اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الثقافة تستحق أعلى النقاط

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حميد الحريزي

مساهمات اخرى للكاتب

·        الثقافة تستحق أعلى النقاط

 

في ظل عالم تطغى على فضائه رائحة البارود ودخان الحرائق بلغت وحشيته حدودا مخيفة، حيث أصبحت السيادة لرائحة اللحم البشري المحروق.

في شرق وغرب وشمال وجنوب العالم، حيث تنفس العالم الصعداء بعد اندحار  الفاشية عام 1945، فدخل  كوكب الأرض في جنة الاشتراكية  شرقا ودخل جنة الديمقراطية في جانبه الغربي، دفع البشر مئات الآلاف وعشرات الملايين في محرقة الكفاح من اجل إن  تنعم الأجيال بعدهم بنعيم الجنان الموعودة وكما قال احد الشعراء :-

                                        ((انا يا أخي آمنت بالشعب المضيع والمكبل

                                    وحملت رشاشي لتحمل من بعدنا ألاجيال منجل)).

هكذا كان حلم أجدادنا وآبائنا أن  ننزع للسلم والسلام  والمحبة والرفاه والتضامن بين  أبناء البشر وان كانوا حملوا الرشاش فلأجل أن نحمل نحن وأجيالنا القادمة المطرقة والمنجل والقلم  لبناء عالم أفضل،.

اختلف  المنتصرون  حول الطريق الموصلة للجنة، فدار صراع حامي الوطيس متعدد المجالات بين الشيوعية والرأسمالية واستمرت روائح الشواء البشري  في العالم في فيتنام وكوريا والصين وأفغانستان وشيلي وفلسطين والعراق ووووو..........

هلل أنصار الرأسمالية ((الديمقراطية)) بخفوت نور ووهن عضد أو موت الشيوعية ((الديكتاتورية)) بانهيار الاتحاد السوفيتي، فسيسير العالم موحدا خلف سيد الرأسمال بواب الجنة والرفاه والحرية...

لكن عظمة كرنفال المسير وعظمة المنجزات الاقتصادية والعلمية لهذا السيد أيقظت في رأسه أحلام وذكريات الإمبراطور والسلطان الأوحد.... فلكي تسعد الإله وتنعم بالرخاء لابد إن يشقى بني البشر الذي خلقته من دم وتراب.....

مما استفز شيطان الحرية وإبليس الذات الإنسانية المتمردة ضد الظلم والاستغلال وأثار روح المقاومة والتمرد لدى بني البشر ضد الإله إمبراطور العصر....... فان كان السير للأمام للحلم قد أغلق فلابد من العودة ليسلك طريق الندامة وجلد الذات  لطلب الغفران من إمبراطور وسيد لم يعرفوا قدره

في وسط هذه الطرق ظل صاحب خيار التوازن والتمسك بالحلم  والأمل في مستقبل عالم حر خالي من الظلم والجوع والقهر  يعاني الضياع والإحباط والذهول لأنه لم يزل يحلم بطريق خلاص جديد يرفض الواقع القائم لاستبداد إمبراطور ((الديمقراطية)) ويرفض القهقرى نحو عالم موهوم وجنة مفقودة.

هذا الواقع المعاش في عموم بلدان العالم وبالخصوص في العالم الإسلامي ومنه عراقنا الحبيب حيث يرسخ تحت هيمنة قوى الاحتلال والاستغلال وخدمه المتقنعين بقناع ((الديمقراطية)) أصبح سالك طريق العدل والحرية لابد له من سلاح جديد  واحد لا غير يختلف تمام الاختلاف عن كافة الأسلحة التقليدية أسلحة الشواء البشري التي اثبت التاريخ فشلها في بناء السعادة الإنسانية وسلامها ...

هذا السلاح هو سلاح الثقافة والوعي، الذي يستطيع إن يبطل أسلحة الإمبراطور المتوحش المتربع على العالم وكذلك هو قادر على تمزيق أقنعة التضليل والتعمية من على عيون المتقهقرين والمنحدرين صوب جنة مفقودة مطمورة تحت ركام السنين الغوا بر.

شاهد حديثنا هذا الصخب الذي  نسمعه في قبة البرلمان العراقي حول تقاسم الحقائب الوزارية وتقسيمها إلى وزارات سيادية ووزارات عاديه.... سيادية وضعت على رأس الوزارات وأعطيت أهمية كبرى بحجم ما تحمله من قوة ردع وقمع مشروع وغير مشروع وبالتأكيد فان الردع وقمع الداخل  له الأولوية الكبرى في الواقع الحاضر حيث قوى الإرهاب وعصابات القتل والنهب والسلب.، متناسين تماما تجارب التاريخ القديم والحديث بان هذه الأجهزة إنما هي مولدة بشكل دائم للإجرام والجريمة والخوف بمختلف اشكالها... والمثال الماثل  جيوش وأجهزة القمع للنظام السابق وضخامتها من حيث العدد والعدة والتنوع والحال الذي كان يعيشه المواطن العراقي من الخوف والتعسف والقهر وكذا هو حال الحاكم وزبانيته ومقربيه بمعنى شعب بكامله يعيش الخوف والترقب والقلق وحالة اللا أمن، وقبله جيوش الشاه وقبله جيوش هتلر الجرارة وجيوش المارد الأحمر ووووو

في حين أفادت وكالات الأنباء إن سويسرا أجرت استفتاءا لحل الجيش بشكل تام.....

وهنا تبرز الأهمية الكبرى للثقافة الإنسانية التي تصبو لزرع قيم التسامح والمحبة والسلام بين البشر مهما كانت أديانهم وعقائدهم وألوانهم وأجناسهم... هذه القيم يفترض إن تكون مزروعة في أحضان الآباء والأمهات أي في الأسرة والروضة والمدرسة والشارع والجامعة والجامع والحسينية والكنيسة  وفي قبة البرلمان وداخل مجلس الوزراء وفي داخل التنظيمات الحزبية...إي  تسليح ودعم قوى الضمير والرقيب الداخلي ليكون قادرا على كبح وقمع واستئصال نوازع الشر من داخل الإنسان...

إن هذه المهمة الكبرى هي حاملة مفاتيح وصكوك السلم والسلام تحتاج إلى مؤسسات وليست مؤسسة واحدة لتأدية هذا الدور .

في الدول التي تعاني من شرور الإرهاب وثقافة العنف لابد من ايلاء أهمية كبرى لوزارة الثقافة باعتبارها المؤسسة ذات المسئولية الرئيسية في زرع ثقافة المحبة والسلام واحترام القانون وحرية وكرامة الآخر بين أفراد الشعب والواحد وبين مختلف الشعوب.

 وبذلك ممكن إن تكون القوى التي كانت تدعي مقاومة الديكتاتوري والظلم وفية للدين الذي برقابهم للشهداء والمناضلين من اجل الحرية وفق قول الشاعر أعلاه:-

                              ((فدين عليك دمائنا والدين حق لا يؤجل))

 لذلك نرى إن تكون وزارة الثقافة في مقدمة  ما تسمى بالوزارات السيادية وعلى رأسها جميعا، تخصص لها الدولة أكثر واكبر القدرات البشرية كفاءة وأضخم الموارد المالية للنهوض بمهمتها الوحيدة التي  تمتلك حق حضر تجوال أفكار وثقافات الشر والعدوان والأنانية والاستحواذ والفوضى داخل المجتمع.

وليس كما هو حال وزارة الثقافة الآن حيث  غالبا ما منحت لأفراد بعيدين كل البعد عن الثقافة بمختلف مستوياتها فمرة لمنتسب امن وأخرى لمتهم بالإجرام والقتل أو تابع لفكر وايدولوجية مغلقة غير منفتحة ضمن  منهج المحاصصة العرقية والطائفية  باعتبارها وزارة من الدرجة الثالثة أو الرابعة يجب أن تكون وزارة الثقافة وزارة كل الشعب وليس وزارة طائفة أو حزب أو قومية بعينها. هذا لا يعني إننا ندعو أن تكون لوزارة الثقافة ووزيرها دور المخدر والسكوت على الظلم وعدم المطالبة بالحقوق ولكنها تنشر  نهج المقاومة الحضارية السلمية طويلة النفس وفق آليات الديمقراطية والتنافس الحر بين القوى المتنافسة لإدارة شؤون الدولة والمجتمع ونشر روح العدل وتكافوء الفرص وردم الفجوات الطبقية بين طبقات وفئات المجتمع المختلفة، أي ترسيخ روح الشراكة والتضامن بدل روح الاستئثار والإقصاء.

بناءا على ذلك نعمل لكي تكون وزارة الثقافة من أهم الوزارات السيادية وتمنح لفريق عمل مستقل يترأسه وزير يتميز  بسمو ثقافته وتفانيه  من اجل نشر قيم المواطنة وحب العمل واحترام الآخر ويكون عينا ساهرة لبرامج واليات عمل الوزارات كافة كالتعليم والتعليم العالي والوزارات الأمنية بمختلف مستوياتها كي تكون مشبعة بثقافة السلم والعدل والتسامح والتضحية والإيثار وحب الوطن والنزاهة وحب العمل والمساواة ،وهذه مثل وقيم لا يمكن أن تقوم بها أية  وزارة أخرى  غير وزارة الثقافة وبرامجها الفاعلة. لذلك نرى إن وزارة الثقافة تستحق أعلى النقاط

ومن أجل ذلك ندعو كل أحرار ومثقفي العراق للعمل الجاد والنشط لتكون وزارة الثقافة وزارة سيادية من الدرجة الأولى وتسند مسئوليتها إلى شخصية من وسط المثقفين وباختيارهم للنهوض بهذه المهمة الوطنية والإنسانية الكبيرة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.