كـتـاب ألموقع

من عنكاوة الى برطلي والقوش -//- يونس كوكي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

من عنكاوة الى برطلي والقوش

يونس كوكي

03-04-2013

مع تفهمنا الجيد لحجم الهجمة الشرسة على العراق بصورة عامة ومن نتائج تلك الهجمة ضحاياها الاكثر اكتواءً بها ابناء شعبنا( الكلداني السرياني الاشوري)(السوراى) وبصورة خاصة ومزايدات او مبالغة.

لكن ياترى هل علينا ان نسابق الريح دوما والى المجهول؟ عجيب امرنا او عجزنا من ايجاد نصٍ في الانجيل طالما اصبح كتابنا المقدس ومنهجنا ما يزيد على الالفي سنة كي نتمنطق ولو وسيلة واحدة للدفاع عن انفسنا وديارنا التي خسرناها واعراضنا, لم يترك لنا اجدادنا الاوائل غير احناء الرقاب للسياف الغازي لئلا نفقد ملكوتنا السماوي الموعود. وتاريخنا يشهد لغزارة الدماء التي سالت من اجدادنا وهم عُزل حتى اليوم.

ففي زمن النظام السابق, وما الجديد فكلها انظمة سابقة !, كان اهلنا في المهجر مروضون اكثرهم ان لم نقل جميعهم لئلا نتجنى على البعض لم ينبسوا ببنت شفة على جرائم النظام ولو قول حق وهم في ظل رايات جبارة لها الامر والنهي في العالم بحجة خوفهم على اهلهم في الوطن من انتقام السلطة آنذاك.

مالذي يعيق الآن ؟ وواشنطن على مبعدة رمية حجر منهم كالمثل القائل؟

أليس الهجوم على ابناء شعبنا (السوراي) وبلداتهم وتواجدهم في وطن أبائهم واجدادهم منذ الاف السنين, وحيث ابتدأ من البصرة ولم ينتهي حتى ما بعد غزوة زاخوتا ونوهدرا في نهاية 2011, أليست مقصودة ومنظمة؟ نتألم بصدق لما يحدث للأهلنا هناك لكن بصراحة نحن الذين في المهجر نكثر من الثرثرة فقط دون عمل جدي وملموس, ماعدا البعض , اما الاكثرية بطولاتهم لاتنكر فهي على الانترنيت وبعالمية غير محدودة , والتخريب الذي صدر من البعض وبقصد لتشجيع على هجرة شعبنا من الوطن ببث الاضاليل لتصل الي مسامع اهلنا هناك عن جنتهم الفاسدة.

فلو نريد ان نسرد سلبياتنا فهي محزنة ومقرفة احيانا, على الاقل مانراه في امريكا مثلا ونحن ذوي ثقل الاكبر. والذي يبعث الاسى عندما نقرأ او نسمع مناشدة بعض الاخوة في الوطن واستغاثة تارة من هجمات الاشباح الاربعة في عنكاوة , او كوري كافانا او برطلي او بغديدي, اما تلكيف فلا نجرؤ ذكرها ونحن حائرون في امرها, هل ابتلعها الحوت على امل انه لثلاثة ايام فقط ثم يقذفها؟ أم ان اخوة يوسف عادوا ثانية ليبيعوها للأسماعيليين؟ فمتى ستصبح عزيزة العراق؟ واسفاه ! .

ولئلا نبتعد كثيرا, قبل عدة سنوات قرأت مقالة للأخ عمانوئيل تومي طبعا في الانترنيت (وبلاش) وكانت بعنوان (هل ستكون القوش القلعة الاشورية الاخيرة) فالبعض عدها تشاؤمامبالغا لكن امثالي الذي يقتلهم الاسى اعتبرها واقعية .

وبالرغ ما نقرأ وسم اخبارا سارة عن القوش وة العيارىولامدين فيها لحد الان غير أبهين بزرفات المولين الادبار صوب الغرب عملا بمبدأ ( على حس الطبل خفف يارجلي) أي دون اتقان اللعبة. وأول ما تطأ اقداهم هذه الارض يبدأون بالسب اللعن للي اتى بهم بعد ن يُذٍكر الحاضين كي كا لا في بيت اجداده.

وما بين مقالات الاخوة منذر كلا, وزاهر دودا والاخرين وما اكثرهم واروعهم بكلماتهم المعبرة لا نرى ما يشد من أزر المتشبثين بتلك الارض باشياء مادية , كانشاء بعض المشاريع حتى وان كانت صغيرة, وقد ينطبق على بلداتنا الاخرى مثلما كانت تراودنا قبل عقود , كمعمل لقطع الحجر وتهذيبه للبناء, او الجص المهمل في الكنود (لنداوت) او معمل لمعجون الطماطة او معمل للجبن والالبان, او تربية العجول والاغنام فهل هذه معيبة ام ماذا؟ ام فقط ان فلانا وصل الي استراليا  او اوروبا او امريكا وعلينا اللحاق به قبل ان تنفذ وتفلت من ايدينا !.

في عام 1970 من القرن الماضي شاءت الصدف ان اركب القطار من بغداد والي برلين الغربية حينها ومن ثم الي فرنسا وعدت بع عدة شهور لعدم تمكني من المقاومةلأكمال المشوار الذي قصدته للدراسة, ففي تلك التجربة القصيرة وعمرى آنذاك كنت اود ان انقل بكل ما بوسعي الى بلدي وبلدتي من معرفة ووساءل للعمل والتقدم لنعوض ماسبقنا من الزمن ولم تكن محرمة! والزاير لاوروبا يجد فيها كل ما هو حديث لكن القديم وخاصة المدن والانية والازقة القديمة لم تلغى او تترك مهملة فتجدها في باريس ولندن وبراغ ومدن اوروبية اخرى كتحف فنية.

أما في بلداتنا بقصد او غير قصد وفي القوش اهملت تلك الاحياء والازقة والبيوت التي خرج منها الالاف ومنهم حملة الشهادات ولمختلف نواحي الحياة ونفتخر بهم اهملت بحجة صعوبة اصلاحها او تكلفة بنائها من جديد, ولماذا لا يعاد بناءها وبنفس الحجارة الموجودة اصلا فيها , وحتى تبليط طرقاتها بالحجر ويضاف من التحديث ما يستوجب.

إن اعادة بناء الابنية الآيلة للسقوط او التي اصبحت خرائب في نفس اماكنها سيعطي ويبعث روح قوية في نفس الذي سيسكنها وسيتحسس أنه متجذر فيها بعمق الأف السنين من تاريخ البلدة. كم أتألم ان فلانا باع بيته او ارضه مسرعا للحاق بفتنة الغرب, وقد يكون بعض المال ليوصله الي جنته الموعودة دون ان يبيع ارضه او بيته, فلماذا هذا التسرع؟ قد توجد عند البعض اسباب وجيهة تجبره على الهجرة لكنها لا تعم.

في الوطن عيشةُو وعملُ ومواكبة الحياة, وفي بلاد المهجر ايضا نفس الشيء, لا بل توجد اشياء في الوطن لايكن ان يحققها جميعا في المهجر كأن يجعل اولاده ان يتخرجوا من جامعات ويحملوا شهادات عالية, وامور حياتية اخرى لسنا بصددها الان.

ولابأس ان اذكر عبارة بليغة ذكرها احد الكتاب في الانترنيت عن ابراهام فرانكلين يقول(من يتخلى عن حريته من اجل أمنه لايستحق لا الامن ولا الحرية), من سيمنع ذرف الدمع على ما نعتز به؟

الله والوطن وشعبنا من وراء القصد"