كـتـاب ألموقع

إضاءة على المشهد العربي// د. سمير محمد ايوب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: سمير محمد ايوب

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 28 تشرين2/نوفمبر 2017 10:29

كتب بواسطة: د. سمير محمد ايوب

الزيارات: 1877

الموقع الفرعي للكاتب

إضاءة على المشهد العربي

د. سمير محمد ايوب

الاردن

المسموح والممنوع ، لكلاب الصيد الصهيوأمريكية

في منطقة كالوطن العربي الكبير ، تقف كل مواطِنه الصغرى، على فالقِ زلزالٍ كياني، وتحيط بها نيرانُ التَّضييع، لإعتباراتٍ شيطانية، لا منظور وطني لها، ولا قومي ولا إيماني، ولا حتى إنساني، يتم صبح مساء، بإصرار أرعن، تأجيجُ عداءٍ عبثي، وإستعداء عدمي، ضد جارة أزلية لأمة العرب، هي إيران.

أتابع كما يتابع غيري، عبث أبالسة مال السُّحْتِ ، وضباعهم السياسية، والإنكشاريين في جوقتهم ألإعلامية، لتشتيت أو تحنيط ألإنتباه عن العدو المركزي للأمة، وحرف بوصلة العقيدة العسكرية والسياسية، نحو إيران بإعتبارها ألعدو الأوحد للعرب.

في ظل إبتعادٍ أو تراجعٍ مصري فاعل، عن قضايا أمة العرب، وإنكفاءٍ لمعالجةِ أزماتها الداخلية، تفرض إيران وتركيا يوميا، وقائع جديدة على الأرض في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين وأفريقيا وحوض البحر الاحمر ، رغم مليارات مال السحت، وألآف الأطنان من أسلحة الدمار وجحافل الإرهاب.

تقليم الأظافر السياسية للخصوم، محاصرة طموحاتهم ومصالحهم، تحييدهم وإحتوائهم، كلها على صعيد العلاقات الدولية السوية، وعلى صعيد إمتلاك القوة المادية والمناورات السياسية وتحالفات المصالح، مطالب ومساقات مفهومة ومعتبرة، شرط أن لا يقتصر غرضها على إستبدالٍ مشبوهٍ ، لعدو مغتصب جاثم فوقك، بعدوٍ مُحتمل، أو تكثيرٍ لأعداء الأمة بغباء عابث.

ولكن، في ظروف محفوفة بالإلتباس المتعمد، يتم منذ زمن، هندسة فوبيا تتمدد بشكل قبيح، تستعين بأسوأ ما في التاريخ من وجع وتوجس، وتستثمر عفن الإرتطامات المذهبية المقيته، وحماقاتها المعاشة . لتشويه وعي بسطاء الناس.

في الوقت ذاته، يسعون بالرِّشى المالية وغير المالية، لإستعارة أمن وأمان، وشراء مناصب، وتوظيف حماة لها، وبهلوانيات لتحييد حماقات القوة الإيرانية ألمتعاظمة، وإبعاد عنجهياتها الفارسية بعيدا عن مصالح كراسيهم.

أقول لأدعياء النضال ضد إيران: نعم، لدينا خلافات وإرتطامات، تاريخية ومعاصرة خطرة، مع الجارة إيران. ولكني أقول لكل من يستشعر هذا الخطر المحتمل، ويريد  مقاتلة إيران: لا تبدأ ولا تُتْمِمْ ، مقاتلتك لها بتدمير مواطن العرب ألواحد تلو الآخر . وطن الفرس أو وطن العجم أو وطن إيران، سمُّوها ما شئتم، معروفة محددة ألمعالم. وهي تحتل كما تقولون، ألأهواز والمحمرة والجزر ألإماراتية، وتركيا تحتل هي الأخرى لواء ألإسكندرونه، إنسوا فلسطين، لأنكم مش رجالها ولا حتى من رجالها، شرط أن تتذكروا ، أن الأجدى لكم ان كنتم صادقين، مقاتلة إيران فوق أراضيها، بقوى ذاتية مادية تعتمد المعرفة، لأن جهلكم لن ينتصر ، وتعتمد الحرية لان العبيد أو المستعبدين لا يقاتلون، وإن قاتلوا لا ينتصرون.

ولعلّ أبرز الأهداف المتخفية في مضامين رؤية المناضلين ضد إيران، هي:

-  ضمان إستمرار التحكّم الأجنبي بمصادر الطاقة وممراتها في المنطقة.

-   إنهاء الصراع العربي - الصهيوني، بدون الإعتماد على معيار الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، أو قيام دولة فلسطينية مستقلة. ومن غير  تسوياتٍ سياسية شاملة لكلّ الجبهات. وفرض تطبيع شمولي بين العدو وكل العرب، تمهيدا لفرض "اسرائيل" عنصرا فاعلا في عموم " الشرق الأوسط الجديد".

يقتضي هذان الهدفان بالضرورة، تغييب الهويتين العربية والإسلامية عن الشرق برمته، والتركيز على هوية "شرق أوسطية" ، كإطار جامع لبلدان المنطقة.

ولا يتم ذلك، إلا بفكفكة التركيبة السياسية القائمة، إلى جزر إثنية وطائفية ومذهبية. من خلال إغراقها في حروب أهلية موجهة ومسيطر عليها، وصراعاتٍ عسكرية إقليمية إستنزافية مسيطر عليها هي الاخرى. تطبيقا لأبجديات سايكس بيكو الجديد، الذي يرسخ التواجد الأميركي في المنطقة، دون الإضطرار لإبقاء قواتٍ أمريكية كبيرة العدد.

الوجه الحقيقي القبيح للأنياب المذهبية، ألتي نسمع دبيب خطواتها الأُوَل على الأرض، هو تحويل ألعدو ألصهيوني ألمحتلِّ لبيتِ المقدس وأكناف بيت المقدس، إلى صديق وحليف وحبيب وونيس،  والمبالغة في الخطر ألمتوقع لإيران. ألمستفيدون من كل هذا ، هم المشروع الصهيوامريكي  فقط ، والفزاعة الفارسية.

الأردن – 27/11/2017

• < السابق
• التالي >