اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

وطن بطعم العلقم// اسعد عبدالله عبدعلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اسعد عبدالله عبدعلي

 

عرض صفحة الكاتب 

وطن بطعم العلقم

الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

 

ما اكثر المتاجرين بالشعارات الوطنية, ممن لبسوا البدلات الرسمية في ساعة بث الاكاذيب على الشعب المسكين, فكان كل هم حمقى السياسة ان يكون الوطن على مقاساتهم, حتى لو تحول لمرارة على الملايين من ابناء الوطن! فلا يهمهم شيء الا مصلحتهم, انها انانية مفرطة حتى اكثر من حب  الشيطان نفسه, الملاحظ انه كلما ارتفع السُعار الوطني لشلة اللصوص, يخيم بعدها نكبة على البلد وتسيل دماء المساكين, حيث يأتينا المطر السياسي على شكل تفجيرات مرعبة, واعمال القتل والخطف والتي تنسب للإرهاب, وترتفع نار الطائفية بفعل فاعلهم, وتكثر الاشاعات عن الاعداء الغير مرئيون, والنهاية حصص جديدة من كعكة البلد يتم تقاسمها بينهم.

ساسة جعلوا من السكوت عن الحق دين يتعبد به, من خالفه كان كافرا او زنديقا او ابناً للصهيونية, وايضا لا يتركون الصاق تهمة ابن الزنا.

وطن من دون مستقبل, لا امان فيه! بفعل تمدد اذرع الاحزاب لتفتك بكل من يخالفها بالكلمة, يبدو اننا عدنا لنفس حياتنا في زمن الطاغية هدام! حيث كان غير مسموح بنقده, بل يقطع لسان من ينتقده, الان الوضع اكثر سوءً حيث يقتل من ينتقد الاصنام السياسية, وفي احوال افضل نسبياً يتم فقط تهدر كرامته امام العلن ويعذب, كي لا يعود لقول الحق في وجه الظالمين.

الفساد ينخر منظومة التعليم, والتربية, والصحة, والخدمات, البلد يغرق في مستنقع الاحزاب ولا وجود لأي فرصة بالنجاة.

ذات يوم كنا ثلاثة معا فسألني الاول عن التغيير الذي حصل لحياتنا؟ قلت له: "لا يمكن ان تنكر ان بطاقة الاحوال المدينة تغيرت الى البطاقة الموحدة, وهذا منجز عظيم لحلف الاحزاب خلال 17 عاما من الحكم", فضحكنا كثيرا معا, وكان ضحكا اشبه شيء بالبكاء على اطلال وطن يضمحل رويدا رويدا.

واضاف ثالثا: "بل اذكركم بإنجازات حكومات الواق واق واحسبوا معي: اولا: الارصفة المقرنصة, ثانيا: اقامة الانتخابات التي تشبه عملية تدوير النفايات, ثالثا: الموازنات الانفجارية التي تذهب لجيوب الساسة", فضحكنا لأننا كنا ندرك انه كان يمزح ويتهكم على الساسة اللصوص, فكل ما نجده في البلد هو: الظلم والفوضى والخراب, لست متشائما, لكنها الواقعية المرة التي نعيشها في بلد العلقم.

انه قدرنا ان نعيش في وطن تم السطو عليه من قبل قافلة من الحشرات الضارة, لكن لا مفر من عشقه, فالوطن ونحن حالة واحدة وكما يقول احد الكتاب العرب: "انا والوطن لا نفترق غالبا, كلانا يسكن الاخر, هو وضعني في الدرك الاسفل من شرق الخريطة, وانا افردت له خزانة المشاعر مكاناً يقضي فيه الليل والنهار, نبحث عن بعضنا كلما أخطأت الاحوال الجوية والسياسية والاقتصادية في مؤشراتها, نختلف مرات, نكذب على بعضنا مرات, لكننا نتأنق كلما مر النشيد من أمامنا".

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.