كـتـاب ألموقع

اضاءة على المشهد العربي (5)// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

اضاءة على المشهد العربي (5)

د. سمير محمد ايوب

الاردن

 

عن حكامٍ عَرَب

قبل أيامٍ، على هامش فعالية ثقافية عن فلسطين، مع قهوة الإستراحة، كنتُ أستكمل مع صديق شاب من جيل أحفادي، دردشة عن فلسطين وحكام العرب.

 

دردشة كنا قد ابتدأناها سوية، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يوم محاولة ألإدارة ألأمريكية، إستكمال إغتيال فلسطين، في صَفاقَةِ ترامب عن القدس.

 

سرعان ما تحلّق حولنا، جمع من رفقاءه الصبايا والشباب، طلبة قسم العلوم السياسية، في أحد الجامعات الأردنية. سألني أحدهم وهو يُجدِّدُ لي قهوتي، عن حاكم عربي في مكان ما، في دهاليز الأحراش العربية، الممتدة من الماء الى الماء.

 

أجبته مبتسما وأنا أغامزه: المومى إليه يا ولدي، هلامي رجراج كصحن المهلبية، لزج كالمخاط، بهلوانُ أُلْعُبان، في كل عرسٍ له قرص. وفي كل عنوان له مكان.

 

قالت دهقونتهم المحاذية لي، وهي تعدل نظارتها الطبية فوق أرنبة أنفها: صنِّفْهُم لنا.

 

قلت متسائلا ، وأنا أعلم علم اليقين من تقصد: أصنف من؟

 

قالت متخابثة وإبتسامة بَيِّنَةٌ تتراقص فوق صفحات وجهها العريض، وفي عينيها التي تشبه فوهات بنادق الثوار: شو ، هالقد طلبي صعب؟ ليتك تصنف لنا حكام العرب المعاصرين على الأقل؟

 

عاقد الحاجبين، تلفت يمنة ويسرة، بحثا عن مخرج من عش الدبابير او حقل الألغام، ألذي زجتني به الدهقونة بذكاء متخابث. 

 

فكرت قليلا، قلَّبْتُ الأمر ثم إهتديت قائلا: تعرفون كلكم، مقياس ريختر للزلازل. مقياس معتمد ولا يُحاجَجْ. فلسطين من النهر إلى ألبحر، قنطرةٌ بين كل قومي في الوطن العربي الأكبر، وكل قطري في المواطِنِ ألعربية الصغرى. وفق مقياسها، تعنون ألأمور وتحدد ألإتجاهات وتوزن النوايا وتُفْهم. مقياسها في الصواب والخطا، والتفريط والتخاذل والتهاون والعجز والخيانة لا يَضِل ولا يُضَلِّل. بوصلة فلسطين كما ثَبُتَ، بالقطع أدق من ريختر وكل عشيرته وصحابته.

 

وفق ريختر فلسطين، يمكن القول، أن ألحكام العرب، بالإختيار أو بالقضاء ليسوا سواء. منهم نوع باق برضا الغرب؛ وبعض ثابت كالطود برضا الرب. وبقاء بعضهم  منوط برضى الجيش. ونوع باق برضا الشعب. وبعض برضا أمريكا، وبعضهم برضا الصهيونية والماسونية. وبعضهم برضا الكاز والزفت والرمل والملح والقلق. وبعضهم لَمَمْ مثل طبيخ الشحادين، شوي من هون وشوي من هون. أو قُل مثل خبز الصاج، ما بتعرف لُه وِشْ من قَفا. وبعضهم لا في العير ولا في النفير، مثل إقْحاطِة طناجر الرز لمن ينشعط قاع الطنجره.

 

أنفجروا في ضحكة كالرعد، وقالوا بصوت واحد: الله لا يوطرز لك ربك يا شيخنا. والله ريختر فلسطين، فعلا أدق من ريختر الزلازل. ما اوضح تصنيفك وما اسلسه. إعرفناهم واحدا تلو الآخر. واللي على راسه ريشه ، يتحسسها الليله.

 

الاردن – 7/1/2018