يا من رقد للخلود ِ!
لطيف ﭙـولا
القيت في احتفالية الحزب الشيوعي العراقي في القوش لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي المقام في 14-2-2014
يا مَن يرعى الفساد َ وسرابا كـَذوبا
مـَثوى الشهيد ِ ذخرٌ تضوعَ طـُيوبا
في الحياة ِ ناضل َ, ومن اجلِ شعبـِه
فتحدى الطغاة َ ولم يخش الخطوبا
فقد عز َّ عليه ان يرى الكادحين َ
قطيعاَ مُستضعفا للــذئــاب ِ حـَـلوبا
زرعَ الــفـقرُ فيهم ظلاما وشـحـوبا
وكالغولِ يرَوهُ دونَ إذنٍ ٍ يؤوبــــا
يا صانعَ الحياة ِ شـروقـا وغــروبا
كيف تغدو الأمورُ إنْ لم تكنْ دَؤُوبا؟
فــمِنْ هذا العرق ِكقطــرات ِ النــدى
تــُغذي نعيمَهم , كانــت لهم مشروبـا
حاشا البطولة َ أن تـمــنحُها السيوف ُ!
تـلوغ ُ بالــدماءِ وتـفــنيَ الشعــوبــا
إنـما البـطـلُ مَـنْ تــَدَجَّـجَ بـالحــبِ
وقَََََـَـهَــرَ المنون َ وانْ كانَ مــصلوبـا
ولـنـا فــي (الشهيد ِ) أُســوة ٌ حَـسَـنَـة ٌ
قدَّسه الشـــمالُ ليـلـهــبَ الجــنوبــا
مِشعــلا في الظلام ِ أمل َ الكادحيـنَ
مُــزلزلَ الــعروشِ ِ وما كانَ مكتوبـا
كأعماق ِالبــحار ِ هــاديءٌ في صمتِـه
ثــوريٌّ بفعله لــيصلحَ العيــوبـــا
مِـن رفاق ِ( يوسف َ) إعــتلى المشنقة َ
منتصرا بالموت ِ , خالداً ومحبوبـا
وصدح َ بالحـقِ ِ الى حيـنِ استشاطوا
أعــداء ُالحــرية ِ فأحــرقــوا القلوبــا
وتـــفــاخرَ الحقُ على لسانِ ِ الــموت ِ :
إنَّ الإرادة َ أقــوى مِن أن تـُـصيبــا !
طالــما كان ( فهداً )ما حملَ الذنوبـــا
أيُّ بـلبـل ٍ كان للــغربان ِ طـَروبـا ؟
فاستــفــزَّ الدخــيلَ , قد جاءنا غريــبا
يـَـمقــتُ كلَّ فــكر ٍ إذا كان خصيبـا
تسابــق الضباع ُ تحت جنح الظلام ِ
للــفــتك بالسلام ِ , ترتكب ُالرهـيـبـا
وشهــداءُ الشعــب ِ ابــطــالٌ خــوالد ُ
دمــاءُهم جــعلت جــفا فـَكــم رطيبا
قِــدوتـُهم ( حُــسين ُ ) سلامٌ وعــادل ُ
يهتفُ باسم ِالشعبِ يـُهوِّن ُ التــعـذيبا
وأجــساد ُ الــرفـــاق ِ تــصارع ُ الآلام َ
عُبــابٌ من الدماء تـُسمِّــرُ الـثـقوبا
واالشهيد ُ ( ﯖـوهار ِ ) مـُقطـَّعُ الاوصال ِ
والفكرُ يشدُّه وصدرَه الــرحــيــبا
وحـــشرجـــاتِ الـــموت ِ جعلوها نشيدا
وحَسـِـب َ الأوغــاد ُ هذا أمرا عجيبا
وقد خــابَ ظـنـُهم فسلَطـوا الرقــيبــا
من يَمـنـَعُ الشمسَ ويوقفَُ الخُضوبا ؟
من يحـملُ في القلب ِ احــلامَ المتعبـينَ
وكوابيسَ الليل ِ في الموتِ لن يغيبــا
لهم حضـورُ البـَدر والنجوم ِفي الدُجــى
والبدرُ رغم البُعد ِ قــد نراه ُ قـريبـــا
فـــالأفــكــارُ أنـوارٌ وربُـها مشعــلٌ
حـــين تــتــوقــدُ تــُنــوِّرُ الـدروبــا
فــكم عــرشا قد هوى ؟ ونظاما بـَلـي َ ؟
واستــذكــارُ الشــهــيد ِ يستنهض اللبيبا
لأنَّ البـــطــولة َ وِســـام ٌ لــمــثِـلـهِ
ودمُــه بـــلسم ٌ , لـلــعــلـلِ ِ طــبــــيـبـا
حين إعـتلى المـنون َ وقد غدا فـَخرَه ُ
وســراجا في الليـلِ , للــهشيـــم ِ لهيبـا
ومَــن فــي يـدِيه ســلاحُ الحقيقة ِ
فهيهات ان يخشى الجلادَ أو يتوبـا
حربُه ضد الظلم ِأنتصارٌعلى الموتِ
في كـلتـا الحالــتـيـن تجاوزَ الرسوبا
فهُم مِــنْ دونِ سيـفٍ أبطالٌ خوالدُ
مَــنْ يعشقُ السلامَ يعاديَ الحروبــا
أقول ُ للـذيـنَ يـزرعونَ الكروبا
إنّ ضميـرَكم ُ تـجاوزَ النـضـوبـــا !
يا دامع َ العينِ ِ قِـفْ وقـَبِـلْ التـُرابا !
وحَــــي الشــهداءَ ولاتــكنْ كـئـيـبــا !
فأعراسُ الأحرار ِ حِناءُهم دِماءُ
ولولا هذا الــدمُ ما سَـلَـونا الكُروبـا
بهذه الدماء ِِ قد أورقوا الجـُدوبا
وبهذا الصمودِ قد اغـرقـوا الـغــَضوبــا
فأسقطوا السجانَ وحَرروا الأديبا
حين امتطى السلام ُ الريح َ والهُبوبـا
يــا أيّها الشــهيد ُ رقـَـدتَّ لـلخــلـود ِ
لتـُحـي َ مَـنْ مـاتَ وتـُصبح َ حبيبـا
في القلب ِ حضـورُكَ ما بَـقيـتْ الحياة ُ
فـــلـولا دِمـاءُكم لآثـرنـا الهــُروبـــا