اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ومن أجمل ما قرأت (النص الأربعون- بتصرف)// د. سمير محمد أيوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 الموقع الفرعي للكاتب

ومن أجمل ما قرأت (النص الأربعون- بتصرف)

د. سمير محمد أيوب

الاردن

 

إنها خديجه خويص

تقول وملامحها عنوان الرباط في فلسطين: في يومي الأوّل في سجن الرملة، إنتزعوا حجابي. وبعد رجوعي من محكمتي الأولى، أخبروني أن معاصم يديّ ممنوعة في السجن، بحجّة أنّها زيادةٌ عن اللباس. أخذتها منّي السجّانة. وألقتها في سلّة القمامة.

 

وذات ليلة، ولم أكد أغمض أجفاني، حتّى تمّ إستدعائي للتحقيق. جهزّت نفسي. وكنت قد غسلت جواربي. فلبستها مبتلّة. ولما قيّدت السجّانة قدميّ، قالت: عند عودتك ستخلعين جواربك! عدت من التحقيق بعد الواحدة ليلاً، والسجانة تنتظرني. أخذت جواربي ورمتهما في سلّة القمامة.

 

مرّت ليال عشر على إعتقالي، وأنا في زنزانتي معزولةً عن الجميع، بين صلاتي ومناجاتي وبكائي لله عزّ وجل ، بأن يرفع عني هذه المحنة. كنت مثالاً للهدوء والاتزّان في السّجن.

 

خرجت إلى محكمتي الخامسة. وعندما عدت للسجن، أخبرني مسؤول السجن: من اليوم يُمنع عليك ارتداء الحجاب والجلباب داخل القسم! لم أعرف حينها بأيّ لغةٍ أخاطبه. لم تسعفني أي كلمة. أنا القوية التي لا تبكي أمام سجّانها، لم أتمالك دموعي. بكيت أمامه بحرقة. أوصلني إلى باب القسم. وأمر السجّانة أن تنزع حجابي وجلبابي ولو بالقوة.

 

ثم أدخلوني زنزانتي. أجرّ أذيال قهري. بكيت كما لم أبكِ من قبل. صرخت وكبرت ما يقارب الساعتين. صليت يومها بلا حجاب أو جلباب ودعوت الله أن يلقيَ عليّ النّوم فنمت حتى الفجر.

 

يومها نقلوني لزنزانة اخرى، ولا أعلم السبب. ظننت أنّها أفضل حالاً، ولمّا صرت فيها، وجدتها مترين بمترين من القذارة،

 

كانت بمثابة زنزانة في حمّام. صليت العشاء بلا حجابي وجلبابي وبلا سجود لأنّ الأرض نجسة.

 

وفي اليوم التالي، عند الخامسة فجراً، أعطوني حجابي وجلبابي لاخرج بهما إلى المحكمة. وصلت المحكمة منهكة من السفر والبكاء المتواصل، ومن السهر الإجباري بسبب صوت مياه المرحاض، فبدوتُ شاحبةً حزينة كئيبة على غير العادة. يومها اجتمع قهر الدنيا كلّه في ملامح وجهي وتعابيره.

 

ولمّا ترافع عنّي المحامي، ووصف لهم ما يحدث لي في السجن، وانتزاعهم حجابي وجلبابي، أصيب الحاضرون بالوجوم والقهر.

 

ونجح المحامي باستصدار أمرٍ من المحكمة، بعدم إنتزاعهما منّي. وإعادتي لزنزانتي الأولى.

 

عدت من محكمتي، ليعاودوا قهري، وإنتزاع جلدي مرة أخرى، ووضعي في مسلخهم القذر. لكنّي قررت أن أنتزع حقّي ولو بأسناني. فقمت بالصراخ والتكبير لأربع ساعات، حتى جاؤوني بمدير السجن، وأريته قرار المحكمة، فاضطر للإلتزام به.

 

انها مرابطة الأقصى، خديجه خويص.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.