كـتـاب ألموقع

• ماهكذا نوقر موتانا ؟؟؟!!!!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم حميد الحريزي

ماهكذا نوقر موتانا  ؟؟؟!!!!

 

فوق سطح سيارة حديثة تحمل لوحة تسجيل تدل إنها قادمة من مدينة بعيدة ربط

على سطحها تابوت خشبي لف ببطانية وحبل متين يتخلل قضبان سلتها.الحديدية

المخصصة لحمل الأمتعة .إن ما يضمه الصندوق الخشبي هو بالتأكيد أب او اخت

او ام وزوجة أو صديق عزيز على ابعد الاحتمالات لمن هم جالسين داخل

السيارة المبردة.

العزيز المحمول على ظهر السيارة كقطعة أثاث أو أي حمل ليس ذي قيمة طوال

هذه المسافات تحت رحمة الشمس اللاهية صيفا والبرد القارص والأمطار في

الشتاء،غالبا ما تركن السيارة ومحمولها جانبا لينزل الأحبة ليتناولوا

الطعام والشراب في احد مطاعم الطريق وهم قاصدين احد المراقد المقدسة في

النجف أو كربلاء أو أي ضريح للاثمة أو الأولياء ليدفن الميت إلى جواره

طلبا للشفاعة وحسب العرف والعادة .

ليس هناك من لم يلاحظ هذه الصورة ولأكثر من مرة أو عاشها ومارسها هو لأكثر من مرة.

نقول الا يجدر أن يوضع هذا الجثمان العزيز في تابوت يليق بكرامته كانسان

وليس في صندوق خشبي متهالك نتيجة تكرار الاستخدام وما يتعرض له أثناء

الحمل والنقل ، مسامير الناتئة تنغرز في جسد الحامل والمحمول معا!!!.

الا يفترض تتم عملية تعقيم  ان لم نقل إتلاف للتابوت قبل وبعد نقل

الأموات اللذين قد تكون أسباب وفاتهم بسبب احد الإمراض المعدية مما يسبب

نقل العدوى إلى من يتكفلون حمله ونقله في كل عملية  تشييع ودفن؟؟؟ .

الا يفترض أن يوضع تابوت المتوفى في فضاء سيارة مبرده معدة لهذا الغرض

كما نلاحظ ذلك في أكثر دول العالم ، وان يكون مصان الكرامة محترما بعد إن

ودع الحياة لأخر مرة ليعبر بذلك الأهل والأحبة والأصدقاء عن صدق ومحبة

ووفاء وليس ربطه على ظهر السيارة كأي بضاعة تافهة مع المبالغة في الصياح

والنياح ولطم الخدود وإقامة الولائم والعزائم بملايين الدنانير؟؟؟!!!!.

فهل كتب على الإنسان العراقي المسلم خصوصا أن يكون غير مصان الحقوق

والكرامة حيا وميتا وحتى من اقرب الناس إليه؟؟؟!!!!.

الا يستفز  ضمائرنا مثل هذه المشاهد المؤلمة المحزنة؟؟؟.الا ننتصر

لكرامة أحبتنا اليوم ولكرامتنا غدا  وهم  ينقلون بمثل هذه الطريقة التي

لا نعامل بها حتى حيواناتنا؟؟؟!!

وربما يعترض معترض على هذا المقترح لكثرة الأموات في الأوبئة او الحروب

كما هو حال العراق ألان. فمن الممكن أن تعد شركات خاصة سيارات مكيفة

ومصمصة لنقل الجثامين   يتم الاتصال بها من قبل المتكفلين بتغسيل ونقل

ودفن  الميت على أن تتكفل منظمات وهيئات خيرية أو تتحمل الدولة أجور

النقل في حالة عجز ذوي المتوفى القيام بذلك.

أرجو أن لا اكون بطرا في مثل هذا لطرح أمام ما يعانيه الإنسان الحي في

عراق اليوم فما لنا ومال المتوفي.

انه كما أرى مشهد يألم القلب ويعذب الضمير ،على الأقل أنا لا ارتضيه أن

يحصل لي وان لا يحصل  لكل إنسان على وجه المعمورة .