشها من كثرة النساء، إلا إذا جاءت على خاطره مرة فى العام، فالحبس والعزل والحجاب والنقاب وتحريم خروجها من بيتها حتى للعبادة، والضرورة القصوى، التى يحددها الرجل، هو سجن حبسها فيه، واطمأن إلى حصارها وإبعادها عن الرجال، مُكبَّلة بالأغلال مُقيَّدة بالأصفاد لا تقابل مغرماً أو منافساً، فيرتاح خاطره ويهدأ باله ويطمئن على تركته وفراشه. والرجل يبذل فى هذا جهداً كبيراً فى تقوية دعائم هذا السجن وتثبيت بنيانه، وأصبح هو الحاكم فى كل أمور المرأة، ولما تكون شهادتها نصف شهادة الرجل فى أمور الدين فقط، إلا فى أمور النساء، يكون هذا سجناً على سجن وقيداً على قيد، وتصبح شهادة أستاذة الجامعة والوزيرة نصف شهادة سائقها أو حامل حقيبتها، ويُظَن أن سؤال عمر بن الخطاب لامرأة عن مدة بقاء الزوجة بلا زوج بجوارها فلا تميل وتهدأ، فتجيبه: ستة أشهر حتى يحكم بعودة الرجال من ميادين الغزو. فيعتبرون هذا كرماً من الخليفة حتى يفتينا المشايخ بجواز شهادتها فى أمور الأحوال الشخصية، وكأنه انتصار للمرأة وإنصاف لها، فهل كنا فى حاجة إلى هذه الواقعة وهذا السؤال الذى كان مصادفة لنضيف لها جزءاً مما حُرمت منه؟ والحقيقة ربما يعود رجلها من ميادين الغزو ولا يقربها، وهو بيده من النساء الصفر الأسيرات ما يقضى لياليه معهن، وينسى هذه الشاهدة المسكينة المحبوسة، وكم كان الزنى منتشراً وهاجساً حتى للعائدين من ميادين الغزو، فكانت التعليمات ألا يطرق الرجال بيوتهم ليلاً.. للحديث بقية...

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

"المصري اليوم" القاهرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.