كـتـاب ألموقع

قصيدة: وباء پـــــيـــوس// ترجمة: لطيف پــولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

قصيدة: وباء پـــــيـــوس

ترجمة: لطيف پــولا

 

القصيدة كتبها باللغة السريانية القس( صومو)  سنة ( 1873م) تناول فيها المآسي التي خلَّفها الوباء الذي اجتاح قرية پـيوس ومحافظة نينوى عموما سنة 1738م .

 ومن الجدير بالذكر أن في القوش عدة بيوتات كانت قد نزحت من بيوس هروبا من الفناء, ومن الذين نجوا من الوباء واستقروا في القوش سنة 1738 م  1ـ بيت گولّلا ـ پتّوزا 2ـ بيت  بَقـّادي ـ بقالا ـ جاوَرو ـ عوديش ـ ملوكا

 3ـ بيت سيپي ـ عبدالا 4ـ بيت  كتو 5 ـ بيت ملاخا.

  وهذه ترجمة القصيدة من السريانية الى  العربية مع تحيات متجرمها  ــ  لطيف پــولا

                1    

إبتدأ سنة الفين وتسعة وأربعين

للأسكندر الكبير عرف بذي القرنين

بلا رحمة اجتاح هذا الوباء اللعين

                 2

في هذه الأيام إثمنا زاد المدى

وقلوبنا غدت الأموالَ تعبدا

فصَّيرنا الوباءُ ميادينَ الردى

             3

من مدينة عقرة في الليل قد ابتدا

نارَ الفناءِ والموت في البلادِ اوقدا

كجـــلاد ٍ قتـلَ  ومــلأ  اللـُحــُدا

             4

كلَّ قريةٍ غشاها جعلها خرابا

ليترك حقولَها ,بلا  ناس , يبابا

قفراءَ لا تأوي إلا  بوما , غرابا

           5

وبيوتها  قبور  مقرٌ  للأشباح ِ

في الظلام عويلٌ  وأنين ُ الجراح ِ

وانتشر في البلادِ في الموصل والبطاح ِ

             6

اجتاح قرى الموصل وزرع  الآلاما

وأربعين  الفا  جعلهم  حطاما

زحف على ( پيوس ) ونفث  الزؤاما

               7

كأفعى قد غرس أنيابه  الحاقدة

في جسدِ بيوسَ رغم الموتِ صامدة

صيَّرهـــا  ســمُّــهُ  كجثةٍ  هــامدة

            8

حلَّ هذا الوباءُ في العشرين من نيسانِ

ليحرق الربيعَ  في البيت والبستانِ

والموت يسعى زحفا من (البيت التحتاني )

           9

تسللَ الوباءُ  الى  بيت  شابا

فأسقاهم  المُّرَّ  والموتَ  والعذابا

صار الوباءُ  لهم  ماءً  وشرابا

            10

شابا وأولادهُ  بين الغرفِ  صَرعى

الكنَاتُ في احتضارٍ ويحضنَّ الرُضَّعَ

إثنان يبكيان , فقط ,من  الأطفال التسعة 

          11

بيت شابا مقبرة  للتـَوِّ  تركَ

الى بيت جاره أپـرم قد  سلكَ

كالطوفان اقتحم والكلُّ قد هلكَ

          12

قتل أپرم  ومعه  ثلاثة  أولادِ

والزوجة والكنات بأعمار الأورادِ

ثمَّة صغيرة  تحبو  بين الأجسادِ

            13

وشرع  الوباءُ  بالنفوسِ  حصادا

يملأ  القلبَ  رُعبا ويذيبُ  الأكبادا

كذئـب ِ خلف خرافٍ تلتمسُ الوهادا

             14

غّصَّت بهم البرية , الوديان والتلال ُ

بطون المغارات , الغابات والجبالُ

والوباءُ  يزحف لا  توقفه   رجالُ

              15

الكلُ يجري منهكا  والقرية مهجورة

يتبارى الكبارُ والصغارُ مذعورة

ضلـّوا كلَّ السبلَ وضاقتِ المعمورة

             16

من خلفهم الوباءُ كالجيش يزحف ُ

بلا  رحمة رقابا ورؤوسا  يقطفُ

قاتلٌ غير الموتِ  أبدا لا يعرفُ

             17

أوغرَ في القلوبِ رماحا وسهاما

جعل من الأشلاءِ  تلالا وأكواما

آلافا بلا رموسٍ للجوارحِ  طعاما

             18

أفنى خيرَ الشباب وبعمر الزهور ِ

وكفأسِ الحطابِ هوى على الجذور ِ

كأشجارٍ سقطوا صرعى بين القبورِ

           19

إجحافا بالحياة ساوى سيفُ الوباء ِ

الجاهلَ  والبليدَ  بالناسِ العقلاء ِ

فتك بالحكيم ِ ,بالقس ,بالشعراءِ

            20

بيوتهم جميعا مقفلة الأبواب ِ

دماءهم حمراء سالت على الحراب ِ

والقريةُ غارقةٌ  بنعيبِ  الغراب ِ

          21

كثاكلةٍ غدت  بعد هذا  الوباءِ

مآتم في كل دار وفي كل الأحياء ِ

وعويلُ الرجال زاد على النساءِ

          22

آه أي وباءٍ كان پيوس فضيعا ؟!

وأي قلبٍ لم يغدُ من الرعب صريعا

جاء كسربِ الجرادِ غشى الحقلَ ربيعا

         23

التهم الرُضَّعَ مع الشيوخ الكبارِ

في الليل يقطع الرؤوس وفي النهارِ

ثلثمائة  واربعين  قطفوا  كالـثــمار ِ

         24

إسمعوا يا إخوتي ويا بني وطني

ما الم َّ ب(پيوس ) جمٌّ  من المحن ِ

فواجعٌ ومآسي تبقى عبر الزمن ِ

         25

فلترث أرواحُهم الراحةَ  الأبدية

وفي الموت أحيانا خلاصٌ وحرية

بدلا من الشقاءِ  ونيرِ العبودية

 

ومنّي أنا مترجم قصيدة پيوس من السريانية الى العربية هذه الأبيات رثاء على أرواح ضحايا الوباء

 

مِن شاعرٍ ترجم بحزنٍ هذه الأبيات ِ

                       وعلى پيوسَ أذرفُ أحرَّ العبراتِ

لشاعرها  صومو مني  خالصَ التحيات

                   قد انشدَ صادقا  لحنَ عويلِ  الأمهات ِ

بكيتَ لپيوسَ , شعرا,وانتَ  في الحياةِ

               وليبقى صداه  في القلب ,في كلِّ الأوقات ِ

أُحيكَ  خالدا  كشاعرٍ  من  التـُـقاةِ

                     ولا زلنا يا صومو مُعرضين للآفاتِ

فالشعبُ والوطنُ بين دجلِ السياساتِ

                   ووطيس ِ الحروبِ وعصاباتِ السرقاتِ

وباءُنا  بشرٌ من أبناء الحضارات ِ

                لنمسي  من ضحايا المصالح ِ والصراعاتِ

أين نهربُ يا صومو من ظلم وجور العُتاةِ ؟

                   وهــذه  دنــيـانــا  رهــيـنةُ   الــمـُفارقات ِ

فيا قاريء شعري وهذه  المترجماتِ

                     كلنا مثل  صومو سنبقى ذكرى رواياتِ

ليس خالدا  إلا من يضيء بعد الممات ِ

                           والآفاتُ وحدها تعملُ عملَ الجُناة ِ

 

مع تحياتي

 

لطيف پولا