كـتـاب ألموقع

تقرير عن عيد الصليب في القوش: لا يلوي الحديد الا الحديد -//- لطيف ﭙـولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لا يلوي الحديد الا الحديد

لطيف ﭙـولا

 

كم كانت فرحتي كبيرة وانا اشاهد بأُم عيني اذرع الشباب الفولاذية تحمل  قضبان الحديد وتمد اسلاك الكهرباء الى مرتفعات جبل القوش ولعدة ايام وينصبون سكلة عالية ومعهم ادوات اللحيم وبعمل طوعي وقد كلفهم الجهد الكبير والمال الكثير لانجاز عمل شاق بمناسبة عيد الصليب الذي يصادف يوم 14 – ايلول من كل عام ..وعملهم كان هذه المرة انجاز صليب فولاذي كبير بارتفاع اثني عشر مترا وعلى لحف جبل القوش وفي مرتفعات صخرية وعرة.

استطاعت  اذرع هؤلاء الشباب ان تلوي الحديد وتحفر في الصخور , ليهتف ويهلهل لهم جبل اجدادهم فرحا وهو يشاهد ابنائه قد شمروا عن سواعدهم ليقهروا حالة اليأس والقنوط  وليشحذوا الهمم ويعيدوا الثقة لابناء بلدتهم  وكأن لسان حالهم يقول للعالم :القوش لن تنام ! ولا زال رحمها ينجب الابطال في العمل وليس بالكلام فحسب.. وها هي امامكم هذه الصور التي التقطتها لهم وهم في المرحلة الاخيرة لانجاز هذا العمل الشاق ,ولسوف تنطلق انواره ليلة 13- 9 – 2013 غداة عيد الصليب لتنور مصابيحه وهداة  ولحف جبل القوش ويشاهده ابناء القرى المحيطة بالقوش مع الشعلة التي ستلتهب ليلة عيد الصليب من لحف جبل القوش ايضا  ومن مكان يدعى ( قورز ِ ) مُدشـِّنا بذلك الاحتفال الجماهير التقليدي الذي ابتدأ من القرن الرابع الميلادي يوم اكتشف الصليب الحي بناءا على اوامر صدرت من هيلانة والدة الامبراطورالروماني قسطنطين . وبدا اشعال النار فرحا باكتشاف الصليب في اورشليم سنة 326 ميلادية .وكان علامة على ذلك الاكتشاف التاريخي واستمر ايقاد النار من اورشليم حتى روما اعلانا بذلك الاكتشاف . واصبح تقليدا الى حد هذا اليوم والنار ستشتعل في كل مكان من العالم كما ستوقد في القوش على الجبل وفي الساحات مع  الصلبان المضاءة بانواع المصابيح على اسطح المنازل ..ولكن يبقى عمل الشباب الذي انجزوه هذه الايام متميزا جدا .وسيشاهده ابناء محافظة نينوى من القوش مرورا بقرية شرفية وتللسقف وباقوفا وباطنايا وتلكيف والموصل بالاضافة الى القرى التي تقع  شرق القوش وغربها.. تحية اجلال واكبار الى الشباب الذين وضعوا حب القوش نصب اعينيهم وقروروا ان يخيبوا ظن المخربين والمتقاعسين ليصبحوا قدوة حسنة يحتذي بهم الاخرون ..

مع تحياتنا وحبنا لهم وإعتزازنا بهم..