كـتـاب ألموقع

مهرجان برديصان ايار (2010) دهوك// لطيف پولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لطيف پولا

 عرض صفحة الكاتب

مهرجان برديصان ايار (2010) دهوك

لطيف پولا

 

المقدمة

كان الهدف من معظم نشاطاتنا الفنية والادبية من خلال مهرجاناتنا ونشاطاتنا الفنية والادبية والثقافية بالاضافة الى نشر ثقافاتنا وتراثنا وآدآبنا كانت تقام باسماء وفي إحياء ذكرى علمائنا وشعرائنا وابائنا الأفذاذ الذين تركوا لنا وللأجيال القادمة إرثا أدبياً وتراثياً وتاريخياً ودينياً ومواقف بطولية رائعة الى حد الاستشهاد دفاعا عن مبادئهم ومعتقداتهم .ومن هذه اللقاءات المهرجانات اللغوية والادبية والفنية  التي اقيمت كانت باسماء مار افرام والشهيد مار توما اودو وبرديصان والشهيد مار اوجين منا وغيرهم. انشر اليوم شيئاً عن مشاركتي في المهرجان الذي اقيم في دهوك  باسم برديصان الشاعر, العالم  والفيلسوف.

 

مهرجان برديصان الثقافي

في 27 ـ 29  ايار  سنة 2010م  شاركتُ في اليوم الاول بقصيدة قي مهرجان برديصان الشعري الذي اقيم في محافظة دهوك لمدة ثلاثة ايام من 27 الى 29 / ايار/ 2010م . وكان زملائي المشاركون قد طلبوا مني جلب عودي معي.. وفي اليوم الثالث طلبوا مني اغنية غنيت لهم, وحسب طلب البعض, أغنيتي هذه (كيلا دلالِ).

 

https://youtu.be/EktnPa0x4Ew

رابط الاغنية التي قدمتها في اليوم الثالث للمهرجان .

 

 وكان المرهجان برعاية فخامة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح

 

من هو برديصان الذي اُقيم  هذا الإحتفال بإسمه؟

ܒܪܕܝܨܢ  ܣܘܪܝܝܐبَرديصَن السرياني، (154 - 222) كان عالما وفيلسوفا،شاعرا وفلكيا سريانيا يعتبر من أهم الفلاسفة والشعراء الذين كتبوا بالسريانية في العصور القديمة. ولد برديصان في مدينة الرها لعائلة سريانية ثرية. كان والداه  أصلا من سريان حدياب, وكانت أمه حبلى به عندما هاجرت إلى الرها ولادته على ضفاف نهر ديصان المار بالرها لدى وصولهما إليها فسمياه برديصان أي بمعنى "ابن ديصان" وخلال طفولته وشبابه تلقى برديصان تعليمه في بلاط أبجر أبن معنو الثامن ملك الرها. انتقل برديصان إلى منبج (مدينة في شمال سوريا), بسبب انتشار القلاقل السياسية في الرها, وهناك في منبج تتلمذ على يد الكاهن الوثني أندوزبار الذي علمه الفلك كما تأثر برديصان بالفلسفة البابلية التي كانت منتشرة هناك حنذاك. في الخامسة والعشرين حدث أن سمع برديصان موعظة ل"هيستاسبس" أسقف الرها فتأثر بها وتعمد على يده وأصبح شماسا وأشرف أن يصبح كاهنا. وخلال تلك الفترة تمكن رفيق طفولته أبجر التاسع من الوصول إلى الحكم في الرها فعاد برديصان إليها واحتل مركزا هاما في بلاطه. وأثناء اضطهاد الأمبراطور الوماني كاراكلا للمسيحيين انتقل برديصان إلى جبال أرمينيا حيث حاول نشر المسيحية بينهم وألف كتبا عن حوليات ملوك الأرمن. وبقي فيها حتى وفاته.

 

أفــــكـــاره :

 اختلف اللاهوتيون والمؤرخون حول اعتقادات برديصان وأفكاره، اتهمه البعض, كافرام السرياني وابن العبري, بالهرطقة وبالوثنية بسبب اهتمامه بعلم الفلك. فبحسب كتاباته يبدو أنه كان قد حاول ربط مبدأ الله بالقمر والشمس. في إحدى أشعار مار افرام يأتي على ذكر برديصان.

ويتفق العديد من المؤرخين أنه اعتنق المسيحية عن إيمان وأن رواية انجرافه وراء "بدعة فاليتينيان" ليست موثوقة. وكان صديقه ورفيقه الملك أبجر أول ملك يجاهر بإيمانه بالمسيحية فقام برديصان بالدفاع عنه من خلال كتاباته وهاجم الفرق الغنوصية التي كانت منتشرة حينها. ولما هاجم كراكلا (امبرطور روماني الذي حكم من (211 الى 217م) هاجم مملكة الرها بعد تحولها الى المسيحية حاول بعض المقربين من الرومان إقناع برديصان بترك المسيحية غير أنه رفض وفر إلى أرمينيا وهو في الثالثة والستين من عمره وحاول نشر المسيحية فيها. وبحسب ميخائيل الكبير فقد ولد لبرديصان ثلاثة صبيان، ساهموا بجانب والدهم في تشكيل  الموسيقى الكنسية السريانية.

لكن ابى البعض الا ان يلصق الغنوصية ببرديصان الشاعر الفيلسوف الموسيقي.

وهذا تعريف مختصر للغنوصية وتاريخها:

الغنوصية التي اُتهم  برديصان بإعتناقها:

الغنوصية Gnosticism كلمة يونانية الأصل تعني المعرفة أو العرفان، ثم تطورت واتخذت معنى اصطلاحياً «العرفانية»، اصحابها يعملون على تذوق المعارف مباشرة أو التوصل بنوع من الكشف والإلهام إلى المعارف العليا. مثلت الغنوصيَّة نزعة فلسفية صوفية دينية معاً، غايتها معرفة الله بالحدس لا بالعقل. وعموماً تشغل الغنوصية مكاناً وسطاً بين الدين والفلسفة، ومزيجا بين معتقدات شرقية غربية. واعتبر البعض الديصانية (نسبة إلى برديصان)، والمانوية (نسبة إلى ماني بن فاتك, والمزدكية, من الفرق الغنوصية. واعتبر البعض ايضا ان المندائية أولى الفرق الغنوصية، ومن ثم المدرسة الحرنانية الغنوصية، والصابئة. أما الغنوصية المسيحية فقد ظهرت في بادئ الأمر في السامرة، ثم في الإسكندرية، وازدهرت في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد. وانتشرت في أغلب بلاد الشرق الأوسط ولاسيما في مصر. وامتد أثرها إلى اليهودية والإسلام، فتمثلت في صور وأشكال مختلفة منها الغنوصية اليهودية والمسيحية والإسلامية. من أبرز الشخصيات الغنوصية المسيحية في القرن الثاني الميلادي، ثلاثة هم باسيليدس Basilides وفالنتينوس Valentinus ومرقيون Marcion. يعتمد مذهبهم على المعرفة الصوفية التي تهدف إلى الخلاص من العالم الحسي والاتحاد بالله، وذهبوا في التأويل فقالوا بإلهين، واحد جبار للعهد القديم، وآخر محب للعهد الجديد، وعدّت الغنوصية الاله الأول إلهاً شريراً خلق العالم المادي مصدر الشر، وقدم الغنوصيون نظرية خاصة بالخلق تقول بوجود قوى روحانية بعد الله أو الإله الأعلى، وعددها 33 قوة ترمز إلى عمر السيد المسيح، منها ذكور ومنها إناث، وكلها مظاهر للإله يكوّن مجموعها الصفات الإلهية، سماها فالنتينوس بالأيونات، وبرأيه أن صوفيا، قوة الحكمة، أحد هذه الأيونات، خلقت العالم بوساطة ابن ماكر لها، لكن أيوناً آخراً - وهو المسيح - بُعث ليعيد الحكمة إلى صوابها ويرجعها إلى زمرة المجموعة الروحانية الخيّرة، ولبعض لعقائد الغنوصية المسيحية مذهب خاص بهم, يقول أن الإله الأعلى الخير ارسل ابنه في شخص المسيح ليحرر الناس من التعاليم القديمة الخاطئة. بيد أن إيرينايوس Irenaeus - أحد المدافعين الأوائل عن المسيحية- حاول حماية العقيدة المسيحية من التضليل، مؤكداً أنه لا إله سوى واحد خيّر. في حين ذهب باسيليدس في مذهبه الغنوصي إلى تعظيم الشيطان لدرجة التأليه، وربط بين البوذية والهندوسية في نطاق المسيحية، وسلّم بالتجدد الروحي وأنكر بعث الأجساد، فكان تفسيره للمسيحية بوذياً عميقاً. أما مرقيون فقد نادى بثلاثة مبادئ رئيسية للوجود، الإله المتعالي، والصانع، والمادة الخالدة. ورفض نظرية الفيض وأنكر على المسيح الطبيعة البشرية، فأصدر عهداً جديداً غير العهد المعروف يتكون من إنجيل لوقا ورسائل بولس لكن الكنيسة حرمته.

 

المصدر : الموسوعة العربية