كـتـاب ألموقع

أحافير في الحب – 10- فَرَحٌ حزينْ// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب 

أحافير في الحب – 10- فَرَحٌ حزينْ

الدكتور سمير محمد ايوب

 

ما هَرَبْتُ مِنْ ملامِحِك هنا إلاّ إلى دفء عتباتك الألف وألف هناك. فأنتِ تعلمينَ أنّ بعضَ كبريائي مُشاكِسٌ، عاشقٌ للبعثرةِ على صدرِ شوقٍ شفَّافٍ، قبل الأمتزاجِ بقناديلِك المسروجةِ بين قلبك وعقلك، وتلك المزروعة بين شفتيك وعينيك.

 

ليبقى بعضُ الكبرياءِ طازجاً كعذراءَ لم يمسَسْها بشرٌ بِسوء، أُخْفيكِ بينَ الحينِ والحينْ، عن المُنصِتينَ ومُختلسي النّظر، وعمَّنْ تَعَمُّداً لا يُتقنونَ غَضَّ البصَرْ. أتَدَثّر بك في الأماكن كلّها مُوارَبَة، وأعيدُ ترميمَ بعضَ مُنحنياتي بصمتٍ شفيفْ.

 

أما زالَ فيكِ مُتَّسَعٌ لِغواياتِ الظنِّ الخائِب، أو لابتساماتِ ألرِّيبِ ألمُتَوَرِّم بِمساقاتِ ومَسافاتِ الفَقْدِ وإنْتِكاساتِه ؟!

 

يا لَحُبٍّ إمتزجَ شَفَقُهُ بِزوابِعِ كِبرياء، وحُضورُهُ مصلوبٌ على نُتوءاتِ ظَنٍّ عاصفٍ، والريْبُ بِظلالِه مُتَرَبِّصٌ. فمثلُ هكذا حبٍّ يا سيدتي، لن يولَدَ فرحُهُ من رَحِمِ حزْنِه!!!