اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من أجملِ ما قرأت (النص 15 بتصرف) وَحْدُنْ بِيِبْقوا، مِتِلْ زَهْرِ البَيْلَسان// د سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

من أجملِ ما قرأت (النص 15 بتصرف)

وَحْدُنْ بِيِبْقوا، مِتِلْ زَهْرِ البَيْلَسان

د سمير محمد ايوب

الاردن

 

تُفيدُ الحكايةُ بأن الشاعر اللبناني الكبير طلال حيدر، كان قد إعتاد تناول قهوته، في شرفة منزله، المُطِلِّ على غابةٍ جميلةٍ، في الجنوب الأبعد للبنان. لفتَ إنتباه الشاعر لفترة، حضورُ ثلاثة شبّانٍ صباحَ كلّ يوم، بِتَواقتٍ مع قهوته إلى الغابة، وخروجهم مساءً منها. بعد أيامٍ إنتبه الشبانُ إلى نظراتِه. فراحوا يُحَيُّونَه كل صباحٍ. وإنْ رأوه مساءً، ودّعوه بتحيةٍ لطيفة. بادَلَهم إياها مُتسائِلاً بصمتٍ، عما يفعلونَه هناك.

 

كبُرَ التساؤل في نفس الشاعر. فقرّر أن يكسِرَ صمتَه ويُكلِّمَهُم. علّه يعلمُ سرّ العلاقةِ مع غابةٍ لصيقةٍ بشمالِ فلسطين المحتلة. في صباحٍ لطيفِ النسمات، ألقى الشبان التحيةَ على طلال، الذي تردّد في أن يُفاتِحَهم بتساؤله. فأرجأه إلى المساء. مترقباً مراقباً، ومهيّئاً نفسه لما قد يفاجئه، ومحيطاً نفسه بشيء من الفرح، ظنّه سيشبع فضوله.

 

غابت أجسادُ الشبان بين أشجار الغابة. وسافر طلال بخياله وتصوراته، عما سيصل إليه عند الغروب، بعد تحدّثه معهم وهم عائدون. ترقَّبَ طلال غروب الشمس وأفول الضوء، بشوقٍ لقهوةٍ مختلفةٍ، حَملَها بيديهِ إلى الشرفة. وراح يُنقب بناظريه عتمةً تتزايد. ومع ظهورِ بوادر الخوفِ المشوبِ بالحذر، والمُلَوَّنِ بالمزيدِ من الفضول، ما السرّ في هذا الأمر؟!! عتّمتِ الغابةُ. وغابت جميعُ الأصوات، ما عدا بعض الصَّرير، وحفيف أوراق الشجر. ودخل طلال غرفةَ نومه حائراً، إلا أنه ما استطاع النوم تلك الليلة.

 

إستمر قلقُ طلال عدّة ايام. لم يُصارح أحداً بالموضوع، إلى أن قرأ خبراً في صحيفة السفير اللبنانية. يفيد بأن ثلاثة شبّانٍ فلسطينيين، إقتحموا الحدود. وقاموا بعملية فدائية وسط العدو الصهيوني، إستشهد ثلاثتهم فيها. وكانت صور الشبان معروضة. تمكن طلال من التحقق من وجوههم التي حفظها عن ظهر قلب، خلال أيام التحضير للعملية ، ومرورهم تحت شرفة بيته.

 

في حينها، عُرِفَت تلك العملية بعملية الخالصة. نُفِّذَتْ في شمال فلسطين المحتلة، صباح 11 نيسان 1974. كان أبطالها العربي الفلسطيني منير المغربي (أبو خالد)، والعربي السوري أحمد الشيخ محمود، والعربي العراقي ياسين موسى الحوزاني (أبو هادي).

 

تأثّر الشاعر الكبير بالحدث. فكتب للشبان قصيدته الرائعه، التي غنّتها السيدة فيروز ، فأحببناها: 

 

وَحْدُنْ ، بِيِبْقوا متل زهرِ البَيْلَسان .

وحدهُن ، بِيِقطفوا  وْراق الزمان . بِيسَكْروا الغابي .

بِيضَلْهُن متل الشِّتي ، يِدُقوا على بْوابي .

يا زمان ، يا عشب داشِر فَوْق هالحيطان ،

من قَبِلْ ما صار الشجر عالي ،

ضَوِّي قْناديل وأنْطُر صحابي ، ضَوَّيْت وردِ الليل عكتابي .

برجِ الحَمام مْسَوَّر وعالي ، هَجْ الحمام ، بْقيتْ لَحالي .

فلّوا . مَرَقوا . بْقيتْ عَبابي لَحالي .

يا ناطرينِ التلج  ، ما عادْ بِدْكُنْ تِرْجَعوا ؟

صَرّخْ عَلَيهن بالشتي يا دِيبْ ،

بَلْكِي بْيِسْمَعو ..........

 

الاردن – 28-8-2017

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.