كـتـاب ألموقع

إضاءة على المشهد العربي في فلسطين (3)// د. سمير محمد ايوب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: سمير محمد ايوب

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 20 كانون1/ديسمبر 2017 10:24

كتب بواسطة: د. سمير محمد ايوب

الزيارات: 2212

الموقع الفرعي للكاتب

إضاءة على المشهد العربي في فلسطين

د. سمير محمد ايوب

الاردن

تحيةٌ لكلِّ مَنْ لَمْ يَخُنْ بَعْدُ

للأوسلويين بالتأسيس أو بالتجنيس، جديدٌ في التخاذل والهوان كل يوم، أسوأ مما كنا نظن. بعد حرفهم لبوصلة التحرير، وتزييف أحلام شعب يكابد يوميا، من أقذر أنواع الإحتلال، جعلوا بيارقهم وهوياتهم أهم من تحرير فلسطين، وأهم من مكابدات أهلها.

مضامين ومستويات ردود أفعالهم على إغتيال القدس، جريمة وطنية وسياسية وأخلاقية ونضالية. بالتهافت المتهاون الواهم، وبتهافت التهافت المتاجر بالهوان، حولوا فلسطين من قضية امة العرب وكل المؤمنين، الى قضية محاصصات دكاكين وبسطات إستثمار، في المناصب، والمكاسب والمنافع وارتزاق، دون أي إعتبار لثوابت الحق، ومبادئ التأسيس، ومقتضيات الصراع مع إخطبوط من الأعداء، ليس كمثلهم أعداء.

هوان المقصرين وذل العاجزين منهم، مَكَّنَ بعضا من شراذم المتصهينين، من إبراء ذمة المحتل، بل وشتم فلسطين وأهلها بصفاقة، لم تُبقِ شيئا من إحترام أو حتى مجاملة أو أدب.

 أقول لمن تبقى من ديكة فلسطينية، هرمة أو هزيلة متصارعة، سُحقا وتبا لكم جميعا وأي تب. أقسم بأن القدس ما عادت عروس عروبتكم. لأنكم بالقطع تناسيتم تعمدا،  بأن ما أُخِذَ بالقوة لن يُسْتَرَدَّ إلا بالقوة. وإلا فأين سلاحكم وعملياتكم النوعية؟ ماذا تنتظرون؟ ألسنا في لحظات من الحقيقة؟ فلسطين التاريخية ما تزال محتلة كلها. القدس والأقصى مع رمزيتهما وقداستهما عند كل المؤمنين، ما هي إلا مساحات جغرافية صغيرة عزيزة، من فلسطين المحتلة. وطنيا لا فرق بين تراب وتراب.

وعلى مستوى اوسلو لم تتمايزوا بشئ عملي. قولكم فيها ضعيف غير قادر. وفعلكم ضدها غير صادق. لُقَمِكُم تغميسٌ في صحونها. لقد تدنت أسقفكم. وَبِتُّمْ ردود فعل ، بعد ان كنتم أصل كل فعل.

المطلوب، ليس الإحتجاج على عبث أحد، عدوا كان أو من كنا نظنه بالوهم صديقا. بل العمل على تحقيق ما إنطلقت رصاصاتكم الاولى من اجله. تحرير الأرض والإنسان حتى النصر.

وإما اسدال الستار على واقعكم، مع كل الإحترام بالتأكيد لكل مخلص سبقكم، شهيدا أو أسيرا أو طريدا، او ما زال ممسكا بالجمر، والرصاص في جعبته ليس للزينة او للتنسيق الأمني، واصبعه ما زال على الزناد. وبأسم الكثير من  أحرار هذه الامة وانا انحني احتراما لكل الجبارين، أحيي من لم يخن بعد، من اوسلويين وغيرهم.

فالله سبحانه، لا يُغَير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. تفاقم إنهياراتكم وإنحرافاتكم، وتماهيها مع الإستجداء والتسول الفاشل، جعل منكم قِرَباً مخزوقة ومُخَزْوَقَةً من كل حدب وصوب . فلسطيننا وجباريها، يبحثون دون كلل ولا ملل، عن رجال يأخذون بكل الأسباب الحقيقية للقوة ، بعيدا عن تدليس الوهم.

بلا بكاء أو عويل أو مراسم، إعلنوا يا أحصنة طرواده، موت مسار السلام. تُرَّهاتِه أوصلت بعض المنهارين منكم، للعيش بين أفخاذ تسيفي ليفني. إبتدعوا سيناريوهات لأسدال الستار على جثث قد تعفنت. فقد أعلن من زمان ، الكثيرون من ناسكم، موتكم السريري ، وبعضهم يتمنى لكم موتا رحيما.

يا شعب الجبارين، بعض زعماء العرب، قلاع من رمل. يتمنون الموت على أبواب الأقصى. إدعوا الله أن يكتبها لهم ، عاجلا وليس آجلا ، حتى لو في حادث سيارة. وأدعوا الله، أن يُيَسِّرَ لكم حراكا وطنيا وقوميا ، لإعادة تأصيل وتحديث نظرية المقاومة.

الاردن – 19/12/2017

• < السابق
• التالي >