جلاجل ُ المشعوذين
لطيف ﭙـولا
ـ القوش/ العراق
تـَعـَشعشَ الفسادُ في العقول ِ والمنازل ِ
ولم يترك بـَصيصا من فضائل ِ الأوائـل ِ
فغدا الطيبون ذخائراً في المقابر ِ
ومَن تراهُ حـَيـَّا مـُبتـليا ً بالـمشاكل ِ
الموتُ أولى إنْ لـَم ْ تبحثوا عن البـَدائل ِ
والطوفانُ يـَزحـَفُ على الحقل ِ والمعامل ِ
خـَلتْ مِن َ الذباب ِ حتى قـُمـَّة المَـزابل ِ
صارت الى الجـِنانِ ِ وفي أعشاش ِ البلابل ِ
فاضت ِ المواسيرُ واستـُعينَ بالصراصر ِ
حـَلـّقتِ الغـُربان ُ فاستـُقبلت ْ بالهلاهل ِ
لترى البرادِع َ على ظهور ِ الأصائل ِ
واُسرجـَت ِ الجُحوش ُ وزُيّنـَت بالجَلاجل ِ
فغدا مُستحـَبا كلُّ قبيح ٍ وباطل ِ
واُبعـِدَ الصالح ُ ليصبح َ مِـنَ القلائل ِ
ومن كان يزرع ُ مُـحـتـلما ً بالسنابل ِ
كُسرت ْ فـؤوسُه مع بـقايا المناجل ِ
لتـُمسي حقولـُنا مُخضبات ٍ بالدماء ِ
وبَدلُ الورود ِ جـَماجمٌ في المَشاتـل ِ
اُبعـِدَ عنِ ِ الرَكـْب ِ أهلَ النـَخوةِ والوَفاء ِ
ليصبح َ بـَطلا ً كل ُّ مـُجرم ٍ وقاتـل ِ
فان كنت َ ترتـشي وبَصَمـْت َ على الفساد ِ
حسبوك َ فارسا في السقوط ِ والـرذائـل ِ
لـيمنحوك َ مالاً ومُغريات ِ المظاهر ِ
لتسحر َ الضِعاف َ , تهفـو َ نحـوَ الحـَبائل ِ
وتسبغ ُ عليك َ شهادات ٍ ثم ألـقـابا
والناس ُ تعرفك َ انك َ لست َ بعاقـل ِ!
قد يجعلوك َ نـِمرا وإن كنت َ من الورق ِ
ويلــقوك َ إن شاءوا بين قرون ِ الأيائل ِ
مع اللصوص ِ ,طبعا , ترضع ُ من الخزائن ِ
والجماهيرُ تشقى في عُمر ٍ من دون ِِ طائل ِ
فالنفطُ يُـنعشكم , صار شريانـَكم الأبهر ِ
وللشعـب ِ دموعاً ودماءاً مـُنـذ ُ الأَزَل ِ
بـُلـَهاءٌ أتخموا , وطاوي البطن ِ يستصرخ ُ
ترى هل من مُجيب ٍ يُبـَشـِّره ُ بالأمل ِ ؟
حُجبَ النورُ عنه وعنِ العقل ِ والمُقـَل ِ
ونصفـُه مشلول ٌ والنصفُ الآخر كالثـَمل ِ
وديدنُ الأشرار ِ إنتهاك ُ الحقوق ِ
فلا يخشون إلا من شعب ٍ حَي ِّ مناضل ِ