كـتـاب ألموقع

• يا سيدتي... أين النجاة ُ ؟!

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

شعر: لطيف بولا

  مساهمات اخرى للكاتب         

·        يا سيدتي... أين النجاة ُ ؟!

 

  تشرين الثاني 2010

 

غدت عيناك ِ  بـِنت ُ العراق ِ أَعشاش َ حُزن ٍ تُبكي الغـُرابا

مات َ(كلكامش) هـَرب َ( انو) نامت (عشتارُ) تحت( خـِمـبابا)

ست ٌ وعــشرون قـَـرنا يهوى بالسيف ِعلى نبض ِ الــــحياة ِ

والــملايــين ِ مـن البـُُنــاة  ِ, سادَ الــرُعاع  ُ بـَـثـوا الإرهـابا

فاستــحــالت ِ البلاد ُ  سِجنا  يــَحوي أشباحا لأمــس ٍ غــابــا

حــينَ مَــزًق َ سُلطان ُ السيف ِ حضاراتـِنـا مــَحى الــكــتابــا

جـَلـَب َ الـمـوت َ الى الحقول ِ والضـَـلالــة   َالى العــــقـــول ِ

أطفــأ النورَ, أذوى الكروم َ بــَث ً السُموم َ أدمــى الــمِــحرابا

بإسم الدين ِ صادروا الأرضَ هـَتـَكوا العـِرض َ أقاموا الفـَرضَ

حَلـًلـوا الذبــح َ وقد جــعــلوا مــِن فـَــردوسـِنا مـَــسخـا خَـرابا

فـمـَـن تـلوم ُ وقد خـُلـِقوا  مِـــــن اكـــلات ِ لـــحــم ِالــبـــَشــَرِ

وقـــد وجــدوا في وطننــا لـــحــمــا سمــيــنا , دمــــا شــرابا

وســال َ الــدم ُ مــع النهرين ِ نــهــــرا ثـــالـــثا , رابعٌ  دمع ُ

زرعوا الهـًم ً دَكـوا الأمال َ وكما تـــمحو الـــريح ُ السحــابا

يوقظُ البــيد َ نـَبــض ُ الحيــاة ِ إذا مـَسها نــــــدى الــطـَلـَـــل ِ

أمـــا دِمـانا حـــين َ تـــُراق ُ فـــلا تـُــنـــعـِشُ إلا الــــذِئــابــا

ســلــوا شـَنعارا وأمــصارَه  مِــن بــابِ الله ِ حــتى حــيـــرَة َ

ومِـِن نــينــوى حــتى اشورَ مـَن جـَعـَلها قـــَفـــرا يـــَبـــابا ؟

ناد ِ سـُميل َ وطــورَ عابديــن َ ومـِن هكاري الى صوريــــًا

قــد فــاضَ الــدم ُ في كرخ سلوخ َ أوفى صُلبانا أروى حـِرابا

مــا مِــن جـَديد ٍ في كنيسة َ أُم ٍ النـَجـاة ِ  يـُدهـــِشُ  القـــــوم َ

إن ً  الافــــا وملايـــين َعــاشوا عـــبــــيــــدا مــاتــوا أَربابا

غــشى الجــرادُ مِــن كلٍ صوب ٍ  وأسوارُنـا دون َ رَقـابــَه

ذبــل َ الــزَرع ُ وجَــــفً الضَرع ُ ولــم  يـَنــتـَخ ِ فــينا رِئابا

هــذه الارض ُ والتي انــطوت عــــلى كــنوز ٍ نـــام َ أهـلـُها

أُغتيل َالــرب ُ, بـُقـِرَ البَطــن ُ كـُبـٍــــلَ الشعــــبُ شيبا شبابا

كــل ًُ ذرة ٍ فـــيــها بـــقـــايا  وذَخـــــائــــرٌٌ  لــلــشـــهــــداء ِ

كـــيف تـَطـَاُ حين َ تسير ُ , دون أن تـَبكي , هــذا الـتـُرابا ؟

فـقـد قــتـلوا شيخا يزرع  ُ طـِفلا يـَرضَع ُ أُمًــا تـَهجَع ُ

كاهـِنـا أمضى في التـعـبُد ِ يــدعــو لـلربِ كلً من تابا

حَملوا حـِقدا مـُفـَخـًخات ٍكـَــبـًروا جـَهـــلا كــأن َ اللهَ

جزارٌ يهوى شُرب َ الدماء ِ, لــلمجرمين  َيعطي القابا

إن الــكـلاب َ أداة ُ صيد ٍ, لـــها أسياد ٌ,غُـــرٍرَ بــهـــا

الى ضحايا تــُقاد ُ لــهــا  فــلا تــلــوم ُ يــوما كـِلابــا

قد علمتنا دروسُ الماضي أن ً  الـــفـِخاخ َ خـلـفها يــد ٌ

ومـَن يــحــوك ُ في الــدَهـاليز ِ يـَتـَحـَمل ُ  ذنـبا عـِتابا

فــيا حـَبــذا سألت َ الجاني , وكــالعــــادة ِ فهو مجهول ُ !

لـِم َ  قـتـلت َ قوما يُصَلي مِن دون ِ ذنبٍ ؟هات أسبابا

مَن أَمركَ تـَصلي الجـُموع َ  بنار ِ الحِقد تنهي الخشوع َ

تروي الغليل َ بصوتِ طِفل ٍ مـَزًق َالقلب َ, َهـَد ً الـقـِبابا

أيـــــهٍ بغداد جَف ً المـِداد  ُ هـــكذا شاء لنا الأوغــاد ُ

اقاموا الظـُلمَ ودَسوا السم ً  فـَرقوا الأهل َ أخلوا الشِعابا

شعـُبنا يدري بالذي يَجري  فات َ الأوان ُ مات َالأمان ُ

ومَن طلب َ النجاة َ بعد َ  فـَوات ِ الأمر ِ لاقى الصِعابا

ومـَن فـَرًط  َبـِعـِز ٍ الدار ِ لن  يــَنــفــعـُه ُ يــوما نــَدَم ُ

ولا يــرحم ُ قلب ُاللصوص ِ إذا فــُتِحـَت لهم أبــــوابا

صار شعبــُنا سِرب َ الحَمام ِ بين مِـخلَب ِ أَعتى عـُقاب ِ

فـــــلا السارق ُيــــخشى حــــسابا ولا القاتلُ نال العِقابا

ولا يـــعــرف ُ  إلاً الــسلام َ ولا يــــزرع ُ إلا الـــوئام َ

وفي زمن ٍ مال َ قـِسطـَه ُ , دعاء ُ الصِدق ِ بالكذبِ شابا

بــمَن تـَثــِق ُ كلًُ الوعود ِ  صارت كلاما , وِهما ً, سَرابا

يـئــسََ الناسُ , فمَن لم يـَمُت اثـَـرَ الهـَجــرَ  والإغـــتِرابا

يا سيدة َ الـــنجــاة ِ ِإشهدي عــلى إجرامِ  بـَني الضـِبــاعِ ِ

لا يــمـــلكون َ ضــميرا ولا رأيـــا سديـــدا ولا   ادابـــا

أمــست مـَزارا  يا سيدتي  كنيستُك ِ , مـــَرجــا خــَلاًبــا

يــومَ نـَـزِف  َفيضُ الجــروحِ  ِ سِــرَ العمادِ دما خِضابا

صوتُ الشهيدِ ينادي الباري  ولا يــردُ  لــه جــــــوابــا

يا سيدتي كـيــفَ  النـَجاة ُ؟ ومَـــن يــَسمع ُهذا الخِــطابــا ؟

إن لــم تـُغـَـنٍِ ٍِ كالــطير ِحُــرًا , تعلوا القـِمَم َ,تجوبُُ الغابا

فبئس َ عَــيشٍِ  ٍفي ظل ِ رُعب ٍ أثـقـَل َ , ذِلا , نير ٌ  رِقابا

لــــيت َ شعـبـــَنا  أدرَكَ أنً مـــفتاح َ الغدِ في أصواتـــِه

إذا قـَــَرًرَ حيـــن َ يـــخوض ُ في السياسة ِ والإنـــتخـــــابا

وأن يردمََ كــلً ثـــغـــرة ٍ  ينفذُ  مــنها عــَـدو الــــنـــــور ِ

نـــبـــني وطـــنا حَــــبــــاه  ُ الله  , والمناضلُ   يوما ما هابا

نــحــــن أبــناء ُ شعبٍ عريق ٍ من الشمال ِ حتى الجـــنوب ِ

فلا يَــفــتًُ قــَـط في عـَضدِنا مثـلــما كـُــنـًُا دومــا أحــبابا

قــد جــمعــتنا سُــوحُ الــنضال ِعبرَ  السهول ِ وفي الجبال ِ

يَــغــُـصًُ إذا  سألَ : كــيف يــخــون ُ الحــــرُ  أتـــرابا  ؟

وإذا كانت شمسُ  الوطنِ ِ أدمى وجهَــها وحش ُ  الظــلام ِ

فــلنجعــل َ  كــلً شـهــيــدٍ فــي ســمائــِنا يزهو شــِهــابــا