كـتـاب ألموقع

سَيِّدي الفادي عُدْ، لقد ضَلَّتِ الخِراف// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

سَيِّدي الفادي عُدْ، لقد ضَلَّتِ الخِراف

بتصرف، كتب د. سمير محمد ايوب

الاردن

 

خليلُ الرحمن، عُذرا سيدي. لقد دنَّسَ التسوويون وأسيادهم، حَرَمَك الإبراهيمي. ولم تَعُدْ الخليلُ كما كنت تحب أنت، بردا وسلاما. بل بات لعنبها طعمٌ غير ما كنت تعرف. 

 

سيدي يعقـوب عذراً. لقد أمعن ألأشباه، في يوسف العربي تشريدا وقتلا وتنكيلا. وبخسة القوا به في غياهب الجب الصهيوأمريكي. ولتبق كفيفا، صادروا قمصان أحرارهم، عند كل حاجز في بطن فلسطين، وعلى أعتاب كل مَعْبرٍ على تخومها.

 

يا نبي الله نوح، أتعلم أن كافور مصر، قد باع للأعداء، عبر سِمسارٍ يستر عورته بعباءة  تشف ما تحتها، جزر تيران والصنافير؟ لو خطر ببالك أن تعود، لن تجد لسفينتك معبرا تُبحر منه، إلا بشروط الصهاينة، بعد ان تدفع لهم بالشواقل أتاوات الحماية والعبور الكفيف.

 

سيدي كليم الله موسى عذراً. لن يطمإن بالك بعد اليوم. الأشرار حرصا على راحة الصهاينة في الشرم وغير الشرم، لن يسمحوا لك بعد اليوم، أن تضرب بعصاك مياه البحر، عابرا الى سيناء.

 

سيدتي البتول مـريم الـعذراء، عذراً إن قلت لك: لم يعد في وطن العرب، مكانا شرقيا ولا غربيا، تنتبذين إليه. ولم يتبق لك الكثير من النخلِ العربي الحرٌّ لتلدي تحته. وتهزي جذعه ، ليتساقط لك رطبا جَنِيَّا، لتأكلي وتشربي وتقري عينا. فقد جَزَّ الأنذالُ، رؤوس النخل بسيوفٍ من غبارٍ مُلَوَّثٍ بالكاز.

 

سيدي الفادي المخلص عذراً. لقد فرَّطَ المتصهينون بعروس المدائن. وكسَّروا نواقيسها ومآذنها. وخانوا كل قطرة ماء جارية أو نابعة في مسقط رأسك. فلم يتبق لك في المغطس، ماء يكفي لتعميدنا. ناهيك عن زراعتنا وشربنا وباقي احتياجاتنا.

 

سيدي يا خاتم انبياء الله ورسله عذراً. لن تستطيع بعد اليوم ان تسري الى اي من أكناف بيت المقدس، لِتَؤمَّ صلاتك في أقصاها هناك. أعمال الحفر والتجريف والتوسعة لم تبق لك متسعا من الأرض. وأظن انهم وفق شرائع الشرير في الإرهاب، باتوا قاب قوس أو أدنى، من مطاردتك وصحبك، لمحاكمتكم امام قاض عميل، كما فعلوا مع شهيد الأمة صدام. وإعلم يا سيدي، أن ملوك القلق، قد أفرغوا ما في خزائنهم، من اموال مُنِعَت عن مُستَحِقيها، لِتُدفَعَ اتاواتٍ حِمايةً لكراسيهم، وتعويضا عن إقتحامك، في سالف العصر والأوان حصن اليهود في خيبر.

 

رسلنا وأنبياؤنا جميعا، سلام الله عليكم ورضوانه. نعتذر عما فعل ويفعل السفهاء من شياطيننا وابالستهم، في السر وفي العلن، في زواريب بلاد الواق واق، ودهاليز بلادٍ ما زال أهلها، يركبون فِيَلةَ أبرهةَ الأشرم.

 

فلسطيننا، عِراقُنا، ليبيا، سوريا نا، يَمَنُنا، صومالنا، عذرا.

 

يا شهداءنا، أسرانا، جرحانا، مناضلينا الشرفاء، يا كل المعذَّبينَ من أهلنا، عُذراً وأيُّ عُذر.

 

يا كل حبة تراب عربية دُمِّرَت، ودِيسَت كرامتها، وكل قطرةِ دمٍ ظُلما أُهرِقَت، وثروةٍ نُهِبَت، وكل إرادةٍ كُسِرَت، وحُرَّةٍ اغتُصِبَت، يا كل ونَّاتِ القلبِ المَكلوم، أتعذرون شيئاً من تقصيرنا المتواطئ بالصمت تارة، وبالعجز المتخاذل مرات أخرى؟!!!

 

أعذرونا بالله عليكم. فهذا زمانُ المماليكِ وكلابُ الصَّيْد. فيه لم يعد مُعْتَصِمُ المسرحِ عربيا. بل رويبضةً مملوكاً خَصِيّا. تدب على أرضنا اقدامه، ويده مغلولة الى عنقه. وتوالي جسده هناك. هناك في مكان ما في عوالم الشقلبه.

 

 

الاردن – 12/7/2017